مقدمة:
في باكورة الثورة الإيرانية وخلال فترة الحرب البينية (العراق وإيران)، بدأت إيران جهودها في مجال تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة. تأسست منظمة القدس للصناعات الجوية التابعة للحرس الثوري في عام 1985، حيث كانت الطائرة المسيرة “مهاجر 1” أحد أهم منتجاتها آنذاك, حيث حققت إيران تطوراً ملحوظاً في مجال صناعة الطائرات المسيرة بدون طيار، ونجحت في إنتاج مجموعة مختلفة من الأنواع ذات قدرات متقدمة، مما جعلها تكتسب تفوقاً ملحوظاً في الاستخدام الداخلي والخارجي.
يُظهر الإعلان الأخير من إيران عن بدء هجوم واسع على إسرائيل باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة أهمية التطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيا الطائرات المسيرة في السنوات الأخيرة. وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية الذي أدى إلى مقتل مسؤولين عسكريين إيرانيين، وهو حدث أثار توترات كبيرة في المنطقة.
تعتبر إيران واحدة من الدول الرائدة في تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الايرانية في المنطقة، وقد حققت نجاحات ملحوظة في هذا المجال على مدى السنوات القليلة الماضية. يعود تاريخ بداية جهودها في صناعة الطائرات المسيرة إلى ما بعد الثورة الإيرانية وخلال الحرب العراقية الإيرانية، حيث تأسست منظمة القدس للصناعات الجوية التابعة للحرس الثوري في عام 1985 للعمل على تطوير الطائرات المسيرة.
منذ ذلك الحين، نجحت إيران في إنتاج مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة بدون طيار التي تتمتع بقدرات متقدمة, وتستخدم في عملياتها الداخلية والخارجية. وفيما يلي نستعرض بعضاً من أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية وقدراتها:
الطائرات المسيرة “كرار”
- هي أول طائرة إيرانية دون طيار مزودة بمحرك نفاث وذكاء اصطناعي.
- قادرة على التحليق في ارتفاع 25 إلى 40 ألف قدم وسرعتها نحو 900 كيلومتر في الساعة.
- قادرة على حمل 500 كيلوغرام من أنواع الصواريخ.
الطائرات المسيرة “شاهد 129”
- طائرة للعمليات والاستطلاع، تستطيع حمل 8 قنابل أو صواريخ في وقت واحد.
- قادرة على التحليق 24 ساعة متواصلة وتنفيذ مهامها على مسافة 1700 كيلومتر.
- تحلق على ارتفاع 24 ألف قدم تقريباً.
الطائرات المسيرة “شاهد 136”
سهولة التصنيع: تعتمد طائرة شاهد 136 على تصاميم بسيطة، مما يجعلها سهلة التصنيع وإنتاجها بكميات كبيرة وبكلفة زهيدة نسبياً.
سهولة الاستخدام: لا تتطلب هذه الطائرات طيارين مهرة لِتشغيلها، حيث يمكن التحكم بها عن بعد من خلال أنظمة بسيطة.
صغر الحجم: تتميز طائرة شاهد 136 بحجمها الصغير، مما يجعلها صعبة الاكتشاف من قبل أنظمة الدفاع الجوي.
قدرة المناورة: تتمتع هذه الطائرات بقدرة جيدة على المناورة، مما يجعلها قادرة على استهدا
الطائرات المسيرة “فطرس”
- قادرة على التحليق 30 ساعة متواصلة على ارتفاع 25 ألف قدم وعلى بعد ألفي كيلومتر من غرفة التحكم.
- قادرة على حمل قنبلتين مع 4 صواريخ مضادة للدبابات.
الطائرات المسيرة “مهاجر 6”
قادرة على التحليق مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر وحمل 40 كيلوغرام من القنابل الذكية.
تقوم بعمليات مختلفة ضد أهداف ثابتة ومتحركة.
