أصول حافظ الأسد .. لمحة
إن جذور النسب لأصول عائلة الأسد ما زالت طلسميّة، تُحدِث جدلاً واسعاً في الساحة الإعلامية والسياسية، فهو شخصياً ينسب عائلته إلى أصول عربية من بني كليب حسب تصريحه في أكثر من مناسبة، ولكن لدى متابعتي التدقيق في الروايات والادعاءات المتعددة والمختلف عليها, والتي جاء بها معلومات طرحها بعض المتابعين لنشأة الأسد لكونه موضوعاً حساساً وسياسياً بامتياز.
أكثر الآراء شيوعاً
- الكثير من العامة تُجمع أنَّ عائلة الأسد تنتمي إلى الطائفة العلوية، وهي فرع من الإسلام الشيعي، دون أن تسبر تاريخ ما قبل ذلك، مكفين بأنه من القرداحة في محافظة اللاذقية، ودرس المرحلة المتوسطة في مدرسة القبو واتخذ فيها غرفة سكن فيها مع سيدة عجوز من عائلة الجهني، ويقول اللواء سعيد الهبج الذي كان قائداً لشرطة العاصمة دمشق، أنَّ صداقته لحافظ بن سليمان الوحش (قبل أن يعدل قضائياُ الكنية إلى الأسد) قد بدأت من حمص عندما كان الأسد ينزل في فندق الزعفران (طريق حماه)، وقد تقدما سويةً لفحص الثانوية آنذاك.
- في رواية أخرى طرحها مؤرخ كردي يدعى عز الدين مصطفى رسول، يقول فيها أنَّ أصول حافظ الأسد من منطقة خانقين في العراق، وأنه من أصول كردية.
- وقد طرح بعض الكتاب والمؤرخين روايات تفتقر إلى أدلة قوية، جاء فيها أنَّ آل الوحش (الأسد حالياً) هم من أصول يهودية من أصفهان في إيران، وذكروا أنَّ.
- تاريخ ظهورهم في سورية، كان في القرن الثامن عشر عند قدومهم إلى جبلة ثم استقرارهم مؤخراً في القرداحة. ولكن بعض المرجع تقول أنه كان – (والبعض يقول التاسع عشر) أو (السادس عشر).
من الجدير بالذكر أن النظام السوري يمنع نشر أي معلومات رسمية عن أصول عائلة الأسد. وهذا ما يجعل من الصعب التحقق من صحة الروايات المختلفة. ولكن في سياق استعراض سيرة حافظ الأسد، أن يعود تاريخه إلى بيئة ريفية فقيرة، وكان والده (سليمان البهرزي) يعمل لدى أصحاب المزارع في القرداحة وهم يجهلون أصوله تماماً, وبعد أن قبل سليمان التحدي في مصارعة أقوى شباب القرداحة وانتصر عليه أصبحوا ينادوه باسم (الوحش) الذي تمَّ ترقينه في آخر كوشان سكاني (احصاء السكان) في أواخر أيام العثمانيين.
الإرث المشؤوم:
عندما نتحدث عن ارث حافظ الأسد، فإننا ندخل عالماً من الكابوابيس مليئاً بالقمع والظلم والاستبداد المطلق، لأن حافظ الأسد هو الزعيم السوري الذي حكم بقبضة من حديد لمدة طويلة، ترك خلفه إرثاً مليئ بالدماء والاشلاء, لقد كان حكمه مليئة بالتناقضات، حيث تنوعت بين فترات من الاستقرار النسبي تحت نير الاستبداد، وفترات من القمع الشديد وسفك الدماء.
الزواريب إلى للحكم:
يعود بداية حكم حافظ الأسد إلى عام 1970 عندما قاد انقلاباً عسكرياً وأطاح بالحكم الشرعي السابق في سوريا منذ ذلك الحين وحتى وفاته في عام 2000، كانت فترة حكم حافظ الأسد مليئة بالتسلط والقمع والظلم في الساحة السورية والإقليمية.
