وزير الدفاع التركي يحدد مطالب للتطبيع مع النظام السوري
في خطوة مفاجئة ومهمة، أعلن وزير الدفاع التركي، “يشار غولر” إن بلاده جاهزة للحوار مع النظام السوري، شريطة أن يجري انتخابات مستقلة ويفوز بها. أكد غولر في مقابلة مع قناة “CNN Türk” أن الشروط الأساسية تتضمن قبول النظام السوري للدستور وإجراء انتخابات حرة ومستقلة. وأضاف قائلاً: “إذا فزت فسنلتقي بك أو بمن يفوز“.
وأشار غولر إلى احترام بلاده للحدود الإقليمية لجميع جيرانها، مؤكداً عدم وجود تطمع في الأراضي الأخرى، وذكر أيضاً عقد اجتماعات سابقة مع النظام السوري في أستانا.
من جهة أخرى، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشالي، عقد أي لقاء مع النظام السوري بمسؤولية الوزارة، مؤكداً أن سياسة تركيا تجاه التطبيع كانت واضحة وصادقة دوماً، مع عدم وجود شروط مسبقة. وأوضح أنهم يأملون في تحقيق تقدم في العملية السياسية وعودة السوريين إلى بلادهم وتحقيق مستقبل مزدهر لسوريا.
وفي ضوء الأوضاع الراهنة، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن التطبيع بين تركيا والنظام السوري أصبح الآن “مستحيلاً” بسبب التوترات في غزة. وأوضح أن الأعمال العسكرية الأخيرة تشتت الانتباه عن جهود بناء العلاقات بين البلدين بمشاركة روسيا.
من جانبها، نفت مصادر في الرئاسة التركية في وقت سابق الأخبار التي تحدثت عن اجتماع محتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو، مشيرة إلى عدم معرفتها بأي خطط مماثلة.
أهم النقاط التي تمنع عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري
توجد عدة عوامل ونقاط تقف أمام عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري . من بين أهم هذه النقاط:
- الأزمة الإنسانية: تعاني سوريا من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين. التطبيع بالنظام السوري يمكن أن يثير انتقادات دولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها حكومته.
- التوترات الإقليمية: تشمل التوترات بين تركيا وسوريا عدة عناصر، بما في ذلك الصراع الكردي ودعم تركيا للمعارضة السورية المسلحة. التوترات الحدودية والصراعات المتشعبة في المنطقة تعيق أي محاولة للتقارب بين البلدين.
- التدخلات الخارجية: يؤدي تدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن السوري إلى تعقيد الوضع وزيادة التوترات. تأثيرات دول مثل روسيا وإيران تعتبر عاملاً رئيسياً في تشكيل المشهد السوري وتعقيد أي جهود للتطبيع.
- عدم الثقة: بعد سنوات من الصراع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فإن عدم الثقة بين حكومة الأسد وتركيا يعتبر عائقاً رئيسياً أمام أي محاولة للتطبيع. توجد تحفظات كبيرة من جانب السلطات التركية تجاه سياسات الأسد وسجلها في الحقوق الإنسانية.
- مطالب المعارضة والشعب السوري: يعارض العديد من أفراد المعارضة السورية وجماعات المجتمع المدني التطبيع مع النظام السوري دون إجراء إصلاحات سياسية جوهرية أو تحقيق العدالة والمساءلة للجرائم المرتكبة خلال الحرب الأهلية.
تلك النقاط تمثل جزءاً من العوائق التي تواجه عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وتتطلب حلولاً دبلوماسية وسياسية متعددة الأطراف ومراعاة للشروط الأخلاقية والإنسانية.