في تطورٍ جديد يشير إلى تصاعد التوترات في المنطقة، تعرض مطار اللاذقية الدولي وقاعدة حميميم العسكرية الروسية، فجر الخميس، لهجوم إسرائيلي أدى إلى اندلاع حريق وتدمير مستودع للأسلحة والذخائر داخل المطار. وجاء هذا القصف بعد ساعات قليلة من وصول طائرة إيرانية تابعة لشركة “قاشيم فارس إير”، مما أثار التكهنات حول ارتباط الهجوم بوصول الطائرة الإيرانية.
بحسب مصادر خاصة لتلفزيون سوريا، فإن القصف استهدف مواقع عسكرية على الساحل السوري، بما في ذلك قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية. ورغم عدم استهداف مدرجات وأبراج المطار، فقد تضرر مستودع للأسلحة داخل القاعدة، حيث تُشير المعلومات إلى أن الطائرة الإيرانية كانت تحمل شحنات حساسة تُستخدم لأغراض عسكرية.
#عاجل | مشاهد للانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي داخل مدينة #اللاذقية#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/gFI5eCR4Bf
— تلفزيون سوريا (@syr_television) October 3, 2024
الهجوم نفذته إسرائيل عبر الجو والبحر باستخدام عدة صواريخ، من بينها اثنان أصابا المستودع المستهدف بدقة، بينما تصدت أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية لبقية الصواريخ. الهجوم استمر حوالي 46 دقيقة، من الساعة 3:55 صباحاً حتى الساعة 4:41، وبعد انتهاء القصف، قامت القوات الروسية بتشكيل دورية جوية على امتداد الساحل السوري.
دلالات الطائرة الإيرانية
وصلت الطائرة الإيرانية، من طراز Boing-748، صباح الأربعاء وهي في وضع التخفي، مما يعزز الشكوك حول طبيعة حمولتها. الطائرة مملوكة لشركة “قاشيم فارس إير” التي تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 2019 بسبب أنشطتها غير المشروعة، مثل تهريب الأسلحة ونقل المقاتلين لصالح ميليشيات إيرانية. اللافت أن الطائرة بقيت في المطار لمدة 6 ساعات قبل مغادرتها، مما جعل توقيت الهجوم الإسرائيلي مشبوهاً.
الصور ومقاطع الفيديو التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت انفجارات عنيفة في عدة مواقع باللاذقية وجبلة، بينما أكدت مصادر محلية سماع دوي الانفجارات في مناطق متفرقة من الساحل السوري. وأفادت وسائل إعلام النظام السوري أن الدفاعات الجوية تصدت للأهداف الإسرائيلية، لكن يبدو أن القصف أصاب أهدافه بدقة.
يُعد هذا الهجوم الإسرائيلي الأول على مطار اللاذقية منذ بدء الغارات الإسرائيلية على سوريا، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى خطورة التورط الإيراني في دعم الميليشيات المسلحة داخل سوريا ولبنان. إذ يؤكد القصف على الدور الإيراني المتنامي في المنطقة، وخاصة في عمليات تهريب الأسلحة عبر مطارات حيوية مثل اللاذقية.
من المتوقع أن يزيد هذا الهجوم من توتر العلاقات بين القوى الكبرى المتورطة في الصراع السوري. فروسيا، التي تسيطر على قاعدة حميميم، قد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع التهديدات الإسرائيلية بشكل أكثر مباشرة. وفي الوقت نفسه، يعكس هذا القصف الإسرائيلي رسالة قوية إلى إيران بضرورة التخلي عن أنشطتها العسكرية في سوريا وباقي دول المنطقة.
تعليقات 1