من بين أبرز سمات حكم حافظ الأسد كان القمع السياسي والتصلب في التعامل مع المعارضة والانتقادات كانت حكومته تعتمد كلياً على القمع والترهيب للحفاظ على السلطة شهدت فترة حكمه العديد من حالات انتهاكات حقوق الإنسان والقمع السياسي، حيث تم قمع أي نشاط معارض بشكل صارم، وتم اعتقال وتعذيب الاف المعارضين والنشطاء ومن المفارقات ان المجتمع الدولي وقف من دون ان يفعل اي شيئ فقط متخذ وضع المزهرية كما يقال.
تتضمن قائمة المجازر في سوريا العديد من الحوادث الدموية التي ارتكبتها قوات الامن التابعة لحافظ الاسد الاب والتي كانت ارث لبشار الاسد الابن ضد المدنيين، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وتشريد عشرات الآلاف وسوف اسوق لكم غيض من فيض مجازره وانتهاكاته ضد الانسانية ومن بينها.
- مجزرة حماة في عام 1982: وقعت خلال انتفاضة الاخوان المسلمين في مدينة حماة ضد حكم حافظ الأسد, قامت قوات الجيش والامن بقمع الانتفاضة بشكل عنيف، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين بشكل وحشي، وتم تدمير مدينة حماة بشكل كامل.
- مجزرة الرقة في عام 1980: وقعت في مدينة الرقة لقمع المعارضين للنظام البعثي. قامت الامن بقمع كل من حدث نفسة عن الوقوف في وجه الطاغية، مما أسفر عن مقتل المئات من السكان المدنيين.
- مجزرة طرطوس في عام 1980: شهدت مدينة طرطوس إعدام مئات المعارضين السياسيين دون محاكمات عادلة، مما أثار موجة من الاستياء والغضب في البلاد.
- مجزرة حلب في عام 1980: حيث قامت قوات الامن بقمع احتجاجات طلابية في جامعة حلب، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الطلاب والمتظاهرين.
- مجزرة حمص في عام 1981: وقعتضد كل من وقف مع الإخوان المسلمين في المدينة، حيث تم تصفية عشرات الآلاف من السكان المدنيين بشكل وحشي.
- مجزرة مدرسة المدفعية في حلب: وقعت في عام 2014 حيث قصفت القوات الحكومية مدرسة في حلب مما أدى إلى مقتل العديد من الأطفال والمدنيين الذين كانوا يحتمون في المدرسة.
- مجزرة سجن تدمر: وقعت في عام 1980 حيث قام الاسد الاب بالانتقام من المساجيين السياسيين ردا على محاولة اغتياله، مما أدى إلى مقتل العديد من السجناء في سجن تدمر الصحراوي.
- حصار حلب 1980: شهدت حلب حصاراً عنيفاً في عام 1980 حيث قامت القوات الحكومية بقمع المظاهرات واستخدمت العنف بشكل مفرط، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المتظاهرين والمدنيين.
- مجزرة المشارقة في حلب: وقعت في عام 1980 عندما قامت القوات الحكومية بقمع تمرد إسلامي في حلب، مما أسفر عن مقتل العديد من المتمردين والمدنيين.
- مجزرة جسر الشغور 1980: شهدت جسر الشغور مجزرة في عام 1980 حيث قامت القوات الحكومية بقمع التمرد بشكل عنيف، مما أسفر عن مقتل العديد من السكان المدنيين.
- مجزرة سجن صيدنايا: وقعت في سجن صيدنايا حيث تم اعتقال العديد من المعارضين السياسيين وتعرضوا للتعذيب والقتل بطرق بشعة.
- أحداث القامشلي 2004: وقعت في مدينة القامشلي عام 2004 حيث قام النظام بفتعال فتنة بين الأكراد والعرب، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الأشخاص وتدمير ممتلكات عامة وخاصة.
نجح حافظ الأسد في بناء بعض العلاقات الدولية، خاصة مع دول الاتحاد السوفيتي وإيران والتي كانت تشوبها رائحة الخيانة حيث استطاع اقناع المجتمعات انه يقف الى جانب المقاومة الفلسطينية.
