تمرّ البشرية بفترة حساسة تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ75 لتوقيع الاعلان العالمي لحقوق الإنسان في Chaillot بباريس، حيث شارك العديد من الشخصيات البارزة والمؤثرة في ميدان حقوق الإنسان. يوم 10 كانون الأول/ديسمبر 2023، اجتمعت أعين العالم في قصر يطل على برج إيفل، مكان شهد تاريخًا هامًا عندما وُقِّعت وثيقة تاريخية حملت في طياتها رسالة قوية وشاملة.
وكان اللقاء مكانًا لتواجد العديد من الشخصيات البارزة، بداية من السفراء والوزراء ونواب الرؤساء، وصولاً إلى ممثلي وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومنظمات حقوق الإنسان. وختم اللقاء بكلمات مؤثرة من الرئيس ماكرون وشخصيات دولية رفيعة المستوى.
تركزت جلسات المؤتمر على قضايا حيوية تتعلق بحماية ودعم المدافعين عن حقوق الإنسان، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة التي تواجههم في الحروب والنزاعات المسلحة. وركز المشاركون على ضرورة محاكمة مجرمي الحرب وعدم السماح لهم بالافلات من العقوبة، سواء على مستوى المحاكم الإقليمية أو الأوروبية أو الدولية.
وفي هذا السياق، يبرز التناقض بين المثل النبيل الوارد في إعلان حقوق الإنسان وبين واقع الانتهاكات التي يتعرض لها النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان. الكثيرون فقدوا حياتهم بسبب محاولتهم نقل الصوت عن المعتقلين، إنقاذ الجرحى، أو القيام بأدوار إعلامية أو طبية أو تعليمية في خدمة الشرائح الضعيفة من المجتمع.
إن مبادئ حقوق الإنسان تحمل قيمة كبيرة، ولكن كيف يمكن تحقيق تلك المبادئ بفعالية دون وجود حماية دولية ملزمة للمنفذين؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه في ظل التحديات الحالية التي يواجهها النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان.
وفي سياق آخر، تزامنت هذه الفعاليات مع يوم حقوق الإنسان الذي تحييه الأمم المتحدة سنويًا في 10 كانون الأول/ديسمبر. وفي رسالته بمناسبة هذا اليوم، حث الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، الناس حول العالم على تعزيز واحترام حقوق الإنسان يوميًا وفي كل مكان. وقال إن إعلان حقوق الإنسان يشكل خارطة طريق لإنهاء الحروب وتعزيز السلم والكرامة للجميع.
وفي الختام، أكد الأمين العام أهمية تعزيز واحترام جميع حقوق الإنسان، سواء كانت اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، مدنية أو سياسية. فالتزامنا بهذه القيم يعكس اهتمامنا بحماية الإنسان وتعزيز إنسانيتنا المشتركة في هذا العالم الذي يحتاج إلى تضافر الجهود للتغلب على التحديات الراهنة.