في ظل استمرار توتر الأوضاع في السويداء، وتزايد ارسال نظام الأسد لتعزيزات عسكرية، أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للموحدين الدروز، تحذيراً بشأن التصعيد المحتمل في منطقة السويداء. هذا التحذير يأتي عقب استقدام النظام لتعزيزات ضخمة الى المحافظة.
في بيان صادر باسم الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، أكد الشيخ الهجري أن أهالي المنطقة يتمتعون بروح مسالمة، لكنهم مستعدون للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم عند الضرورة. وشدد البيان على ضرورة استمرار الاحتجاجات السلمية كوسيلة للمطالبة بالحقوق، داعياً إلى احترام القوانين والأنظمة.
البيان أيضاً حمّل أي جهة تقوم بأي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية مسؤولية العواقب السلبية التي قد تنجم عن أفعالها، مؤكداً على أهمية الحوار والتفاهم لحل النزاعات بشكل سلمي ومسؤول.
وفي إطار رسالة البيان التي تنادي بالسلمية والتفاهم، يجسد الشيخ حكمت سلمان الهجري الرئيس الروحي للموحدين الدروز دعوته للوحدة والسلام، معبراً عن ثقته في أن قوة الشعب تكمن في تمسكه بالقيم الإنسانية والأخلاقية، واستعداده للدفاع عن وطنه وكرامته بكل شرف وكرم.
فيما يلي نص بيان الشيخ الهجري كاملا
بسم الله الرحمن الرحيم
الأهل الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نبدأ بسلامنا المنشود … وأمان أهلنا قائم .. والراعي صالح .. وأصواتهم غالية .. وطلباتهم محقة .. ولكم تغنى الوطن بسلمية هذا الحراك الراقي المثابر .. وألا بديل عن السلام .. فلن يستطيع أحد أن يقتل هذا السلام .. لأن شكيمة أهل الحق أقوى من وهج الشمس .. والتاريخ يشهد.. الكل في وطن واحد .. وليعط كلٌّ ما عنده بإنسانية وأخلاق في سبيل الوطن .. دون ضغوط ولا قيود .. دون إرهاب ولا ترهيب. .. دون استعراضات هزيلة ومكشوفة .. لا داخلية ولا خارجية .. أهلنا، رجالنا وحرائرنا . وطنيون مسالمون، وعند اللزوم هم أهل للدفاع عن الوطن .. عن السلم والكرامة والحق، في سبيل مستقبل أفضل .. ونحن نحذر أي جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية .. مهما كان نوعها .. ونحمل المسؤولية كاملة عن أي نتائج سلبية أو مؤذية هدّامة .. قد تترتب على أي حماقة أو تصرفات أو إجراءات مسيئة. حسب ما نشهده عن البعض من المستهترين بالحقوق .. ممّن لم يستوعبوا مواعظ التاريخ .. ويحاولون زرع الأحقاد والتخوين عبر الفتن والدمار .. من مواقع قاصرة عمياء مهما كانت منابعهم .. فالشعب مستمر ، ومثابر بأعلى صوته وسلميّته ورقيّه .. لطلب حقوقه عبر النداءات المحقّة بسلمية .. تحت ظلال الدستور والقوانين الخاصة والدولية والأنظمة. ولن يستطيع أيّ فاسد أن يمنع نور الحق من الوصول، ولا أن يقف أمام الإرادة الشعبية الوطنية الصادقة .. ولا تنازل عن الأصول .. ولكل واقعة ما تستحقه .. وعندنا لكل موقع رجاله .. وبالله المستعان .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. قنوات 29 / 4 / 2024
يتضمن بيان الهجري عدة نقاط أهمها:
- التأكيد على السلمية والوحدة: يتمحور البيان حول دعوة للسلمية والوحدة كقيم أساسية في التعامل مع التحديات السياسية والأمنية. هذا يشير إلى استراتيجية المقاومة السلمية والتفاوض كطرق فعّالة لحل النزاعات وتحقيق الاستقرار.
- رفض التصعيد والعنف: يتبنى البيان موقفًا صارمًا ضد أي أعمال تصعيد أو تخريب، مما يعكس التزامًا بالحفاظ على السلم والاستقرار. هذا يعكس استعداداً لاستخدام الوسائل السلمية لحل الخلافات وتجنب التصعيد العنيف.
- تأكيد الالتزام بالقوانين والأنظمة: يشير البيان إلى ضرورة الالتزام بالقوانين الداخلية والدولية كوسيلة للتعامل مع النزاعات والمشكلات السياسية. هذا يعكس رغبة في تحقيق العدالة والمساواة من خلال الأطر القانونية المعترف بها دولياً.
- دعوة للمشاركة الوطنية والمسؤولية: يدعو البيان جميع أفراد المجتمع إلى المشاركة الفعّالة في حماية الوطن والعمل من أجل مستقبل أفضل، مما يبرز أهمية المشاركة المدنية والمسؤولية الاجتماعية في بناء مجتمعات قوية ومستقرة.
- التحذير من المستهترين بالحقوق والفتن الداخلية والخارجية: ينبه البيان إلى خطورة التدخلات الخارجية والفتن الداخلية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات، مما يظهر الحاجة إلى حوار وتفاهم داخلي لحل النزاعات بدون تدخلات خارجية ضارة.
باختصار، يعكس بيان الهجري رؤية سياسية تحرص على السلمية والاستقرار وتحذر من التصعيد والتدخلات الخارجية، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالقوانين والمؤسسات الوطنية.
تعليقات 1