ليس التكهن بل الترجيح أنَّ الأسد وافق على القصف
السبب وراء تفجير أو اغتيال خلية الأزمة بدمشق بتاريخ 18 تمّوز/ 2012، والذي نتج عنه مقتل وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري وغيرهم، هو تصفية الجناح الرافض للتدخل الإيراني في الأزمة السورية، لأن هذا الجناح كان يدرك بأن الدعم الإيراني لن يكون مجاناً وإنما سيكون فيما بعد على حساب سيادة وقرار النظام الحاكم ..
جناح النظام المتبقي في السلطة بدمشق حالياً أدرك ضخامة الفاتورة الإيرانية الأن و بما أن الثورة السورية لم تعد بالقوة والزخم كسابق عهدها لذا يريد النظام السوري الأن التخلص من عبأ التسلط الإيراني على دواليب السلطة والحكم بدمشق أو على الأقل التخفيف منه ولكن بطريقة غير مباشرة وبأيد خارجية لأنه أهون وأضعف من أن يقول لا ..
وهكذا لا يحتاج الأمر إلى ذكاء خارق لمعرفة من وراء إمداد تل أبيب بالإحداثيات الدقيقة لمواقع تمركز القوات الإيرانية ومخططات تحركهم في سورية، وعلى رأس تلك العمليات تصفية قاسم سليماني …
ولا يغيب عنا أنه من أهداف تلك الضربات في هذا التوقيت بالذات خلط الأوراق كون من يقوم بالجرائم بحق أهل فلسطين وغزة بالذات هو نفسه من يقوم بقصف القوات الإيرانية في سورية، إضافة إلى أن تلك الضربات تشكل مكافآت للمطبعين مع الكيان الصهيوني والمعادين لإيران .
ومن المؤكد أن تلك الضربات لن تكون قاضية وإنما هي لتقليم النفوذ الإيراني لا أكثر مع الحفاظ على إيران كدمية للتخويف ومصدر لبث الخراب في مناطق السنة الشرق أوسطية.
هل سوف ترد إيران على هجوم القنصلية الايرانية بدمشق
مسؤول أميركي يستبعد رد إيران على هجوم القنصلية بدمشق
تأتي تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن استبعاد رد إيران على نحو كبير متزامنة مع التوترات السائدة في المنطقة. حيث يرى البعض أن إيران تواجه تحديات كبيرة في التصرف بوجه الهجمات الإسرائيلية دون الانجراف إلى صراع أوسع يمكن أن يتسبب في تداعيات خطيرة.
في هذا السياق، تظهر مواقف المسؤولين الأميركيين توقعاتهم بأن إيران قد تتجنب الرد بشكل كبير، حيث أن إشارات الردع التي تصدر عنها قد تكون محدودة ومتزنة. إن هذه الحسابات تأتي في سياق محاولة إيران لتجنب الانجراف نحو صراع مباشر مع إسرائيل، مع الحفاظ على موقعها ومصالحها في المنطقة.
يبدي المسؤولون الأميركيون قلقاً بشأن إمكانية استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، ويصفون هذا الوضع بأن إيران تواجه معضلة حقيقية بين الرغبة في الرد وبين تفادي الصراعات الواسعة. وبالفعل، تمثل هذه المعضلة تحدياً كبيراً لإيران، حيث يجب عليها التوازن بين الرد على التحديات الأمنية وتفادي الانجراف نحو التصعيد العسكري.
ومع ذلك، فإن الخيارات المتاحة أمام إيران للرد على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق ليست محدودة فقط إلى الرد المباشر، بل قد تتضمن استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة بطرق مختلفة، مثل محاولة تفجير سفارة إسرائيلية أو تسريع برنامجها النووي كوسيلة للتصعيد الضغط.
في هذا السياق، يعتبر خبراء الشؤون الإقليمية أن إيران لا تسعى إلى صراع شامل مع إسرائيل، بل تركز على إظهار قوتها وتأكيد قدرتها على الرد على التحديات بشكل محدود ومتناسق. إن هذا التوجه يعكس استراتيجية إيران في التصرف بحكمة وتجنب الانجراف نحو التصعيدات العسكرية غير المحسوبة.
من الواضح أن التوترات في الشرق الأوسط تبقى عالية المستوى، ومع توقعات بعدم اندلاع صراع مباشر بين إيران وإسرائيل في الوقت الراهن، يبقى الاحتمال مفتوحاً لاشتعال فتيل التوترات في أي لحظة. إن استبعاد إيران لرد كبير قد يكون مؤشراً على توجهها نحو تفادي الصراعات الواسعة، ولكن يبقى التوتر الإقليمي مسألة مستمرة تتطلب حلولاً دبلوماسية شاملة لتجنب الانجراف نحو الصراعات المدمرة في الشرق الأوسط.
استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق: هل يقود إلى حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران؟
يرى بعض المحللون ان استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق له تداعيات كبيرة وقد يشير إلى تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، لكن السؤال المطروح هو هل يؤدي ذلك إلى حرب مباشرة بين البلدين؟
بدايةً، يجب فهم أن القنصلية الإيرانية تعتبر أرضاً سيادية لإيران، وبالتالي فإن أي هجوم عليها يعتبر انتهاكاً لسيادة الدولة الإيرانية. هذا النوع من الهجمات يزيد من التوترات بين البلدين ويزيد من احتمالات التصعيد.
تاريخياً، تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران على فترات متقاربة، لكن حتى الآن لم يؤدي ذلك إلى حرب مباشرة بينهما. تعتمد التحركات والردود الفعلية لكل طرف على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية.
على الرغم من تصريحات الرئيس الإيراني بأن “الهجوم الإسرائيلي” على القنصلية الإيرانية في دمشق “لن يمر دون رد”، إلا أن طبيعة هذا الرد لا تزال غير معروفة. قد يكون الرد على شكل عمليات عسكرية محدودة أو استهداف مصالح إسرائيلية في المنطقة بوسائل مختلفة.
تحت هذا السياق، يبدو أن الأطراف المعنية تتحلى بحذر شديد لتجنب التصعيد إلى صراع مباشر، حيث يمكن أن تكون التداعيات الإقليمية والدولية لحرب مباشرة بين إسرائيل وإيران مدمرة.
على الرغم من جدية التوترات وتصاعدها، لا يمكن التنبؤ بدقة ما إذا كان سيؤدي قصف القنصلية الايرانية إلى حرب مباشرة بين اسرائيل وايران.