في ظل الاحتجاجات المستمرة في إدلب ضد سياسة “هيئة تحرير الشام” وزعيمها أبو محمد الجولاني، أبدى “تجمع الحراك الثوري” موافقته الأولية على مبادرة “الإصلاح والتغيير” التي أطلقها نحو 50 شخصاً بهدف إنهاء حالة “الاستعصاء في المناطق المحررة”. وتطرح هذه المبادرة سبعة بنود رئيسية تهدف إلى تحقيق إصلاحات جذرية في إدارة المناطق المحررة.
موافقة “تجمع الحراك الثوري” على المبادرة
في بيان أصدره “تجمع الحراك الثوري”، أعرب عن تقديره لدور النخب الثورية وأكد أن الحراك الشعبي يعكس حيوية الثورة وأبنائها. أبدى التجمع استعداده للجلوس مع ممثلي المبادرة وناقش عدة نقاط هامة لتحقيق نجاح المبادرة، مثل إطلاق سراح المعتقلين فوراً وبدون شروط، ووقف جميع أشكال العنف والتحريض، والتأكيد على حق التظاهر السلمي.
تأسس “تجمع الحراك الثوري” في إدلب وريف حلب الغربي في 8 مايو الجاري، ويضم عدة قوى ثورية منها رابطة أهل العلم في الشمال السوري واتحاد التنسيقيات وتجمع مبادرة الكرامة. يهدف التجمع إلى إسقاط مشروع الاستبداد والفساد الذي يمثله الجولاني بطرق سلمية، وتشكيل مجلس شورى حقيقي يتمتع بسلطات رقابية كاملة.
ماهي مبادرة “الإصلاح والتغيير”
أطلقت المبادرة بهدف إنهاء حالة “المظاهرات والاعتصامات في مناطق ادلب المحررة” وتتضمن بنوداً منها تشكيل مجلس شورى حقيقي، تشكيل مجلس قيادة للمنطقة الغربية من المحرر (إدلب)، تسليم جميع المعتقلين لدى الفصائل الثورية لوزارة الداخلية، تبييض السجون من المظلومين ومعتقلي الرأي، وإصلاح القضاء وتفعيله. وقع على المبادرة قادة في الجيش الوطني السوري، أعضاء في المجلس الإسلامي السوري، عشرات الباحثين والأكاديميين، ورئيس الحكومة المؤقتة السابق جواد أبو حطب، وقائد حركة أحرار الشام السابق جابر علي باشا.
موقف هيئة تحرير الشام
ورغم الدعم الذي تلقته المبادرة من قوى وشخصيات ثورية مختلفة، إلا أن الآراء الأولية لبعض المنتمين إلى هيئة تحرير الشام على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الهيئة قد لا توافق على المبادرة. هناك عدة أسباب محتملة لرفض الهيئة لهذه المبادرة:
العداء مع الموقعين على المبادرة: العديد من الموقعين على المبادرة هم على عداء مع هيئة تحرير الشام، مما يجعل الهيئة تنظر إلى المبادرة بعين الشك والريبة.
انتماءات بعض الموقعين: بعض الموقعين على المبادرة محسوبون على الجيش الوطني السوري ويعملون ضمن فصائله، مما يعزز الشكوك حول نواياهم ويثير المخاوف من محاولات تقويض نفوذ الهيئة.
التغييرات الجذرية المقترحة: المبادرة تدعو إلى إصلاحات جذرية قد تهدد نفوذ الهيئة وسلطتها، خاصة فيما يتعلق بتشكيل مجلس شورى حقيقي وتفعيل القضاء.
الخاتمة:
يبقى السؤال حول كيفية تفاعل هيئة تحرير الشام مع هذه المبادرة مفتوحاً. في ظل الظروف الراهنة، تحتاج إدلب إلى جهود حقيقية لإنهاء تسلط الجولاني وضلمه وتوجيه مسار الثورة نحو تحقيق أهدافها الأساسية. تعتمد نجاحات المبادرة على قدرة القوى الثورية على توحيد الصفوف والتفاوض بمرونة وشفافية لتحقيق التغيير المطلوب.