ومع ذلك ترك ارتباط حافظ الأسد بالسلطة تأثيراً كبيراً على سوريا بعد وفاته. عندما تولى ابنه بشار الأسد الحكم، واجه البلد تحديات جديدة، وتفاقمت الصراعات الداخلية والحروب الأهلية التي باتت تهدد وحدة البلاد.
بشكل عام، فإن إرث حافظ الأسد لابنه الاكثر دموية يظل محملاً بالظلم والقمع. على الرغم من تحقيقه للاستقرار النسبي والتماسك السياسي في سوريا لفترة من الزمن، إلا أنه ترك خلفه آثاراً سلبية كبيرة، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية وتدهور الاقتصاد والقتل والكذب على المجتمعات.
الأبن على طريق الأب وبداية الهاوية
متابعة بشار الأسد على طريق والده في القمع والظلم وتدمير سوريا وتسليمها لإيران تعتبر موضوعاً يثير الكثير من الجدل والتحليلات. بشار الأسد تولى السلطة في ظروف استثنائية بعد وفاة والده حافظ الأسد في عام 2000، وقد واجه تحديات كبيرة في تحديث النظام السوري وتحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية.
لكن بدلاً من ذلك، اتبع بشار الأسد سياسات قمعية صارمة للمعارضة والمطالب الديمقراطية، وقام بتسليم القرار السياسي والعسكري للجهات الأمنية والأجهزة العسكرية الموالية له. استخدم النظام السوري بشار الأسد وحلفاءه القوة العسكرية بشكل متكرر ضد المدنيين والمعارضة، مما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد ملايين آخرين وتدمير مدن بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سياسات بشار الأسد ساهمت في تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، حيث تعرضت البلاد لعقوبات دولية وتشديد على الحصار الاقتصادي، مما أثر سلباً على معيشة السوريين وزاد من معاناتهم.
من الجدير بالذكر أيضًا أن بشار الأسد أقام علاقات وثيقة مع إيران وروسيا، وسمح بتواجد قواتها وميليشياتها على نطاق واسع في سوريا، مما جعل البلاد تحت الهيمنة الإيرانية والروسية وتعرضها لتدخلات مباشرة في الشؤون الداخلية والعسكرية وبيع الكثير من ثرواتها بشكل علني فقط في سبيل البقاء في السلطة.
بشكل عام، يمكن القول إن متابعة بشار الأسد لسياسات والده في القمع والظلم وتدمير سوريا وتسليمها لإيران وروسيا أسفرت عن مأساة إنسانية هائلة في البلاد، ولا يزال الشعب السوري يعاني من تداعياتها حتى هذا اليوم.
الخاتمة:
لم نسرد لكم سوى القليل من اجرام عائلة الاسد فقط في سبيل التذكير للذين تناسوا اجرامهم ووقفوا في صف الظالم.
تذكر القبة الوطنية السورية: بأهمية الوقوف ضد الظلم والإجرام، وبضرورة الحفاظ على الذاكرة التاريخية لما قامت به عائلة الأسد من ظلم وقتل وتشريد بحق الشعب السوري, على الرغم من الجهود التي بذلتها العائلة لتضليل الرأي العام وتبرير جرائمها، فإن تذكيرنا بالجرائم التي ارتكبتها تسهم في الحفاظ على الوعي والضغط للحصول على العدالة ان شاء الله.
إن استمرار التذكير بجرائم عائلة الأسد يساهم في تسليط الضوء على مأساة الشعب السوري ويعزز الدعم للضحايا والناجين من الانتهاكات والتعذيب. وفي النهاية، يجب أن نؤمن بأن الظلم لن يدوم، وأن الحق سينتصر في النهاية، ولكن يتطلب ذلك جهوداً مستمرة للتضامن والعمل نحو إحقاق العدالة وضمان عدم تكرار الجرائم في المستقبل.