ثورة البوخابور
في زمن الظلم والاستبداد الذي مارسه الإنتداب الفرنسي ضد السوريين، برزت ملحمات بطولية تروي قصص الشجاعة والصمود، تلك القصص التي تحكي عن بطولات الشعوب وتضحياتها من أجل الحرية والكرامة. ومن بين هذه القصص البطولية تبرز ” ثورة البوخابور” كمثال يحتذى به عند التصدي للظلم والاستبداد والدفاع عن الأرض والعرض ضد المستعمر أيما كان.
عندما أراد الفرنسيون بسط نفوذهم على كافة المدن والأرياف والعشائر ومنها عشيرة البوخابور ، سادت الفوضى وكثرت الغزوات. وكان الفرنسيون يقومون بجمع الضرائب عن طريق ارسال جباة الى كافة المناطق. ولكنَّ أهالي البوخابور رفضوا دفع الضرائب. وأراد الإنتداب الفرنسي الانتقام منهم، خاصة عندما وصلت معلومات إليهم بأنَّ وجهاء البوخابور يريدون العبور الى الضفة اليسرى لنهر الفرات بغية المقاومة.
بدء الإعتقالات
وتذكر الوثائق التاريخية، أنَّ “حمود العلي الشيخ وعبدالله الأهلص وخزام العساف وعبيان الجنيد وهندي المحمد ” كانوا يريدون عبور النهر شمالاً لأرضاء أمرأة متزوجة في قرية العبد وأهلها من عشيرة البوبدران، فألقت الحكومة الفرنسية القبض عليهم وأعتقلتهم من أجل دفع الضرائب وأجبارهم على عدم ممانعة تقدم القوات الفرنسية.
وفي 19 /تشرين الأول /1920 قدم شيوخ العقيدات الى دير الزور للتفاوض مع الفرنسيين لكنْ تمَّ اعتقالهم أيضاً.
سياق المعركة
معركة الشروفية:
ان البطولات الفردية والجماعية والعشائرية التي أبناء عشائر العقيدات وحلفائهم مثل عشيرة البوخابور الهاشمية وعشيرة البوليل الشمرية وباقي العشائر المتحالفة مع العقيدات الذين قدموا أرواحم دفاعا عن الوطن كقبيلة واحدة لأانها أول درس في البطولة والتضحية الذي لقنته عشائرنا للمستعمر الدخيل وهي بداية اطلاقة هذا لشعب في في وجه الاغي الذي كان يظن نه سيلافي الترحيب في بلادنا ولكنه عرف بعد ذلك بعدئذ في قرار نفسه أن اقامته لن تطول.
الثوار يتابعون الفرنسيين
بعد ن استقرت الحملة في دير الزور المدينة أرادت أن تتابع مسيرها بأتجاه الشرق في الشامية وأبلغت العناصر أن الحملة ستتابع طريقها شرقا بتجاه البوخابور وجاء أحد العساكر المتطوعين مع الفرنسيين وهو من ابناء دير الزور الى مجلس وربعة ((عبد الشافي)) بدير الزور وقيل في ربعة “محمد الحطاب” ليودع اباه وكان الوجهاء من دير الزور يقيمون الربعات والقهوة والدواوين ويقدمون الطعام والضيافة في بيوتهم وقال أنه بلغنا أن نتجه بأتجاه البوخابور فسمع الحضور كلام العسكري وكان منهم “حاج عقلة وقبلان المشهور ومحمد الحسن” من البوخابور.
وبعد أن انفضَّ المجلس، قاموا ليلاً -رغم منع التجول في المدينة- وأوصلهم محمد الحطاب الى النهر وأعطوهم (( تنكة )) للسباحة فسبح في النهر “محمد الحسن ومحمد القبلان” حتى وصلوا ألى بيت ((ابن كردوش )) شرق المدينة بحوالي 2 كم وخرجوا من النهر الى بيت ابن كردوش فوجدوا ((خلف المسمار )) وأعلموه بالخبر وقالوا له تخبر كل من تجده في الطريق ونحن ذاهبون الى البوعمر وانت تخبر الوحليحل ثم قام ((عرسان الياسين)) ينادي أهل قرى البوخابور ثم أتجه الى ضفة النهر ينادي أهل الجزيرة (( العنابزة )) للمساعدة وأتجه خلف المسمار الى موحسن لأعلامهم بالحملة ووصل الى “البودرباس” فوجد عرس “حسون المصطفى” وقد بقي القليل من المشاركين في دبكة العرس وأعلمهم الخبر فركب “سالم الدرويش” حصانه وأبلع بقية أهل موحسن بالخبر فتجمع الناس من جميع قرى موحسن ليلا فوق تلة الشروفية وأشعلت النيران التي وصل لهيبها الى عنان السماء حيث كانت النساء تجمع الحطب وتزغرد وتبث الهمم في نفوس المقاتلين ووقفوا شرق الطعس على طريق المياذين ..
