
…………………………………………………………………………………………………..
في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها وطننا الحبيب، ومع تصاعد الأحداث في المنطقة الساحلية، تشهد سوريا تحديات خطيرة تتطلب مواقف وطنية صلبة لحماية وحدة البلاد واستقرارها. إننا في القبة الوطنية السورية نتابع بقلق بالغ التطورات الجارية، ونؤكد رفضنا التام لأي محاولات لإعادة إنتاج النظام الاستبدادي، أو خلق حالة من الفوضى تهدد أمن الوطن والمواطنين.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن الشعب السوري يرفض الاستبداد بكل أشكاله، سواء كان ذلك عبر أنظمة قمعية أو عبر محاولات لفرض أمر واقع بالقوة، تحت شعارات زائفة. واليوم، مع ظهور تحركات مشبوهة في بعض المناطق، يجب أن يكون الموقف الوطني واضحاً في رفض أي تدخلات تسعى إلى إعادة هيكلة المشهد السياسي والأمني بما لا يخدم مصلحة الشعب السوري.
إن المحاولات التي يقوم بها البعض لإشعال فتيل الفوضى ليست إلا استمراراً لنهج قديم يسعى إلى تقويض أي فرصة حقيقية لبناء دولة ديمقراطية عادلة. لذلك، فإننا نؤكد على ضرورة العمل المشترك بين كافة القوى الوطنية الحقيقية لمواجهة هذه التحديات، وحماية سوريا من الوقوع مجدداً في مستنقع الفوضى والتشرذم.
ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية وحدة البلاد
إن المرحلة الحالية تفرض على جميع الوطنيين السوريين مسؤولية كبيرة في الدفاع عن وحدة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره. ومن هذا المنطلق، نطالب باتخاذ إجراءات ضرورية وفعالة تشمل ما يلي:
التصدي لكل المحاولات التي تهدد وحدة سوريا: إن أي تحركات تستهدف إضعاف الوطن أو تقسيمه يجب أن تواجه بحزم، فالسوريون قد عانوا بما فيه الكفاية من الحروب والصراعات التي دمرت بلادهم.
حماية أمن المواطنين من أي تهديدات: لا يمكن السماح باستغلال الأوضاع الراهنة لخلق حالة من الذعر أو القلق بين الناس. إن الأولوية يجب أن تكون لحماية المدنيين وضمان أمنهم في جميع المناطق.
تعزيز جهود بناء دولة ديمقراطية عادلة: إن المستقبل يجب أن يكون للدولة التي تحكمها المؤسسات والقانون، وليس لسلطة الفرد أو الفوضى المسلحة التي تهدد السلم المجتمعي.
مواجهة المشاريع الخارجية التي تستهدف سوريا: إننا نعي جيداً أن بعض الأطراف الخارجية لا تزال تحاول التدخل في الشأن السوري لخدمة مصالحها الخاصة. ولذلك، لا بد من موقف وطني موحد يرفض هذه التدخلات ويحافظ على استقلال القرار السوري.
رفض إعادة إنتاج الاستبداد بأي شكل من الأشكال
لقد قدم الشعب السوري تضحيات جسيمة من أجل الحرية والكرامة، ولن يقبل بإعادة إنتاج منظومات القمع بأي شكل من الأشكال، سواء عبر إعادة تأهيل النظام القديم أو عبر محاولات جديدة للسيطرة على البلاد بالقوة. إننا في القبة الوطنية السورية نؤكد التزامنا الكامل بمبادئ الثورة السورية التي قامت من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان وتكفل العدالة للجميع.
إن حماية سوريا اليوم لا تأتي عبر سياسات القمع أو الاستبداد الجديد، بل عبر العمل على تحقيق العدالة وبناء مؤسسات وطنية تحظى بثقة جميع السوريين. ومن هنا، نؤكد أن الحل الحقيقي يكمن في إرادة السوريين أنفسهم بعيداً عن الإملاءات الخارجية أو المشاريع المشبوهة التي تحاول فرض أجندات لا تخدم سوى قوى إقليمية ودولية.
رسالة إلى الشعب السوري: التكاتف سبيل النجاة
إننا نوجه رسالة إلى أبناء سوريا جميعاً، في الداخل والخارج، بأن الحل الوحيد لمواجهة هذه التحديات هو التكاتف والتلاحم بين جميع القوى الوطنية التي تسعى إلى بناء مستقبل أفضل لسوريا بعيداً عن الاستبداد والانقسامات. إن سوريا اليوم بحاجة إلى وحدة الصف الوطني أكثر من أي وقت مضى، وإلى تجاوز الخلافات الضيقة التي يستغلها أعداء الوطن لصالح مشاريعهم الخاصة.
وفي هذا السياق، ندعو جميع السوريين الأحرار إلى أن يكونوا جزءاً من الحل لا جزءًا من المشكلة، عبر دعم الجهود الوطنية الحقيقية التي تسعى لتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة، والعمل على إنهاء حالة الاستقطاب والتشرذم التي أنهكت البلاد على مدى السنوات الماضية.
عاشت سوريا حرة أبية، والمجد لشعبها الصامد
إن القبة الوطنية السورية تؤكد مجدداً التزامها بالدفاع عن القيم الوطنية التي تجمع السوريين، والعمل على بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ الحرية والمواطنة والعدالة. إننا ماضون في طريق النضال الوطني حتى تتحقق تطلعات السوريين في بناء وطن حر، بعيداً عن الفوضى والاستبداد بكل أشكاله.
عاشت سوريا، وعاش شعبها الحر الأبي.