شهدت مدينة دركوش في ريف إدلب الغربي حادث سير مأساوي ظهر اليوم الخميس، عندما انقلبت حافلة تقل عشرات الأطفال في نهر العاصي، ما أسفر عن وفاة 5 أطفال ومعلمتين وإصابة العديد من الأطفال الآخرين. هذا الحادث المفجع ألقى بظلاله على المنطقة وأثار موجة من الحزن والغضب.
وقعت الحادثة على طريق عين عارة بالقرب من دركوش عندما فقد سائق الحافلة السيطرة عليها، مما أدى إلى سقوطها في نهر العاصي. وفقًا لمصادر محلية، كانت الحافلة تقل نحو 30 طفلاً و4 معلمات في رحلة نظمتها مدرسة سراج الشرعية، وهي مدرسة مخصصة للأيتام.
أفاد الدفاع المدني السوري، الذي يواصل عملياته في البحث عن مفقودين، بأن الحادثة أدت إلى وفاة 7 مدنيين بينهم أطفال، وإصابة 20 آخرين معظمهم من الطالبات. وقد تم نقل المصابين إلى مشفى الرحمة في مدينة دركوش، حيث تتفاوت حالاتهم الصحية بين الخطيرة والمتوسطة والخفيفة.
وقال الدفاع المدني في بيان: “قلوبنا مثقلة بالحزن ونحن نتابع عملياتنا في البحث عن مفقودين إثر الفاجعة المؤلمة التي أودت بحياة 7 مدنيين بينهم أطفال، وإصابة 20 آخرين أغلبهم من الطالبات بجروح في حصيلة غير نهائية”.
أثار الحادث موجة من الحزن والغضب في المجتمع المحلي، حيث عبر الأهالي عن صدمتهم وحزنهم الشديد لفقدان أبنائهم ومعلماتهم. وأعربوا عن تضامنهم مع عائلات الضحايا، مطالبين بتحقيق عاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث ومحاسبة المسؤولين.
من جانبها، نصحت فرق الدفاع المدني السائقين بضرورة توخي الحذر أثناء القيادة وتخفيف السرعة، وخاصة في ظل موجة الحر التي تشهدها المناطق السورية حالياً. كما أكدوا على ضرورة تفقد جاهزية المركبة بشكل عام والمكابح بشكل خاص، والالتزام بالسرعات المحددة على الطرقات، ومراقبة الطريق بشكل جيد.
تعزية من القبة الوطنية السورية
بسم الله الرحمن الرحيم
“وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”
ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تتقدم “القبة الوطنية السورية” بجميع مكوناتها بأحر التعازي والمواساة إلى أهالي ضحايا الحادث الأليم الذي وقع في مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، حيث أدى سقوط حافلة تقل أطفالاً ومعلمات في نهر العاصي إلى فقدان أرواح غالية وإصابة العديد من الأبرياء.
إننا في القبة الوطنية السورية نعبر عن تضامننا العميق مع الأسر المكلومة التي فقدت أحباءها، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الأطفال والمعلمات بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين وأن يمن الله عليهم بالصحة والعافية.
إن هذا الحادث المؤلم يعكس مدى المعاناة التي يعيشها أبناء وطننا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، ويدفعنا إلى مواصلة جهودنا لتعزيز السلامة والوقاية لحماية أرواح أبنائنا وبناتنا.
إنا لله وإنا إليه راجعون
……………………………………………………….
العوامل المؤثرة في حوادث السير شمال غربي سوريا
تعاني منطقة شمال غربي سوريا من بنية تحتية متضررة بشكل كبير جراء القصف المستمر من قبل النظام السوري وحلفائه، بالإضافة إلى الازدحام الكبير نتيجة تواجد ملايين المهجرين. هذا الواقع المرير يزيد من احتمالية وقوع حوادث السير بشكل متكرر.
كما أن قيادة صغار السن للسيارات والدراجات النارية دون دراية كافية بقواعد المرور تساهم بشكل كبير في ارتفاع معدل الحوادث. ويكرر الدفاع المدني السوري بشكل دائم مطالبته بضرورة التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية، وتجنب السرعة الزائدة للحفاظ على الأرواح.
لتجنب وقوع المزيد من الحوادث المأساوية، يقدم الدفاع المدني السوري عدة توصيات للسائقين، منها:
تفقد جاهزية المركبة: التأكد من حالة المكابح والإطارات وجميع أجزاء السيارة بشكل دوري.
الالتزام بالسرعة المحددة: عدم تجاوز السرعات القانونية، خاصة في المناطق المزدحمة والمناطق التي يكثر فيها عبور المشاة.
مراقبة الطريق بحذر: الانتباه إلى مفاجآت الطريق، بما في ذلك عبور الأطفال والدراجات النارية.
تجنب القيادة في ساعات الذروة: خاصة خلال موجات الحر الشديدة التي تزيد من احتمال وقوع الحوادث بسبب انخفاض تركيز السائقين.
الحاجة إلى تحسين البنية التحتية
تسلط هذه الحادثة الأليمة الضوء على الحاجة الملحة لتحسين البنية التحتية في المناطق المتضررة من النزاع في سوريا. إن تحسين الطرقات وتوفير إشارات مرورية واضحة وصيانة دورية للبنية التحتية يمكن أن يقلل من عدد الحوادث ويحمي أرواح المدنيين، خاصة الأطفال الذين يعدون الأكثر ضعفاً في هذه الظروف.
الخاتمة:
تظل فرق الدفاع المدني تعمل بجدية في موقع الحادثة بحثاً عن مفقودين ومحاولة إنقاذ المزيد من الأرواح. هذا الحادث المؤلم يعيد تسليط الضوء على الظروف القاسية التي يعيشها السكان في شمال غربي سوريا، وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين السلامة المرورية والبنية التحتية لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
Very interesting topic, thank you for putting up.Expand blog