اغتيال براء القاطرجي نهاية “أمير حرب” مقرب من النظام السوري
توفي براء القاطرجي، أحد أبرز أمراء الحرب المقربين من النظام السوري، في غارة جوية على الحدود السورية اللبنانية. ووفقاً لمصادر خاصة، استهدف صاروخ يُعتقد أنه إسرائيلي السيارة التي كان يستقلها القاطرجي مع مرافقيه، مما أدى إلى مقتلهم جميعاً.
من هو محمد براء القاطرجي؟
برز اسم براء القاطرجي على الساحة الدولية بعد إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية في سبتمبر 2018. اتهمته واشنطن بالتورط في صفقات نفط مشبوهة بين النظام السوري وتنظيم “داعش”، مستخدمًا شركته “أرفادا البترولية” كواجهة لتلك العمليات. وعُرف عنه تسهيل تجارة الوقود بين الطرفين وتوفير المنتجات النفطية للمناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.
امبراطورية الأشقاء الثلاثة
نشأ الأشقاء الثلاثة، حسام وبراء ومحمد آغا قاطرجي، في محافظة الرقة رغم انحدارهم من مدينة الباب بريف حلب الشمالي. ولم يكن لهم أي نشاط تجاري يُذكر قبل عام 2011. ولكن بعد اندلاع الصراع السوري، بدأوا في توسط صفقات النفط والقمح بين نظام الأسد وتنظيم “داعش”، مما أسهم في ثرائهم الفاحش. توسع نشاطهم ليشمل صفقات مماثلة مع “قوات سوريا الديمقراطية” واستمروا في ذلك حتى الوقت الراهن.
استثمر الإخوة قاطرجي أرباحهم في مجموعة واسعة من الشركات والمشاريع، وشكلوا ميليشيا مسلحة لحماية أسطول صهاريج النفط الذي ينقل يوميًا حوالي 20 ألف برميل من النفط من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” إلى مصفاتي حمص وبانياس.
أنشأ الأخوة “مجموعة قاطرجي الدولية“، التي تضم شركات متعددة في مجالات متنوعة، من بينها “قاطرجي للصناعات الهندسية الميكانيكية”، و”أرفادا البترولية”، و”الذهب الأبيض الصناعية”. هذه الشركات مولت الشحنات النفطية المستوردة من إيران لصالح نظام الأسد، مما أدى إلى فرض عقوبات أميركية عليهم.
دور ميليشيا القاطرجي
أسست ميليشيا القاطرجي في البداية لحماية مستودعات النفط وتأمين خطوط النقل. لاحقاً، شاركت في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في معارك حلب الشرقية عام 2016، وأيضاً إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” ضد قوات المعارضة في عفرين. في عام 2017، احتكر الإخوة قاطرجي إدخال المواد الغذائية إلى مدينة دير الزور أثناء حصارها من قبل “داعش”، مما زاد من معاناة السكان المحليين.
كان براء القاطرجي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة القاطرجي ويتمتع بعلاقات قوية مع المسؤولين داخل النظام السوري. وكانت وفاته في الغارة الجوية نهاية مفاجئة لرحلة أحد أبرز رجال الأعمال الذين استفادوا من الحرب السورية وأعمالها المعقدة.
خلاصة
براء القاطرجي، الذي بدأ من لا شيء وأصبح أحد أكبر أمراء الحرب المقربين من النظام السوري، لقي نهايته في غارة جوية مفاجئة. وبينما يُتوقع أن تستمر تحقيقات وتداعيات هذا الحدث، تبقى قصته مثالاً على كيف يمكن للحروب أن تخلق وتدمر في آن واحد.