بيان السفارة الأميركية في سوريا
تتواصل الجهود الدولية المتعلقة بالأزمة السورية، مع استمرار الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد وتصاعد الضغط الدولي على روسيا بسبب دعمها للنظام السوري وعرقلتها للمسار السياسي المتعلق بالأزمة السورية.
في بيان أصدرته السفارة الأميركية في سوريا، أبدت الولايات المتحدة استياءها من سلوك روسيا الذي يتضمن استمرارها في حماية بشار الأسد من المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان وعرقلتها لمسار الحل السياسي في البلاد. وأكدت السفارة الأميركية على ضرورة محاسبة الأسد على جرائمه وتسهيل مسار الحل السياسي الذي ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
يأتي هذا البيان في سياق تصاعد التوترات بين القوى الدولية المتصارعة في سوريا، حيث تواصل روسيا رفضها لعقد الجولة التاسعة من اللجنة الدستورية في جنيف، معتبرة أن الظروف غير مواتية لذلك. وتعتبر الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية هذا الموقف عرقلة للجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا.
أمريكا : السويداء تحصد دعماً دولياً في رحلتها نحو الحرية
تزامناً مع دخول الثورة السورية عامها الرابع عشر عاماً، تظل الولايات المتحدة، تدعي بأنها ملتزمة بدعم الشعب السوري في سعيه المستمر نحو تحقيق التغيير وتحقيق آمالهم في حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً. وهذا ما أوضحته مؤخراً في بيان مفصل، صدر عن السفارة الأميركية أن هذا الدعم يمتد إلى جميع أولئك الذين يواصلون نضالهم بطرق سلمية من أجل تحقيق حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.
في هذا السياق، أثنت الولايات المتحدة بشدة على المتظاهرين السلميين في مدينة السويداء الذين استمروا في التظاهر والتعبير عن مطالبهم لمدة تزيد عن ستة أشهر متواصلة، مما يُظهر إصرارهم الثابت على تحقيق التغيير السلمي والمستمر في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها. تُعتبر هذه الاحتجاجات السلمية في السويداء مثالاً حياً على إرادة الشعب السوري وصمودهم في وجه القمع والاضطهاد الذي يفرضه نظام الأسد.
تؤكد السفارة الأميركية أن السوريين لم يستسلموا، ولا يزالون يطالبون بالتغيير ويسعون للحصول على الدعم والتضامن الدولي لمواصلة نضالهم من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. إن استمرار هذه الجهود السلمية والمثابرة هو ما يعكس الإرادة القوية للشعب السوري ويبرهن على استمرار رغبتهم في تحقيق تغيير إيجابي وسلمي في بلادهم.
بهذا البيان، تؤكد الولايات المتحدة التزامها الدائم بدعم الجهود السلمية للشعب السوري وتشجيعها على مواصلة نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وتعتبر هذه الاحتجاجات في السويداء بمثابة رمز للصمود والثبات في وجه الظلم والقمع، ودليلاً على أن الأمل لا يزال حياً في قلوب السوريين رغم ما تعانيه بلادهم من صراعات ومآسي.
تأتي هذه الأحداث في ظل عدم تحقيق أي تقدم يذكر في مسار الحل السياسي للأزمة السورية، حيث تستمر المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة دون تحقيق أي نتائج ملموسة. وتظل اللجنة الدستورية التي تم إنشاؤها عام 2019 تعاني من تعثرات ومعوقات عدة، مما يجعل الأمل في تحقيق تسوية سياسية شاملة يبدو بعيد المنال.
روسيا واللجنة الدستورية في سوريا: بين التأييد والتعطيل في مسار السلام
وفي مسرح اعداد دستور جديد يتوافق عليه السوريون في جنيف برعلية مبعوث الأمم المتحدة “غير بيدرسون” حيث تتواجد روسيا واللجنة الدستورية التفاوضيو السورية، انقسمت الخلافا بين جانبين متصارعين (رسيا ولجنة المعارضة) حول الوصول إلى مسار السلام والتسوية السياسية في البلاد. كانت هذه اللجنة محط جدل وتشويش من قبل العديد من الأطراف الدولية منذ تأسيس اللجنة الدستورية في سبتمبر 2019 -بما في ذلك روسيا- التي تمتلك مصالحها الخاصة وتقف على جانب معين في النزاع السوري.
ومن الجدير بالذكر، أنه منذ بداية المحادثات حول إنشاء اللجنة الدستورية، كان هناك تأكيدات متكررة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على ضرورة تحقيق تقدم في هذا المجال لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، ولكن واجهت الجهود الدولية عدة تحديات وعقبات، ومن أبرزها موقف روسيا المتمسك بمواقفها ومصالحها في النزاع السوري.
على الرغم من المواقف الداعمة التي أعربت عنها روسيا لعمل اللجنة الدستورية، إلا أنها واجهت اتهامات متكررة بتعطيل عمل اللجنة وتقديم عراقيل تعيق التقدم نحو تحقيق تسوية سياسية شاملة في سوريا. ومن بين العوائق التي واجهت اللجنة الدستورية، تأجيل بعض جولات المفاوضات وتقديم تحفظات حول بعض القضايا الرئيسية، مما أثار استياء الأطراف الأخرى وزاد من التوترات والتأزمات في المسار السياسي السوري.
تظل مهمة اللجنة الدستورية تحدياً كبيراً أمام الجهود الدولية لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، ومع استمرار التوترات والتصعيدات في البلاد، يتزايد الضغط على الأطراف الدولية، بما في ذلك روسيا، للعمل بجدية وإخلاص لتحقيق تقدم حقيقي في هذا الصدد وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا.
بهذا، يبقى الوضع السوري مستقراً في دوامة الصراع الدولي وعدم اليقين، مع استمرار الجهود الدولية المتضاربة وعدم التوصل إلى حل سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والسلام.
كل الشكر والأحترام والتقدير للفريق الاعلامي في قوس