مقدمة:
شكري بن محمود القوتلي، الشخصية الوطنية البارزة الزعيم السوري الذي تنازل عن الرئاسة لتوحيد سوريا ومصر، الذي ترك بصمات قوية في تاريخ سوريا والعالم العربي. وُلد في العاصمة دمشق في 21 تشرين الأول 1891 من عائلة عريقة تمتد جذورها إلى الحجاز. كان والده، محمود القوتلي، وجده، عبد الغني القوتلي، شخصيات بارزة في دمشق.
حياة القوتلي وتعليمه:
تلقى القوتلي تعليمه في مدرسة الآباء العازاريين بباب توما، حيث درس اللغة الفرنسية وتعلم القرآن الكريم. انتقل إلى مدرسة مكتب عنبر حيث أكمل تعليمه الثانوي، وكانت هذه المدرسة ملكًا قديماً لعمه. سافر إلى اسطنبول لمتابعة دراسته العليا في المعهد الشاهاني الملكي، حيث تخرج عام 1913 بشهادة في العلوم السياسية والإدارية.
العمل السري والنضال ضد العثماني:
عاد القوتلي إلى دمشق وعمل في مكتب الوالي العثماني بشكل رسمي. لكن سرعان ما انضم إلى الجمعية العربية، وشارك في نضالها ضد الاحتلال العثماني. بايع الشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى عام 1916، وقام بنقل الدعم المالي والعسكري للمقاتلين في الحجاز.
الفترة الفيصلية والمعارضة للاستعمار الفرنسي:
بعد تحرير دمشق من الاحتلال العثماني، شغل القوتلي مناصب حكومية وانضم إلى حزب الاستقلال العربي. لكن سقوط المملكة الفيصلية بعد معركة ميسلون في عام 1920 أدى إلى فراره إلى مصر، حيث استقر كلاجئ سياسي.
قائد ورئيس للجمهورية:
عاد القوتلي إلى سوريا بعد انسحاب الاحتلال الفرنسي، وأصبح رئيساً للجمهورية السورية عام 1943. تأثرت فترة رئاسته بالأحداث الإقليمية، ولعب دوراً مهماً في إقامة جامعة الدول العربية ودعم مصر خلال العدوان الثلاثي.
الوريث الأبدي “أبو الجلاء”
أطلق عليه لقب “أبو الجلاء” نظراً لتفانيه في النضال من أجل الحرية والوحدة العربية. شكري القوتلي، رمز الصمود والوطنية، لن يُنسى في تاريخ سوريا والعالم العربي، حيث ترك إرثاً قوياً في مجال السياسة والنضال من أجل الحرية.
المؤتمر السوري الفلسطيني
المؤتمر السوري الفلسطيني الذي تم تأسيسه في جنيف كان خطوة هامة في “النضال العربي” ضد الانتداب الفرنسي والبريطاني في المنطقة المؤتمر الذي تأسس في جنيف جمع شخصيات سياسية سورية بارزة، من بينهم شكري القوتلي، وركز على محاربة الاستعمار الفرنسي في سوريا ولبنان والاستعمار البريطاني في فلسطين.
شكري القوتلي كان جزءاً من هذا المؤتمر كواحد من قادة الحركة الوطنية العربية، وكانت له دور بارز في تأسيسه وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه.
العلاقات الدولية:
تواصل شكري القوتلي مع عدة شخصيات وجهات دعم دولية، بما في ذلك “الشريف حسين بن علي” “والملك عبد العزيز آل سعود”. وكانت لديه علاقة خاصة مع الأمير “ميشال لطف الله”، الذي كان يعتبر رمزًا للتضامن العربي.
التحديات الداخلية:
داخل المؤتمر، نشبت خلافات بين الجناح المتأثر بالتأثير الهاشمي والجناح المؤيد للسعودية. هذه الخلافات تسببت في تقسيم المؤتمر إلى جناحين، وكان شكري القوتلي جزءاً من الجناح الذي كان يتلقى دعماً من السعودية.
رغم عدم حصول الأمير ميشال لطف الله على دعم مالي من الملك عبد العزيز آل سعود، قام شكري القوتلي بالتوجه إلى الملك لطلب الدعم للمؤتمر السوري الفلسطيني.
الموقف السعودي:
الملك عبد العزيز آل سعود رفض دعم التيار المحسوب على الهاشميين، ولكنه قدم دعماً سخياً لشكري القوتلي وزملائه المستقلين عن الشريف حسين.