استطلاع تحركات الفرنسيين
في الوقت نفسه، تجمع (( العنابزة )) وعبروا نهر الفرات وتمركزو شمال الحملة بين الحملة والنهر وبدأ المقاتلون بحفر الخنادق وتمركزوا في منخفضات الجوالي (( أبط الجالي )) وكانت الذرة الصفراء والبيضاء خير ساتر للمقاتلين..
وقام كل من “خلف الرسلي” و”حمادي التايه العبدالله” باستطلاع تواجد الحملة وبعد معرفة تواجدها عاد رجال الاستطلاع الى عشيرتهم وأخبروهم بمكان القوات واعدادهم وكانت القوات متناثرة في عدة أمكنة من دير الزور.
مفاوضات صادمة
وبدأت المفاوضات بين البوخابور والعنابزة ومن معهم مع الفرنسيين عند الفجر حيث أرسل البوخابور الى الفرنسيين المفاوض ((محمد القبلان)) والشاب “علي الحسين الطه” و”بلاط الغثيث” من البوسرايا مقيم في موحسن يحملون الراية البيضاء وقابلوا قائد الحملة ((ريتشارد)) ويسمونه العرب ((ريشان)) وقالوا ماذا تريد منا فقال القائد الفرنسي أريد 1000بارودة و5000 الاف ليرة ذهب عثمانية ورجع المفاوضون الى البوخابور ونقلو لهم هذا الطلب فقالوا ارجعوا اليه ويمهلنا أسبوع حتى نتدارس الأمر بيننا وعاد المفاوضون الى ريشان وأبلغوه الأمر فقال ريشان وهو يمتطي حصانه أبلغوا جماعتكم أنني أريد الجزية الأن من حارج الحصان لحافره واثناء هذه المفاوضات جاء (( لطفي الصياح )) ومعه (( محمد الناصر الخلف )) وصاح لطفي الصياح على جماعته
((لسعكم مخلينهم طيبين يا…………)) فأطلق طلقته الأولى على الفرنسيين وبدأت المعركة بين البوخابور والفرنسيين وأستشهد البطل المجاهد ((لطفي الصياح )) وأشتد أزيز الرصاص من كل جهة فالعنابزة من الشمال
((حويجة موحسن )) والبوخابور من الشرق وقتل 13 ضابط واغلب جنود الحملة وقتل قائد الحملة ((ريتشارد )) وأستلم قيادة الحملة المنهزمة النائب ((مارسين )) وهرب على حصانه وذلك بتاريخ 10\9\1921وأتجهت بقايا قواتهم نحو الجنوب الى ((الشيحة )) وهي الأرض الواقعة بين الأرض الزراعية وتلال الظهرة ولاحقهم البوخابور والعنابزة مع البطين وتتابعت قوات المقاتليين وجائت مجموعة من من المقاتليين من الظهرة التلال المطلة على القوات وهزمت القوات المتمركزة في الشيحة وأغلب عناصرها من ((سنغاليين ))
وأوصلوهم الى هرابش وأستشهد ((عبدالله الشحتير))من العنابزة وأصيب ((جاسم الخليف)) من العنابزة في رجله وأتعب الجرح فقام بقطعها بالخنجر وكواها بالسمن العربي المغلي وبقي قطيع الساق بقية حياته الى أن توفي وحكم على (( أسمر النواف )) من العنابزة بالأعدام لأنه من المجاهدين وهو الذي أخد حصان قائد الحملة ((ريتشارد)) وسيق الى القوات الفرنسية غدرا من أحد أقاربه ولكنه نجى حيث هرب من السجن وطعن أيضا ((علوان البجري )) .
