سقوط نظام الأسد ليس نهاية لسوريَّة، بل هو بداية لفصل جديد من تاريخها، حيث يمكن للسوريين جميعاً أن يشاركوا في بناء مستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة ..
في الآونة الأخيرة، شهدت المناطق التابعة للنظام السوري ارتفاعاً في أعداد التقارير التي تنبأت بأزمات اقتصادية واجتماعية وانفلاتات أمنية لا يمكن تحملها في سورية. هذا الوضع أثار تفاؤل في “نهاية حكم الاسد“، نظراً لانتشار الفساد في جميع مؤسساته وانهيار اقتصاده بشكل كامل. ومع ذلك، يختفي هذا التفاؤل بمجرد التفكير بعواقب احتمالية سقوط الأسد التي روجت لها اجهزة وفروع مخابراته عبر اقسام بث الشائعات، عن المؤامرة وعن الفوضة وانعدام الامن والجوع وما الى ذالك, ليضل السوريين في دائرة مغلقة من الافكار مثل:
ماذا لو سقط النظام؟ وماذا عن الثورة والمعارضة؟ وهل لا تزال الطموحات بالكرامة والحرية قائمة؟ وهل هناك بدائل جديرة؟
طبعاً سيجد الشعب السوري نفسه راضخاً أمام هذه الشائعات، أانه تعوَّد على الجوع والفوضى وهو لايشعر بذلك.
يقوم قسم بث الشائعات في فروع المخابرات في بث شائعات عن فوضى محتملة وجوع واحتلال للبلاد في حال “سقوط النظام السوري“، بهدف خلق رهبة وخوف في نفوس السوريين، القاطنين داخل سوريا، إذا نظرنا بعناية إلى هذه الشائعات، سنجد أن الشعب السوري يعاني من الجوع والفوضى بالفعل، وأن القانون السائد يتخذ من أحكام الغاب هوية له. الواقع أن سوريا ليست فقط محتلة بل مستغلة من قبل جميع الدول دون استثناء.
هذه الشائعات لا تعكس سوى محاولة من النظام للبقاء في السلطة، وتبرز الواقع المرير الذي يواجهه الشعب السوري تحت حكمهم. إنها مجرد وسيلة للتحكم والسيطرة على المشهد السياسي والاجتماعي، دون مراعاة للمعاناة الحقيقية التي يواجهها الشعب السوري اليوم.
قسم بث الاشاعات التابع لأفرع المخابرات السورية
قسم بث الاشاعات التابع “فرع التجسس” في سوريا يعود إلى فترة حكم حافظ الأسد، حيث استخدم نظامه بشكل مكثف الإعلام لنشر الأخبار المغلوطة والشائعات لتحقيق أهدافه السياسية، وقياس ردة فعل الشارع والتمهيد لطرح قوانين واجراءات ثقيلة على المجتمع. كمثال لو أراد النظام رفع سلعة اساسية، يقوم فرع بث الاشاعات بنشر هذه الاشاعة للتمهيد لكي يقوم المجتمع السوري بتلقي هذه الصدمة بدون ردة فعل ضد النظام. واستمر هذا النهج أيضاً خلال حكم ابنه بشار الأسد وبشدة.
منذ بداية الحرب في سوريا في عام 2011، اشتد استخدام الأسد للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والشائعات بهدف تشويه صورة المعارضة، وتبرير انتهاكاته ضد الشعب السوري. وقد شهدنا تكثيفاً في هذه الجهود خلال فترات الهجمات العسكرية الكبرى وعندما كانت النظام تحت ضغط دولي أو عند تصاعد الضغوط الداخلية.
استخدم النظام من خلال قسم بث الشائعات وتوجيه الوسائل الإعلامية الموالية، حيث يتم نشر الأخبار المفبركة والشائعات لتشويه صورة المعارضة والترويج لرؤية النظام. وعادةً ما تركز هذه الشائعات على تجنيب المسؤولية عن الانتهاكات وتبرير القمع الحكومي، بالإضافة إلى زعزعة الثقة في المعارضة وتقسيم صفوف المجتمع السوري.
وبالرغم من التقدم التكنولوجي وزيادة وسائل الاتصال والإعلام، إلا أن النظام السوري لا يزال يعتمد بشكل كبير على استخدام الشائعات والتضليل لتحقيق أهدافه السياسية والتأثير على الرأي العام، وهو ما يعكس استمرارية النهج القمعي والدكتاتوري في البلاد.
رسالتنا الى المجتمعات السورية بجميع طوائفها
كان لزاماً على منصة “القبة الوطنية السورية” تفنيد هذه الشائعات وتوضيح الحقائق للمجتمع السوري في الداخل بأكاذيب النظام:
- رسالتنا إلى جميع المجتمعات السورية، بجميع طوائفها، هي رسالة من الأمل والتفاؤل بالمستقبل، وتأكيد على قوة الشعب السوري وقدرته على تحقيق التغيير والبناء.
- نحن نرفض وندين بشدة استخدام النظام السوري للإعلام والشائعات لتضليل السوريين وبث الرعب في قلوب الشعب في الداخل وخصوصاً ابناء الساحل السوري الذين ارعبهم النظام من “سقوط الأسد” وربط بقائهم ببقاء الأسد.
- نحن نؤمن بأن سقوط نظام الأسد ليس نهاية لسورية، بل هو بداية لفصل جديد من تاريخها، حيث يمكن للسوريين جميعاً أن يشاركوا في بناء مستقبل أفضل لهم ولأجيالهم القادمة.
- نحن نثق في قدرة الوطنيين الأحرار، من جميع الطوائف والمجتمعات، على تحقيق التغيير الإيجابي وبناء مؤسسات ديمقراطية وعادلة تحافظ على كرامة وحقوق الإنسان.
لذلك، نحن ندعو جميع أفراد المجتمع السوري، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، إلى التمسك بقيم الوطنية والتضامن، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لسوريا، حيث يكون العدل والحرية والكرامة هم أساسها.. نحن نؤمن بقوة التضامن والتعاون بين جميع أفراد المجتمع السوري، ونحن على ثقة بأنه بالعمل المشترك والإرادة الصلبة، يمكننا بناء وطننا الجديد وتحقيق العدالة والحرية التي يستحقها الشعب السوري. لنتجاوز مخططات الانقسام والتفرقة، ولنقف متحدين كشعب واحد، موحدين حول رسالة الحرية والعدالة والسلام لسوريا.
ضاقت حلقاتها على الأسد:
يعاني الأسد ونظامه الفاسد من ضغوط متزايدة يوماً بعد يوم، حيث باتت حلقات الضغط تضيق عليه من كل جانب. بعد عقود من القمع والفساد والانتهاكات الحقوقية. يتزايد الشعور بالاستياء والغضب داخل البلاد، وتتضح المطالب بالتغيير والحرية بوضوح أكبر من أي وقت مضى. تتلاحق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في ظل نهب الثروات وانهيار الخدمات الأساسية، مما يجعل النظام محاصراً في مأزق لا مفر منه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط الدولي يتزايد أيضاً، حيث تتزايد الدعوات لمحاسبة النظام على جرائمه ضد الإنسانية. وسط هذا الضغط المتزايد، يبدو أن حلقات النظام قد ضاقت حتى لان يتحملها بعد الآن، وأن مصيره يقترب من النهاية المحتومة.