الاقتتال الداخلي:
تسبب هذا الانقسام في المؤتمر في صراع داخلي بين شكري القوتلي والأمير ميشال لطف الله، وكذلك مع الشهبندر وغيرهم.
شكري القوتلي كان له دور بارز في تشكيل السياق السياسي والوطني في سوريا خلال هذه الفترة الحاسمة من تاريخ المنطقة.
القوتلي والثورة السورية الكبرى:
تتابع السيرة الذاتية لشكري القوتلي بعد عودته إلى دمشق عام 1924 م، حيث أصبح مشاركاً فعّالاً في الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في أغسطس 1925, قام القوتلي بتقديم دعم مالي كبير للثوار، حيث باع أملاكه في الغوطة الشرقية واستخدم ثمنها لشراء أسلحة وتقديمها للمقاتلين. قام أيضًا بدفع رواتب دورية للثوار، مما ساهم في دعم الحركة الوطنية بشكل فعّال.
ولقد سعى القوتلي إلى جمع الكثير من التبرعات لصالح الثورة السورية الكبرى من الجاليات العربية في المهجر. قاد هذه الجهود بالتعاون مع صديقه الصحفي الفلسطيني محمد علي الطاهر والدمشقي محب الدين الخطيب وقائد حركة تونس الفتاة، عبد العزيز الثعالبي ومن ثم قام برحلة إلى مصر للقاء سعد باشا زغلول، زعيم حزب الوفد، الذي قدم دعماً مالياً للثورة السورية الكبرى.
الاعتقال:
في 26 أغسطس 1925، تم اعتقال القوتلي وعدد من الزعماء الوطنيين بينهم عبد الرحمن الشهبندر وجميل مردم بك. نُفِيَوا إلى جزيرة أرواد.
العفو:
في 16 فبراير 1926، صدر عفو عام عن جميع الجرائم التي ارتكبت خلال الثورة، وشمل العفو القوتلي وسبعين شخصية أخرى.
عودة شكري القوتلي إلى الحياة السياسية وتشكيل الكتلة الوطنية:
بعد العفو، استطاع القوتلي العودة إلى الحياة السياسية في سوريا، وشارك في انتخابات الجمعية التأسيسية التي جرت أخيراً عام 1928 وفي العام نفسه، شارك في تشكيل الكتلة الوطنية، وكان له دور بارز كواحد من أركان هذه الكتلة، على الرغم من بقائه خارج البلاد لفترة طويلة.
تعكس هذه الفترة من حياة شكري القوتلي التزامه الدائم بالقضايا الوطنية والثورية، ودوره البارز في توجيه الدعم والجهود نحو تحقيق أهداف الحركة الوطنية في سوريا.
في نهاية عام 1931، توجه القوتلي إلى القدس ممثلاً عن الحركة الوطنية السورية في المؤتمر الإسلامي الذي دعا إليه الحاج محمد أمين الحسيني. عند عودته إلى دمشق، بدأ يفرض زعامته في عدة أحياء قديمة وجذب الدعم من بعض القبائل.
مما ادى الى نشوب تنافس حاد بين القوتلي وزميله في الكتلة الوطنية جميل مردم بك على زعامة المدينة. عندما قرر مردم بك المشاركة في حكومة حقي العظم المحسوبة على الفرنسيين عام 1932، قاد القوتلي معارضة شعبية ضده، مُطالِباً باستقالته.
وأدت وفاة الزعيم إبراهيم هنانو في تشرين الثاني 1935 إلى اشتعال مواجهات دامية مع الشرطة خلال تشييعه، مما أسفر عن اعتقال عدة وطنيين. شارك القوتلي بفعالية في الإضراب الستيني، وكان له دور محوري كمُنسّق وقائد ميداني في هذه الاحداث وبعد نجاح الإضراب، توجه وفد من زعماء الكتلة الوطنية إلى فرنسا للمفاوضات حول استقلال سوريا. كان الوفد برئاسة هاشم الأتاسي، وشمل أيضًا شكري القوتلي وسعد الله الجابري وفارس الخوري.
الذين توصلو إلى اتفاق يمنح سوريا استقلالاً تدريجياً. وتشكيل حكومة جديدة برئاسة هاشم الأتاسي، وشارك شكري القوتلي كوزير للدفاع والمالية. وقد فاز القوتلي بمقعد نيابي ممثلاً عن دمشق في انتخابات عقدت بعد استقالة الرئيس العابد في تلك الفترة، كانت حقيبة الدفاع شكلية بسبب عدم وجود جيش وطني، حيث حُلّ جيش سوريا بعد معركة ميسلون في عام 1920.