الطائرات المسيرة “مهاجر 10”
- تتمكن من التحليق على إرتفاع نحو سبعة كيلومترات لمدة 24 ساعة متواصلة
- يمكنها حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام من الصواريخ والقنابل
- تصل سرعتها إلى 210 كم/ ساعة، وتبلغ سعة الوقود القصوى 450 لتراً.
الطائرات المسيرة “سيمرغ -شاهد 171”
- قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 4400 كيلومتر وارتفاع 36 ألف قدم.
- التحليق 10 ساعات متواصلة، وتمتاز بمحرك عنفي مروحي “تيربوفان”.
الطائرات المسيرة “كمان 22”
- قادرة على حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام من المعدات
- التحليق لأكثر من 24 ساعة على بعد 3 آلاف كيلومتر.
الطائرات المسيرة “غزة -شاهد 149”
- قادرة على التحليق 35 ساعة متواصلة وبسرعة تبلغ 350 كيلومترا في الساعة.
- تستطيع حمل 13 من الصواريخ والقنابل أو معدات إلكترونية بوزن 500 كيلوغرام.
تتميز هذه الطائرات بقدراتها المتقدمة والمتنوعة التي تجعلها أدوات فعالة في تنفيذ مهام مختلفة، سواء داخل إيران أو خارجها. ومع استمرار التطور في تكنولوجيا الطائرات المسيرة، من المتوقع أن تظل إيران في مقدمة الدول المنتجة لهذه الأنظمة على مستوى العالم، مما يزيد من قدرتها على تحقيق التوازن العسكري في المنطقة.
الطائرات المسيرة بدون طيار.. سلاح الحروب الأكثر فتكاً في المستقبل
في الأونة الأخيرة، أصبحت الطائرات المسيرة، المعروفة بالـ “درونز”، سلاحاً فعّالاً ومتعدد المهام، حيث تحققت قدرتها على توجيه ضربات موجعة للعدو بتكلفة منخفضة. وقد تم تطوير هذه التقنية لتختصر الزمان والمكان وتقلل من التكلفة البشرية والمادية في الحروب. ومن خلال ملخص ورقة بحثية تحت عنوان “الطائرات المسيرة: التقنية والأثر العسكري والاستراتيجي” التي أعدها الباحث الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، “علي الذهب”، نستعرض نظرة تاريخية على تطور هذه التقنية.
بدأت الطائرات المسيرة في ظهورها في بداية القرن العشرين، حيث ظهرت أول طائرة دون طيار في إنجلترا عام 1917، ثم تم تطويرها عام 1924. ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه التقنية تدريجياً، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة المتحدة باستخدامها في جيوشها، ولحق بها الاتحاد السوفيتي في ثلاثينيات القرن الماضي.
خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية الطائرات المسيرة في أغراض تدريبية وأيضاً في التصدي للطائرات الحربية المأهولة بالطيارين وحمل الصواريخ الموجهة. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام الطائرات المسيرة بشكل متزايد في الأغراض الاستخبارية والهجومية.
تصنف الطائرات المسيرة حسب شكلها إلى ثلاثة أشكال رئيسية: الأجنحة الثابتة، والتي تتميز بثباتها في الجو وقدرتها على التحليق لفترات طويلة دون الحاجة إلى استهلاك كبير للوقود. وثانياً، الطائرات ذات الشكل المروحي، والتي تتميز بقدرتها على الحركة في مختلف الاتجاهات بشكل مماثل للمروحيات التقليدية. وأخيراً، الأشكال الخداعية، التي تهدف إلى الخداع وتشويش أنظمة الدفاع الجوي للعدو من خلال تقديم أهداف وهمية أو التشويش على أنظمة الرادار والاستطلاع العسكري.
