مقدمة:
دبلوماسية معقدة وتحالفات سرية، تتجلى فيها السياسة الأمريكية تجاه النظام السوري بأبعاد غير مفهومة، على الورق تظهر الإدارة الأمريكية وكأنها تلتزم بالعقوبات وتسعى للضغط على النظام السوري عبر قانون مناهضة التطبيع، إلا أن الواقع يكشف عن تخفيف هادئ للضغط عبر الكواليس. يعتبر النائب بريندان بويل أحد مؤسسي منظمة تكتل سوريا في الكونغرس، وهو من أبرز المدافعين عن فرض العقوبات، أن هناك تقاعساً متعمد في محاسبة النظام السوري على جرائمه ضد شعبه. وقال .. أحس بالاشمئزاز وأنا أرى كثيرين في العالم الغربي قد نسوا تماماً الفظائع التي حدثت هناك.
يطمح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، إلى إدراج مشروع هذا القانون ضمن حزمة داعمة من القوانين التي أقرت خلال الأسبوع الماضي. ومع ذلك، خلال جلسات المفاوضات، اعترض البيت الأبيض على هذا الاقتراح، وفقاً لتصريحات عدد من النواب والمعاونين في الكونغرس. يلاحظ النائب جو ويلسون، المبادر بطرح مشروع القانون هذا، أن عدم محاسبة إدارة بايدن لبشار الأسد بعد ارتكابه لمجازر، يعزز نفوذ بوتين والنظام الإيراني.
رياض حجاب لإدارة بايدن ازدواجية مُريبَة في التعامل مع الأسد
رياض حجاب، رئيس الوزراء السوري السابق الذي انشق عن النظام، انتقد بشدة إدارة الرئيس بايدن لعرقلتها مشروع قانون يعارض التطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما رفضت إدراج هذا المشروع ضمن حزمة تشريعات عاجلة تمت الموافقة عليها من قبل الكونغرس.
وأعرب حجاب، عبر تغريدة على منصة “إكس”، عن استيائه من عرقلة الإدارة الأميركية الحالية لمشروع القانون الذي يهدف لمنع التطبيع مع الأسد، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع مبادئ القانون الإنساني الدولي ويتنافى مع المواقف التي أعلنتها واشنطن سابقاً.
وصف رياض حجاب موقف الإدارة الأميركية بأنه “ازدواجية مريبة“، مشيراً إلى أنها تسعى لحماية النظام السوري المستبد وتسعى إلى رفع العقوبات المفروضة عليه، مما يشكل انتهاكاً جديداً للقيم الأخلاقية التي تتبناها الولايات المتحدة الأميركية.
تبرر الإدارة الأميركية موقفها بأن لديها من الأدوات الأخرى لملاحقة الأسد وشركائه، وتشير إلى مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في سوريا نتيجة فرض عقوبات جديدة. ومع ذلك، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى فعالية هذه الأدوات وإمكانية تحقيق العدالة والمساءلة في وجه النظام السوري.
مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب الأميركي ينص على منع أي تطبيع رسمي مع نظام الأسد، مستنداً إلى جرائمه المستمرة ضد الشعب السوري. كما يدعو المشروع إلى استخدام جميع السلطات المتاحة لردع جهود إعادة الإعمار في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
من المهم أن يستمر الضغط الدولي على نظام الأسد وشركائه، وأن تتخذ الدول المؤثرة إجراءات فعالة لمنع تطبيع العلاقات مع نظام يرتكب جرائم ضد الإنسانية. فالتساهل مع الأنظمة المستبدة لن يؤدي إلى سوى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب وزيادة المعاناة الإنسانية.