شكري القوتلي رئيس وزراء بالوكالة
رفض البرلمان الفرنسي التصديق على معاهدة عام 1936، مما أدى إلى سفر رئيس الحكومة جميل مردم بك إلى فرنسا لتوقيع ملاحق إضافية. خلال غيابه، نوّب عنه شكري القوتلي بصفة رئيس وزراء بالوكالة.
وبسبب تجديد عقود اقتصادية مع فرنسا تم الصدام بين القوتلي وجميل مردم بك في شباط 1939، حيث استمرت مشاكلهما حول القضايا الاقتصادية. استنكر القوتلي قرار مردم بك واعتبره تجاوزاً لسلطاته، مما دفعه إلى تقديم استقالته من الحكومة في آذار 1938 الذي تأثرت به حكومة الكتلة الوطنية وخصوصا بعد فشلها في تمرير المعاهدة وفقدان منطقة لواء إسكندرون، مما أسهم في انهيار الكتلة الوطنية في صيف عام 1939. ذلك كان قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
القوتلي و الحرب العالمية الثانية:
انتشار شائعات تُظهر تأييد القوتلي لألمانيا النازية نتيجة لكرهه لسياسات فرنسا الاستعمارية. تم نفيه مجدداً بتهمة التعاطف مع هتلر. دخلت قوات الحلفاء سوريا لتحريرها من الحكم النازي، وأُعلِنَ استقلال سوريا في أيلول 1941 وأُعلِنَت إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في صيف 1943 حيث قرر شكري القوتلي خوض الانتخابات، ممثلاً عن الكتلة الوطنية، بعد وفاة تاج الدين الحسني، الذي كان رئيسًا للجمهورية ومحسوبًا على فرنسا.
القوتلي رئيساً للجمهورية السورية:
بعد الإعلان عن استقلال سوريا في عام 1941، أُجريت انتخابات نيابية في عام 1943، وفازت بها الكتلة الوطنية الممثلة بشكري القوتلي بشكل ساحق، ومن ثم تم اختيار شكري القوتلي كرئيس للجمهورية السورية بموافقة شبه إجماعية في 17 أغسطس 1943وبعد توليه رئاسة الجمهورية، قام القوتلي بمبادرات لمطالبة فرنسا بتفعيل الاستقلال، مثل إلغاء الفرنسية كلغة رسمية وتحويل الممثلية الفرنسية إلى بعثة دبلوماسية عادية.
ثم ارسال وثيقة إلى الممثلية الفرنسية، مطالبة بتحقيق التقدم نحو الاستقلال، لكن الممثلية رفضت الاقتراح ودعت إلى التفاوض على اتفاقية جديدة لكنه رفض وأعلن رفضه التام لأي اتفاق يضر بسيادة سوريا. واصر على الرفض بعد لقاء تاريخي مع ونستون تشرشل في القاهرة في 17 شباط 1945، رفض فيه القوتلي فكرة توقيع معاهدة مع فرنسا، مؤكداً رفضه التام للتنازل عن سيادة سورية حيث قدّم تشرشل مقترحاً لتعاون ثقافي، لكن القوتلي رفض وأبدى امتعاضه من محاولات فرنسا استمرار التأثير في شؤون سوريا ثم توجه القوتلي الى استخدم قنوات دولية لتعزيز قضية استقلال سوريا، وكان لديه دعم من عدة دول عربية ومن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
انضمام سورية إلى الأمم المتحدة والعدوان الفرنسي:
انضمام سورية إلى الأمم المتحدة:
- إعلان الحرب على دول المحور (فبراير 1945): بعد عودته من مصر، أعلن الرئيس القوتلي في 26 شباط 1945 الحرب على دول المحور (ألمانيا، إيطاليا، واليابان)، بهدف كسب احترام الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.
- تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة (فبراير 1945): بعد فترة قصيرة، تم تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين سورية والولايات المتحدة. عين الرئيس القوتلي الدكتور ناظم القدسي أول سفير سوري في واشنطن.
- دعوة لانضمام سورية إلى الأمم المتحدة (مايو 1945): بسبب التطورات الجديدة، دُعِيت سورية رسميًا للانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة في مايو 1945.