تطورت الطائرات المسيرة بشكل كبير عبر السنوات، حيث شهدت تطويراً تكنولوجياً ملحوظاً يتيح لها القيام بمهام متنوعة ومعقدة بشكل أفضل. ومن المتوقع أن تظل الطائرات المسيرة تلعب دورًا متزايد الأهمية في المستقبل، حيث ستظل تطوراتها في مجالات مثل الذكاء الصناعي والتشفير والتحكم عن بعد تمثل نقلة نوعية في القدرات العسكرية والاستخباراتية للدول والجماعات المسلحة.
آفاق مستقبلية وتطلعات:
مع تطور التقنيات وزيادة الاعتماد على الطائرات المسيرة في مختلف القطاعات، من المتوقع أن يشهد القطاع تحسناً وتطوراً مستمرين في المستقبل.
من المتوقع أن تتجه الدول نحو استخدام الطائرات المسيرة في مجالات جديدة، مثل توصيل الطرود والبضائع، ورصد البيئة والكوارث الطبيعية، ورصد حالات الطوارئ الطبية والإغاثة الطبية.
تزايد الطلب على الطائرات المسيرة في مجالات الأمن والدفاع، حيث يمكن استخدامها في تعقب ومراقبة الأهداف العسكرية، وتنفيذ الضربات الجوية الدقيقة، والاستخبارات والاستطلاع.
من المتوقع أن يشهد السوق العالمي للطائرات المسيرة المزيد من التنافس بين الشركات المصنعة، مما سيحفز على تطوير تقنيات جديدة وتقديم منتجات أكثر تطوراً وفاعلية.
تحديات ومشكلات متوقعة:
رغم التطور السريع في مجال الطائرات المسيرة، فإنها مازالت تواجه تحديات متعددة، من بينها القضايا القانونية والأخلاقية المتعلقة بالخصوصية والأمن.
يتطلب استخدام الطائرات المسيرة التشريعات واللوائح الدقيقة التي تحدد طرق استخدامها وتحافظ على سلامة المدنيين والممتلكات.
تزايد خطر استخدام الطائرات المسيرة في الهجمات الإرهابية والجرائم المنظمة، مما يستدعي تطوير استراتيجيات لمكافحة هذه التهديدات بفعالية.
تحتاج الطائرات المسيرة إلى بنية تحتية متطورة وتكنولوجيا متقدمة لضمان أدائها الفعال والآمن، وهذا قد يشكل تحدياً من حيث التكلفة والتطوير التقني.
أهم الدول المصنعة والمستخدمة للطائرات المسيرة:
- الولايات المتحدة: تُعتبر الولايات المتحدة رائدة في صناعة الطائرات المسيرة وتطويرها، حيث تمتلك تشكيلة واسعة من الأنواع المختلفة المستخدمة في مختلف القطاعات بما في ذلك الجيش والبحرية والقوات الجوية.
- إسرائيل: تُعتبر إسرائيل من أبرز الدول المصنعة والمستخدمة للطائرات المسيرة، حيث تمتلك تقنيات متطورة ومتنوعة في هذا المجال، وتستخدمها بشكل فعال في مختلف العمليات العسكرية والاستخباراتية.
- الصين: شهدت الصين تقدماً ملحوظاً في مجال صناعة الطائرات المسيرة، حيث طورت العديد من الأنواع المختلفة وتستخدمها في الجيش والبحرية وفي مجالات الأمن والدفاع.
- إيران: على الرغم من التحديات الدولية والعقوبات، إلا أن إيران نجحت في تطوير وتصنيع طائرات مسيرة تستخدمها في مختلف الأغراض العسكرية والاستخباراتية.
- تركيا: تعد تركيا من الدول الناشئة في مجال صناعة الطائرات المسيرة، حيث نجحت في تطوير وتصنيع عدة أنواع وتستخدمها بنجاح في العمليات العسكرية.
بالإضافة إلى الدول المذكورة، هناك عدد من الدول الأخرى تعمل على تطوير واستخدام الطائرات المسيرة، مثل روسيا، الهند، فرنسا، والمملكة المتحدة، وتلعب جميعها دوراً مهماً في تشكيل مستقبل هذه التقنية وتطبيقاتها في مختلف المجالات.