هل أخذ بشار الأسد الضوء الأخضر للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا…؟
في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس العصابة الحاكمة في دمشق بشار الأسد مع وزير خارجية أبخازيا صرح الأسد بكلام ملغوم حول موضوع لقاءات أجراها نظامه مع الغرب وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية..
حيث قال في معرض حديثه عن علاقات نظامه بالغرب ؛
نلتقي مع الأمريكين بين الحين والآخر مع أن هذه اللقاءات لم توصلنا إلى أي شيء ولكن كل شيء سيتغير!!!
وهذا ما أثار التكهنات حول احتمال وجود اتفاقات سرية غير مصرح بها بين نظام الأسد والأمريكين لإنهاء الوجود الايراني في سوريا ..
وما يعزز هذه التكهنات الرد الخجول للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية على هذه التصريحات بقوله:
“لن نعلِّقْ على تفاصيل لقاءاتنا الدبلوماسية الخاصة”.
إرادات غربية وأجندة إسرائيلية
من الواضح أن هناك إرادة غربية و روسية و عربية للتخلص من الوجود الإيراني في سوريا … لأن هذا الوجود بات يشكل خطرا على إسرائيل وحلفاء الغرب في المنطقة وخاصة بعد تصاعد التوتر بين ايران واسرائيل عقب ضرب إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق وتصفية كبار قادة الحرس الثوري الايراني في سوريا..
هذا طبعا ناهيك عن مئات الضربات الاسرائيلية التي كانت وما زالت تستهدف مواقع ومخازن أسلحة ميليشات إيران وحزب اللاة في سوريا والتي وجه الايرانيين فيها أصابع الاتهام مرارا وتكرارا لمسؤولين كبار في النظام السوري بالتخابر مع الجانب الاسرائيلي وتزويده بإحداثيات مواقع تلك الميليشيات وتحركات قادتها..
وما يؤكد هذه النظرية أن بشار الأسد أيقن أخيرا أنه لا يمكنه إعادة تعويم نظامه الفاسد مجددا في المجتمع الدولي ولن يكون هناك أي إعادة لإعمار ما دمره جيشه المجرم أو تخفيف للعقوبات الغربية المفروضة عليه في ظل استمرار الوجود الايراني في بلاده ..
وأن هذا الوجود قد أصبح عبئا فعليا عليه خاصة و أنه يحد من سلطته على المناطق التي يسيطر عليها نظامه بالاضافة لتشكيل هذا الوجود مصدر إزعاج كبير للعرب المتأذين من تهريب تلك الميليشيات للمخدرات و الاسلحة لبلادهم ..
ولا ننسى أيضا ان هناك مصلحة كبيرة لروسيا في تقليص النفوذ الايراني في سوريا للاستحواذ على القسم الأكبر من الكعكة السورية..
أسباب تثير الجدل
بالنظر الى الأسباب المذكورة آنفا ووفقا لأنباء كثيرة تحدثت عن سحب إيران للعديد من قادة ميليشياتها الموجودين على الأرض السورية و تقليص واضح لمواقع تواجدها ولا سيما في دمشق والمناطق الجنوبية من سوريا ..
يبرز التكهن بوجود تنسيق وتفاهم غير معلن بين النظام السوري من جهة والغرب واسرائيل من جهة ثانية لإنهاء الوجود الايراني في سوريا.
من الواضح ان النظام الايراني سوف لن يكون قادرا و لمدة طويلة على تحمل التكاليف الباهظة لاستمرار تواجده في سوريا لاسباب كثيرة نذكر منها ..
تردي الاوضاع الاقتصادية في إيران وتدهور قيمة عملتها الوطنية الى مستويات قياسية بسبب الحصار الخانق المفروض عليها من الدول الغربية والمستمر منذ عشرات السنين نتيجة لسياسات حكامها الشريرة في المنطقة والعالم.
وهذا ما أوضحته للعالم أجمع انتفاضة الشعب الإيراني على حكم الملالي الظالم ،والتي عمت أرجاء الجمهورية الاسلامية منذ أكثر من سنتين وحتى الآن.
تكهنات تقارب الواقع
من جهة أخرى فإن ايران غير قادرة على الرد على الضربات الاسرائيلية المتكررة لها لا في سوريا ولا في داخل إيران ذاتها وذلك للتفوق التكنولوجي والاستراتيجي الكبير الذي تتمتع به اسرائيل على ايران و لان الأخيرة تعرف تمام المعرفة انها ستكون في مواجهة مباشرة مع الاسرائيليين وحلفاءهم الغربيين و الكثير من الأنظمة العربية التي تدور في الفلك الغربي في أي مواجهة حقيقية قد تنشب بين الطرفين.
وهذا ما ظهر جليا في تصدي الدول الغربية وبعض الدول العربية للصواريخ والمسيرات التي أطلقتها ايران على إسرائيل كرد منها على ضرب قنصليتها في دمشق حيث تم إسقاط أكثر من 99% منها قبل وصولها الى الأراضي الفلسطينية المحتلة ..
عوامل أخرى قد استجدَّت
ومن العوامل الاخرى أيضا هي انضمام فئات مجتمعية سورية جديدة للرافضين للتواجد أو الاحتلال الايراني لسوريا ولا سيما الفئات المؤيدة للنظام السوري وحاضنته الشعبية وهذا ما أكد عليه الناشط العلوي بشار برهوم في فيديوهاته التي نشرها مؤخرا وخاصة تأكيده على أن ايران هي عدوة للسوريين وما قتلته وهجرته من السوريين يفوق كثيرا ما سببه العدو الاسرائيلي منذ نشأته حتى الان.
ومن العوامل الاخرى هي انكشاف النظام الايراني على حقيقته و اتضاح زيف ادعاءاته بمناصرة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة بعد خذلانه لهم والتملص من نصرتهم في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية منذ أكثر من ثمانية أشهر و المستمرة حتى الآن.
وفي المقابل يرى آخرون أن النظام السوري غير قادر على الاستغناء عن الوجود الإيراني على أراضيه حتى ولو حصل على الضوء الأخضر لابعادهم عن سوريا لانه أي النظام السوري يعرف يقينا ان بقاء نظامه الفاسد واستمرار حكمه مرهون باستمرار الدعم الايراني والروسي له في مواجهة الشعب السوري الذي ثار على نظامه الاجرامي والفاسد وأنه لولا التدخل الايراني والروسي ودعمهما اللا محدود له لم يكن بامكانه البقاء في الحكم وإستعادة قسم كبير من المناطق التي انتزعتها منه المعارضة في بداية الثورة السورية.
وقادمات الأيام ستكشف عن المزيد من هذه التحركات لهذا النظام المجرم والمعروف بغدره وخياناته..
ونقول أخيرا إن نظاما خان بلده وشعبه سيكون بالتأكيد خائنا لكل من تحالف معه وسانده..