- تبادل العلاقات الدبلوماسية: أرسلت الحكومة السورية رسائل إلى رؤساء وملوك الدول العالمية، طالبة انضمام سورية إلى الأمم المتحدة. تم مناقشة طلب سورية داخل مجلس العموم البريطاني.
- توقيع ميثاق الأمم المتحدة (مايو 1945): للإسراع في انضمام سورية، قام الوفد المصري بتوقيع ميثاق الأمم المتحدة نيابةً عن الجمهورية السورية، بالتنسيق بين الرئيس القوتلي والملك فاروق.
العدوان الفرنسي (مايو 1945):
- قمة سورية لبنانية في شتورة (19 أيار 1945): خلال هذه القمة، قرر الرئيس القوتلي ونظيره اللبناني تجميد المفاوضات مع الحكومة الفرنسية، مطالبين بتحديد فترة زمنية لجلاء القوات الفرنسية من سورية ولبنان.
- الرد الفرنسي: ردت فرنسا بإرسال تعزيزات عسكرية إلى بيروت ونقلها إلى دمشق. في 29 أيار 1945، بدأ العدوان الفرنسي على دمشق، مما أدى إلى مظاهرات واحتجاجات شعبية.
- مجزرة 29 أيار 1945: في هذا اليوم، حاولت قوات الاحتلال الفرنسية إلزام الدرك المرابط برفع العلم السوري وتحية العلم الفرنسي. رفض السوريون ذلك، وأسفرت المحاولة عن مجزرة، حيث أُطلق النار على المحتجين.
- دعوة بريطانية للانسحاب: في 1 حزيران 1945، أصدرت بريطانيا إنذاراً صارماً من لندن، يطالب بانسحاب فرنسا فوراً من سورية، تلبيةً لرغبة الرئيس القوتلي.
- الانسحاب الفرنسي: بعد فرض وقف إطلاق النار في 1 حزيران 1945، بدأت فرنسا في الانسحاب من سورية، وتسليم المواقع والمؤسسات الحكومية.
الجلاء والاستقلال:
- عيد الجلاء (17 نيسان 1946): أُقيم عيد الجلاء الأول في سورية بمشاركة عربية واسعة، حيث رفع الرئيس القوتلي علم سوريا فوق سماء دمشق، معلناً عدم رفع أي علم فوقه إلا علم الوحدة العربية.
- انسحاب فرنسا وتسليم المرافق: أدى الضغط الدولي والمظاهرات السورية إلى انسحاب فرنسا، وتسليم مختلف المرافق الحكومية والتاريخية.
تعديل الدستور السوري وانقلاب 1949:
- تعديل الدستور والانتخابات التشريعية (1947):
انتهاء ولاية القوتلي (1947): انتهت ولاية الرئيس شكري القوتلي في عام 1947. - تعارض مع المادة 68: حلفاء القوتلي أصروا على بقائه في الحكم، على الرغم من تعارض ذلك مع المادة 68 من الدستور السوري، التي حددت ولاية رئيس الجمهورية بأربع سنوات غير قابلة للتمديد.
- مقترح تعديل الدستور: قادة حزب الوطني، مثل جميل مردم بك ولطفي الحفار وفخري البارودي وصبري العسلي، قادوا مقترح تعديل الدستور لإمكانية إعادة انتخاب القوتلي.
- الانتخابات الرئاسية (1947): في انتخابات عام 1947، فاز الرئيس شكري القوتلي بـ 123 صوتاً من أصل 125 في المجلس النيابي.
حرب فلسطين واندلعاتها (1948):
توقيع اتفاقية التعاون السياسي والعسكري (فبراير 1948): الرئيس القوتلي وقع اتفاقية التعاون السياسي والعسكري العربي في فبراير 1948.
مظاهرات ضد تقسيم فلسطين: اندلعت مظاهرات في سوريا ضد قرار تقسيم فلسطين الدولي الذي صدر في نوفمبر 1947.
مشاركة سوريا في الحرب: بعد إعلان ولادة دولة إسرائيل في مايو 1948، شارك الجيش السوري بقوة في المعركة، لكن النتائج لم تكن لصالح العرب.
انقلاب 1949:
انقلاب الزعيم (مارس 1949): في 30 مارس 1949، وقع انقلاب عسكري أدى إلى اعتقال الرئيس شكري القوتلي ورئيس وزرائه خالد العظم، بقيادة حسني الزعيم الذي أبرر انقلابه باتهامات للقوتلي بالفساد وتقصيره في تسليح الجيش قبل حرب فلسطين.
