في وطنٍ عانى طويلاً من الحروب والكوارث والنكبات، برزت طواقم الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) كرمز نقي للبطولة والتفاني والإيثار. واليوم، ومع اشتعال الحرائق مجدداً في ريف اللاذقية ومناطق أخرى من سوريا، تقف “القبة الوطنية السورية” لتُعبّر عن أسمى معاني الشكر والعرفان لرجال الدفاع المدني الذين جسّدوا الشجاعة في أبهى صورها، وواصلوا أداء واجبهم الوطني بلا كلل أو تردد.
لم تكن النيران التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات سوى اختبار جديد لصبر وإرادة هؤلاء الأبطال. في ظل ظروف ميدانية بالغة الصعوبة، وموارد محدودة، تصدّت فرق الدفاع المدني بصدورهم العارية للنيران، دفاعاً عن الغابة، عن الأرض، عن الحياة، عن السوريين جميعا”.
مشاهدهم وهم يحملون خراطيم المياه فوق منحدرات صخرية، أو يسابقون الوقت بين ألسنة اللهب، لم تكن مشاهد عابرة، بل ملحمة وطنية صامتة، يُسطرها رجال لا ينتظرون مكافأة، ولا يسألون إلا السلامة لهذا الوطن.
لم تبدأ حكاية الخوذ البيضاء اليوم، بل هي امتدادٌ لمسيرة شريفة خاضها هؤلاء الرجال على مدى السنوات الماضية. واجهوا القصف، وأنقذوا ضحايا الحروب والكوارث، وانتشلوا العالقين من تحت الأنقاض، وأطفأوا حرائق الفتن كما أطفؤوا النيران. لم يتراجعوا أمام الأخطار، ولم تثنِهم الظروف عن أداء رسالتهم.
واليوم، ونحن في عهدٍ جديد بعد سقوط النظام الذي طالما أهمل البيئة والإنسان، نؤمن أن مستقبل سوريا البيئي والإنساني أكثر أماناً بوجودهم، وبقدرتهم على الاستجابة السريعة والتدخل الفعّال في كل الأزمات القادمة.
كلمة القبة الوطنية السورية
إننا في “القبة الوطنية السورية“، إذ نتابع جهود فرق الدفاع المدني، نؤكد وقوفنا الكامل إلى جانبهم، ودعمنا لكل خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتهم، وتحسين أدواتهم، وتكريم تضحياتهم.
وإننا نرفع الصوت عالياً لنقول:
شكراً لكم أيها الأبطال،
شكراً لمن وقف تحت الشمس وفي لهيب النار لحماية أرضنا،
شكراً لمن قضى، ومن أصيب، ومن عاد ليستعد للمعركة القادمة ضد اللهب.
أنتم أبناء هذا الوطن الحقيقيون،
أنتم نواته التي لا تحترق،
وأنتم روحه التي لا تنطفئ.
خاتمة
ستبقى “القبة الوطنية السورية” دائماً حاضنة للجهود الوطنية الصادقة، ومدافعة عن كل من يضع نفسه في خدمة الشعب السوري، وفي مقدمتهم رجال الدفاع المدني. فهؤلاء الأبطال، في كل زمن ومكان، يستحقون أكثر من الشكر… يستحقون الوفاء والدعم الحقيقي.
المجد لسوريا … والعهد أن نظل معكم، لنحفظ الوطن ونطفئ أوجاعه، كما تطفئون نيرانه.