على خلفية اعتقل جهاز الأمن العام الاستخباراتي التابع لـ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ثلاثة أشخاص بينهم قاصر في مدينة عامودا بريف محافظة الحسكة، بسبب تقديمهم مسرحية استذكرت مجزرة ارتكبتها “وحدات حماية الشعب PYD في وقت سابق.
أصدر المجلس الوطني الكردي “enks” بياناً حاز على انتباه الجميع، حيث وجه فيه انتقادات حادة لميليشيات “PYD” واتهمها بتنفيذ حملة اعتقالات وممارسات ترهيبية في مناطق سيطرتها. هذه الحملة القمعية استهدفت أعضاء ومشرفي الفرق الفلكلورية الكردية، ما دفع المجلس إلى التعبير عن استنكاره الشديد لهذه الخطوة التصعيدية التي تهدف إلى ترويع الناس ومنعهم من ممارسة أنشطتهم الفنية والثقافية.
وأشار البيان إلى سلسلة من حالات الاختطاف التي نفذتها ميليشيات PYD، حيث تم اختطاف عدد من أعضاء فرقة خوناف الفولكلورية، بما في ذلك مجدل دحام حاج قاسم وسعد كاوا كونرش وصالح جميل بكاري. كما ذكر المجلس حالات اختطاف سابقة، من بينها اختطاف الممثل المسرحي ناصر غالب جارو، واختفاء أربعة آخرين من أعضاء المجلس.
الترهيب والتضييق: تأثيرات ميليشيات PYD على الحياة المعيشية في المناطق التي تسيطر عليها
تحتل هذه الانتهاكات الحقوقية مكانة مهمة في ظل استمرار التضييق على الحياة المعيشية والسياسية للسكان في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات PYD. إذ يعاني السكان من ظروف اقتصادية صعبة وفرض إتاوات عليهم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، مما يخلق صعوبات وتحديات كبيرة.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الوطني الكردي إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين من أعضاء الفرق الفلكلورية، بالإضافة إلى جميع معتقلي المجلس، ودعا المنظمات الحقوقية والإنسانية والدول الحليفة، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى ممارسة ضغوط جادة على ميليشيات PYD لوقف هذه الانتهاكات والامتناع عن مزيد من التدخل في حياة السكان.
المطالبة بالإفراج عن المعتقلين ووقف الانتهاكات الحقوقية تأتي في إطار جهود المجتمع الدولي لحماية الحقوق الإنسانية وضمان احترام القوانين الدولية. فالفن والثقافة ليست فقط مظاهر ترفيهية، بل تعبر عن هوية شعوب وثقافات وتعزز التواصل والتفاهم بين الشعوب.
من الضروري أن تتخذ الجهات المختصة خطوات فعالة لوقف هذه الانتهاكات وتأمين الإفراج الفوري عن المعتقلين، فضلاً عن وضع آليات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل. على المنظمات الحقوقية والإنسانية أن تواصل متابعة الوضع وتقديم الدعم للضحايا وعائلاتهم، بالإضافة إلى توجيه الضغوط اللازمة على الميليشيات المسؤولة عن هذه الانتهاكات.
إن الحفاظ على الحريات الثقافية والفنية ليس مسؤولية فقط للمجتمع المحلي، بل تتطلب تعاوناً دولياً لضمان حماية هذه القيم الإنسانية العالمية. فالتنوع الثقافي والفني هو جزء لا يتجزأ من تراث الإنسانية، ويجب أن نعمل جميعاً على الحفاظ عليه وتعزيزه من خلال التصدي لأي تهديدات تتعرض لهذا التراث الثقافي الثمين لجميع مكونات المجتمع السوري.