مع ضبط أكبر كمية من مخدر الكبتاغون في مدينة إيسن الألمانية، يثير هذا الحدث الجديد تساؤلات حول الدور المتزايد للنظام السوري في إنتاج وترويج المخدرات في أوروبا. تحقيقات السلطات الألمانية تشير إلى تورط سوريين مشتبه بهم في هذه الشبكة الإجرامية، التي باتت تمثل تحديًا كبيرًا لجهود مكافحة المخدرات في القارة الأوروبية.
يعتبر إعلان السلطات الألمانية عن ضبط 370 كيلوغرامًا من الكبتاغون في أحد المستودعات بإيسن في بداية تشرين الأول الماضي خطوة فعّالة في محاولة السلطات الأوروبية للحد من تداول المخدرات وكبح زخم تجارة المخدرات التي تشهدها القارة. تحقيقات المدعي العام في آخن تشير إلى أن السلطات تحقق مع مجموعة من السوريين المشتبه بهم منذ عام، ما أدى إلى اكتشاف كميات سابقة من الكبتاغون قاموا بتهريبها.
في السياق ذاته، أظهر تقرير نشره مركز الرقابة الأوروبية المعني بالمخدرات والإدمان أن الشحنة الكبيرة كانت في طريقها إلى دول الخليج العربي، خاصة السعودية. هذا الاكتشاف يبرز دور أوروبا كمركز لعمليات تهريب الكبتاغون المتجهة إلى الشرق الأوسط، ويشير إلى السعودية كواحدة من الأسواق الرئيسية لتصدير واستهلاك هذا المخدر الخطير.
التحقيق الألماني أيضًا يلقي الضوء على دور النظام السوري في إنتاج وتهريب الكبتاغون. يشير التقرير الذي صدر في سبتمبر إلى أن إنتاج الكبتاغون أصبح يتم بشكل غير قانوني وينتشر على نطاق واسع في الشرق الأوسط، مع وجود العديد من المختبرات في سوريا. يثير ذلك تساؤلات حول مدى تورط النظام السوري في هذه الأنشطة وما إذا كان يستفيد مالياً من هذه التجارة الغير قانونية.
يظهر التقرير الألماني أيضًا أن الشحنات قد تم توجيهها مباشرة إلى دول الشرق الأوسط أو تم إرسالها بعد تفريغها وإعادة تعبئتها في إحدى دول الاتحاد الأوروبي. يتورط في تلك العمليات غالبًا مواطنون سوريون أو لبنانيون، ويظهر التقرير أيضًا تورط جماعات مسلحة مرتبطة بالنظام السوري في لبنان وسوريا في هذه التجارة المشبوهة.
في نهاية المطاف، يفتح هذا التحقيق النقاب عن تورط النظام السوري في شبكات الكبتاغون الدولية، وكيف يُستخدم تحت ستار النزاع السوري لتمويل أنشطته المشبوهة. يشير الأدلة إلى أن هذه الشبكات تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمان أوروبا، وتستدعي تكثيف الجهود الأمنية لمنع تداول المخدرات والقضاء على هذه الشبكات الإجرامية.
تعليقات 1