كلمة أ. د. صلاح وانلي نائب رئيس القبة الوطنية السورية و رئيس التجمع الوطني الديمقراطي في فعاليات القبة المنعقدة على الزوم وفيزيائياً في مدينة اعزاز بسوريا بتاريخ 10-8-2024
نص الكلمة كاملاً
حضرات السيدات والسادة
أعضاء هذا الملتقى الوطني الحر
رفاق الدرب في مسيرة النضال الوطني
يطيب لي أن أتوجه إليكم بخالص الامتنان والتقدير على الجهود الجبارة التي بذلتموها في سبيل تجميع هذه الفسيفساء الوطنية التي جمعت بين مختلف الأطياف والقوى السياسية، على قاعدة مشتركة من القيم والمبادئ التي تجمعنا.
لقد تصدت اليوم إرادة الشعب السوري العظيم في هذه الفعالية، حيث تلتقي عزائمكم الراسخة وإرادتكم التي لا تلين لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, في هذا الوقت العصيب، حيث تقطعت السبل بكثيرين وتراجعت همم البعض أمام ثقل المسؤولية، أصررتم على المضي قدماً متمسكين براية الحرية والكرامة، التي طالما كانت مضمدة بدماء الشهداء الأبرار، أولئك الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. لقد أثبتم بما لا يدع مجالاً للشك أنكم جديرون بحمل هذه الأمانة الثقيلة، وأن الحقوق التي يدافع عنها رجال ونساء من أمثالكم لا يمكن أن تهدر أو تنسى، بل هي حقوق خالدة تزداد قوة وصلابة مع مرور الزمن.
إن الثورة السورية العظيمة التي انطلقت منذ ما يزيد على عقد من الزمن، تمر اليوم بمرحلة مخاض عسير، تنبئ بولادة فجر وامل متجدده مهما طال انتظار هذا الأمل. إن إيماننا الراسخ بعدالة قضيتنا، وإصرارنا على تحقيق الحلم الجماهيري في بناء وطن حر موحد، هو ما يدفعنا للاستمرار في هذه المسيرة الشاقة، والتي نسعى من خلالها إلى تحقيق سوريا جديدة، يتساوى فيها جميع أبنائها تحت راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وضمن إطار من المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون.
لقد بدأنا العمل على تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي منذ عام 2012، وأعلن عن تشكيله رسمياً في عام 2013. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم ندخر جهداً للسعي الجاد والدؤوب لتحقيق وحدة الصف بين الكيانات السياسية الوطنية التي تؤمن بسوريا الحرة الموحدة، سوريا التي تتطلع إليها كدولة قائمة على سيادة القانون، وتبذ الاستبداد والفساد بكافة أشكالهما وصورهما. إن الهدف ليس أن نكون نسخاً كربونية من بعضنا البعض، بل أن ترتقي جميعاً إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ونتوحد حول هذه الثوابت والمبادئ التي تجمعنا، وهذا ما تحقق اليوم في اجتماعنا تحت مظلة القبة الوطنية السورية (قوس). رغم أن انطلاقة “قوس” جاءت من خلال ثلاثة كيانات سياسية، وهي:
- ميثاق سوريا الوطني
- التجمع الوطني الديمقراطي
- مجلس دمشق الوطني
إلا أن هذه القبة, اليوم, تستظل تحتها كتل وطنية أخرى ذات تاريخ نضالي مشرف، وكل كتلة تضم بدورها العديد من الكيانات والأحرار، الذين تجمعهم رؤية وطنية مشتركة وأهداف سامية. ومن شركاتنا الرئيسيين الذين يجب أن نذكرهم:
- التيار الوطني السوري.
- تجمع بنا وطن.
- منتدى الحوار الوطني.
- الطريق الوطني السوري.
- تجمع التوافق الوطني لتحرير سوريا.
- التجمع الشعبي لتصحيح المسار.
- الهيئة الدولية للتنمية والسلام.
- الجالية السورية في رومانيا.
واعتذر سلفاً إن خانتني الذاكرة في ذكر أحد المكونات، فالقائمة تطول وكل مكون له مكانته ودوره المحوري في مسيرتنا هذه السيدات والسادة، حضرات النخب الوطنية إن فكرة القبة الوطنية السورية (قوس) لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل دؤوب بدأ في عام 2021، واستمر حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الفارقة في تاريخنا، حيث تضع اليوم، في العاشر من أغسطس عام 2024 حجر الأساس لانطلاقة جديدة نحو العمل السياسي المؤسسي الحر، الذي يهدف إلى بناء دولة مدنية حديثة، تحكمها سيادة القانون، وترتكز على أسس المواطنة الحقيقية والمساواة بين جميع أبنائها بعيداً عن حكم العائلة والوراثة التي انتهجها آل الأسد.
إن هذه الانطلاقة لا تمثل نهاية الطريق، بل هي بداية جديدة، نضع من خلالها الأسس لاستقطاب كافة الكفاءات الوطنية، سواء كانت كيانات سياسية أو تيارات فكرية أو أحزاباً أو أفراداً ممن يؤمنون بالنهج الوطني، ويرفضون الأفكار والمشاريع الهدامة التي تحمل أجندات فوق وطنية أو تلك المشاريع العابرة للحدود التي تسعى إلى تقويض أسس الدولة السورية وتهديد وحدتها وسيادتها.
نحن اليوم أمام تحديات كبيرة تستدعي منا أقصى درجات الحكمة والتبصر، فمن الضروري أن نبني هذا الوطن بأيدينا، مستندين إلى قاعدة صلبة من القيم والمبادئ التي لا تقبل المساومة أو التنازل. إن المعركة, اليوم, ليست فقط معركة سياسية، بل هي أيضا معركة فكرية وثقافية، تتطلب منا العمل على تشكيل وعي وطني جامع، يتجاوز الخلافات الضيقة ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. إننا ندرك تماماً أن الوصول إلى سوريا الحرة الموحدة لن يكون سهلاً، ولكننا نؤمن بأن الجهود المتضافرة التي نبذلها اليوم ستثمر وطناً تسوده الحرية والعدالة والمساواة وأن يكون جميع أبنائه دون تمييز أو تفرقة، وطن يُبنى على أسس مدنية حقيقية بعيداً عن الاستبداد والفساد وكل أشكال الطغيان.
في الختام، اسمحوا لي أن أجدد شكري وامتناني لكم جميعاً على هذا العمل الجاد والروح الوطنية العالية التي تتحلون بها. إن هذا اللقاء ليس إلا خطوة في مسيرة طويلة، نسعى من خلالها إلى تحقيق الأهداف السامية التي وضعناها نصب أعيننا. وإنني على يقين بأننا بفضل تماسكنا ووحدتنا سنصل إلى سوريا الحرة الموحدة الخالية من الفساد والاستبداد، والخالية من العصابات الخارجية التي جاءت إلى سوريا تحت أي شعار أو مسمى كان.
دمتم بخير وسلامة وإلى اللقاء في سوريا التي نحلم بها،
سوريا التي تستحق كل هذه التضحيات … سوريا الحرة الأبية… سوريا المستقبل.
***********
الدكتور الأستاذ صلاح وانلي
رئيس التجمع الوطني الديمقراطي
ونائب رئيس القبة الوطنية السورية
جهودكم مشكورة دكتورنا الغالي
وعمل مميز من أسرة التحرير يستحق الشكر والتقدير