وتابع المجاهدين الأبطال من البوخابور والعنابزة القوات المنهزمة حتى هرابش وقطع الرصاص جديلة من شعر ((موسى المحمد الموسى )) من البوخابور وعندما وصلت الحملة الى مكان خرزجها أجتمع الأبطال عند (( السحل )) وهو وادي غرب محطة الأبقار حاليا يتفقدون بعضهم ويسعفون جرحاهم بطريقتهم البسيطة ويحملون شهدائهم يهتفون بالنصر وقد غنموا من الفرنسيين مدفعين ((مطر اللوز)) من مكان الحملة وبنادق وخيول وقام البوخابور بنصب المدفعين على تلة الشروفية وتسمى تلة (قفطان) في موحسن ولم يعرف أحد أستخدامها إلا المجاهد (( محمد الفلاح )) من البوخابور، الذي خدم في الجيش العثماني وأخذا يرميان قذائف المدافع باتجاه الحملةالمنهزمة في ((البطين )) وعلى كافة تشكيلات القوات الفرنسية المتواجدة من هرابش حتى الشروفية وهم ينشدون الشعر:
الخابوري ماكبر باســــــــه حط الشروفية متراســــه
والطوبجي أمجحف راســه ومطر اللوز نجيبه ميـسر
يافرنساوي وين حـــــدودك تحاربنا من دون جدودك
ماشفت يوم أنا نحــــــــودك ونسير ضباط العســــــكر
وبني وايل دوم مونسين البر مسجين العدوان من المـــر
الهجوم على المطارات
ثم جاء المقاتلون الى المطار بتاريخ 16-9-1921 عن طريق التلال الجنوبية المطلة على المطار وانقسموا الى عدة مجموعات وأرسلوا من يستكشف الطريق في جنح الظلام ولم يصلوا اليه دفعة واحدة لكي لايكشف امرهم ووجدوا بعض الحرّاس وذبحوهم بدون اطلاق نار لكي لايسمع صوت الرصاص حتى وصلوا الى الطائرات وكان من الطلائع الذين وصلوا الى المطار سالم الدرويش وحمود العبد الغني الذي مزق محرمته وبلّلها بالوقود من خزانات الطائرات واشعلوا النييران في بقية الطائرات و علي الحسن الحمد الزعيتن وعيبان الجنيد وبشير الذياب الذي اصيب في رجله من العبد وحمود العلي الشيخ وعلي الحمد المصصطفى الذي حمل تنكتين من الزيت يظن أنها كاز وعندما ابتعد وفتحها واذا هي زيت محركات للطائرات وصالح النواف وأحمد الحمادة ودعار الهايس وناصر العلي وعايد العكاب وعواد العكاب الذي مر بمحمود العبدالله التاية وهو مستشهدا على بعد مائة متر تقريبا عن الطائرات المحروقة وأخذ خنجره ليتعرف عليه بعد الابتعاد عن ساحة المعركة وهناك مجاهدون اخرون لم اتمكن من معرفة اسمائهم فمعذرة من ذويهم.
وعندما أشعل المجاهدون النار في الطائرات البالغ عددها ثمانية وقيل أنه 17طائرة وقام أحد المقاتلين بانزال أحد الطيارين من طائرته وأخذ لباسه وقتله وطلب منه أحد رفاقه ألا يذبحه، فرَّد عليه وقال إنه سيأتينا غدا ويقصفنا بالطيران مثل ما قصفوا أمس وقد اطلقت عليهم النيران من كل مكان من بعض أسطحة البيوت القريبة من المطار، ومن القوات المتواجدة حول المطار حتى تحول اللّيل إلى نهار والأهالي تتفرج إلى المعركة من أسطحة المنازل.
توثيق الأحداث
تم توثيق تلك الأحداث في كتاب مجلة العمران العدد 39/40 لكاتب المقال عبد القادر عياش أنني (كنت أنا فيمن شاهده من على سطح دارنا في محلة أبو عابد مع أسرتي ). حيث يروي المقاتلون ويقولون نريد شيئا نستتر فيه لكي لانكون مكشوفين للعدو لكن حتى حصى المطار كان يشع من نور اللهيب والرصاص .
أما عن الخسائر البشرية والعتاد فكانت كثيرة في صفوف القوات الفرنسية والمرتزقة الذين كانومعهم من عرب وأجانب وتم أسر حوالي 15جندى فرنسي وأحدهم مغربي وأسمه (( شمس )) وأراد (( عربيد الشحتير )) من العنابزة قتل الأسرى أنتقاما لمقتل أخيه عبد الله ولكن الثوار لم يوافقوا وقيل أنهم أرسلوا مفاوضا الى قائد نائب الحملة ((مارسين )) بدير الزور أن يتم تبادل الأسرى بين المعتقلين من وجهاء البوخابور والذي تكلمت عنهم سابقا مع أسرى الشروفية وتم التبادل عند ((الطحطوح )) .
وكان للنساء دورا عظيما في تشجيع المقاتلين ونقل الماء وتجهيز الطعام لهم وجرحت في المعركة (( فطيم الحسين العبدالله )) زوجة (( سالم العيد )) من البوخابور وجرحت ((لعبة العبدالله )) والدة الشيخ ((يونس العبد السلامة )) شيخ البوخابور.
اخوي كل الحب والحترام الك اول طلقه من جدي لطفي الصياح وقتل الظابط ريشان تمام وجاء عبود الصياح وقال ماذا حدث قالو لطيف قتل رد عبود قال اكعد يالطيف وحاكينا تانشوف الصدعات البيكا الأ بزلم وعكسكر نقطيك راحو على المطار احرقو 14طياره لحق عبود الصياح مارسين معاون القائد ريشان وقتلو اجا السيد علي كان ترجمان وخذ ساعة مارسين والساعه كانت ذهب