شهدت الساحة الدبلوماسية يوم الجمعة، الموافق 11 نيسان 2025، حدثاً لافتاً تمثّل بمشاركة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية، أحمد الشرع، في أعمال النسخة الرابعة من منتدى أنطاليا الدبلوماسي، المنعقد تحت شعار “التمسّك بالدبلوماسية في عالم منقسم”.
وتأتي هذه المشاركة في وقت حساس تمرّ فيه المنطقة بتحولات متسارعة، ما يمنح الحدث بعداً خاصاً، يكرّس رؤية سورية الجديدة في إعادة تموضعها ضمن محيطها الإقليمي والدولي، على أسس الحوار والمصالح المشتركة بدلًا من منطق الصدامات والصراعات.
إن القبة الوطنية السورية، بوصفها إطاراً وطنياً جامعاً، تنظر بإيجابية إلى هذا التحرك الدبلوماسي، وتعتبر انخراط سورية في المنتديات الدولية مؤشراً على التحوّل العميق في الخطاب السياسي للدولة الوليدة.
فمنذ تأسيسها، أكدت القبة الوطنية السورية أن الخيار الدبلوماسي الرشيد هو الطريق الأمثل لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وترسيخ قواعد سلام عادل، وضمان الأمن المشترك لدول وشعوب المنطقة.
في كلمته خلال المنتدى، شدد الرئيس الشرع على ثوابت السياسة السورية المتمثلة في وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض التدخلات الخارجية، إلى جانب الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المشاركة، بما يحقق مصلحة الشعب السوري أولاً، ويرسّخ التفاهم والتكامل مع الشعوب الصديقة.
لقد عبّر هذا الخطاب عن نضج في الطرح السياسي السوري، ورسالة واضحة بأن سورية تتجه نحو بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة، بعيداً عن سياسات المحاور والاستقطاب.
كما لا يمكن إغفال أهمية الدور التركي في استضافة هذا المنتدى الدولي، الذي يشكّل مساحة مفتوحة للحوار في منطقة شديدة التعقيد. وقد أتاحت اللقاءات الثنائية التي عقدها الرئيس السوري مع عدد من القادة والمسؤولين فرصة لتقريب وجهات النظر، وفتح آفاق تعاون مشترك.
ترى القبة الوطنية السورية في هذا الحضور الدبلوماسي مقدمة ضرورية لإعادة بناء الحضور السوري الفاعل، وترسيخ موقع سورية الجديدة كدولة ديمقراطية، مستقلة القرار، واضحة الرؤية، منفتحة على قواسم المصالح الإقليمية والدولية، وقادرة على الإسهام في صياغة مستقبل أكثر استقراراً وانفتاحاً.
خاتمة
إن مشاركة سورية في منتدى أنطاليا تمثّل رسالة أمل لسورية ولشعوب المنطقة، بأن الحلول لا تصنعها الحروب والمعارك، بل تصنعها طاولات الحوار.
ومن هنا، تدعو القبة الوطنية السورية إلى مواصلة هذا النهج المتزن، وتكريس ثقافة الدبلوماسية كخيار وطني جامع، من أجل بناء سورية قوية، عادلة، ديمقراطية، سيّدة على أرضها، وشريكاً موثوقاً في محيطها الإقليمي والدولي.
تعليقات 1