استقالة القوتلي: الرئيس القوتلي قدم استقالته للشعب السوري، وتم نشرها في أبريل 1949 ثم تبين فيما بعد أن الانقلاب كان مخططًا وتم تمويله من وكالة الاستخبارات الأميركية بهدف التخلص من القوتلي ثم تم السماح للقوتلي بمغادرة سوريا إلى منفى اختياري وقضى فترة من الوقت في سويسرا ومصر.
الفترة بين العودة والانقلاب (1954 – 1958):
عودة القوتلي:
عاد القوتلي إلى سوريا عام (1954): بعد سقوط الرئيس الشيشكلي وعودة الدستور، قرر الرئيس القوتلي العودة إلى سوريا في 7 أغسطس 1954ثم أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية هاشم الأتاسي حيث تنافس القوتلي مع خالد العظم. حصل القوتلي على 91 صوتاً مقابل 42 صوتاً للعظم من أصل 142 صوتاً داخل المجلس النيابي ثم تم اختار القوتلي رئيسا لسورية للمرة الثانية, في 5 سبتمبر 1955، أدى القوتلي القسم الرئاسي ليبدأ ولايته الثانية.
سياسة القوتلي:
- التحالفات الدولية: اتجهت سياسة القوتلي نحو المعسكر الشرقي والتعاون مع الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية.
- الاتفاقيات والصفقات الدولية: وقعت سوريا اتفاقيات مع تشيكوسلوفاكيا وبولندا، وكانت هناك صفقات سلاح بقيمة 570 مليون دولار مع الاتحاد السوفيتي.
- دعم لجمال عبد الناصر: دعم القوتلي جمال عبد الناصر خلال أزمة قناة السويس وحرب السويس عام 1956.
- التحول نحو اليسار: اتخذت الحكومة القوتلية توجهاً يسارياً، مع تعيين وزراء ينتمون إلى حزب البعث والشيوعيين.
- تحالفات داخلية: تشكلت تحالفات سياسية مع الأحزاب اليسارية، وعينت حكومة العسلي وزيراً للخارجية ورئيس أركان الجيش من حزب البعث.
الأحداث الإقليمية:
محاولات الانقلاب (1957): في عام 1957، كشفت سوريا مؤامرة أمريكية للانقلاب على القوتلي، وتم طرد السفير الأمريكي ورفض القوتلي الضغط الأمريكي.
زيارة إلى موسكو (1956): زار القوتلي موسكو للحصول على دعم سوفيتي، وأعلن دعمه لجمال عبد الناصر خلال الأزمة السويسرية.
في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر وأزمة قناة السويس في عامي 1956-1957، ظهرت نتائج كبيرة على سوريا.
سوريا أعلنت حال الطوارئ وشهدت تصاعداً في شعبية الناصرية.
الوحدة بين سوريا ومصر:
في 22 فبراير 1958، وقعت سوريا ومصر اتفاقية الوحدة بين الزعيمين جمال عبد الناصر وشكري القوتلي.
الوحدة كانت اندماجية وليست فيدرالية، وكانت عاصمتها القاهرة.
الأحداث اللاحقة:
في 13 أغسطس 1957، رفضت سوريا عرضاً أمريكياً للسلام مع إسرائيل وانكسار الحلف مع عبد ناصر.
تصاعدت التوترات مع تركيا، التي هددت بغزو سوريا.
تطورات سنة 1961:
في 11 يناير 1958، طلب وفد من الضباط السوريين توحيد سوريا ومصر تحت راية عبد الناصر.
شكري القوتلي دعم هؤلاء الضباط وأرسل وزير الخارجية لإعطائهم شرعية سياسية.
الانفصال والتأميم:
في تموز 1961، انفصلت سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة.
شكري القوتلي اعترض على سياسات التأميم التي اتخذها عبد الناصر، مما أدى إلى تصاعد الخلاف بينهما.
وفاة شكري القوتلي:
في 30 يونيو 1967، توفي شكري القوتلي في بيروت عن عمر يناهز 75 عامًا.
جنازته شهدت مشاركة واسعة وأدرج جثمانه في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
هذه الأحداث تمثل جزءاً من التحولات الهامة في التاريخ العربي، وتجسد التحديات والتغيرات السياسية في تلك الفترة.