كشف وزير الدفاع السوري، في تصريح رسمي اليوم، أن 434 شهيداً من أفراد الجيش والقوات الرديفة ارتقوا خلال معركة “ردع العدوان”، وهي العملية التي مهّدت لسقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، واعتُبرت نقطة تحوّل مفصلية في التاريخ السوري الحديث.
وقال الوزير إن هذه المعركة، التي شاركت فيها تشكيلات عسكرية مختلفة إلى جانب مجموعات من أبناء المناطق المنتفضة، كانت “معركة مصيرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وأضاف أن “دماء الشهداء لم تذهب هدراً، بل كانت الثمن الذي أعاد لسوريا سيادتها وقرارها الحر، وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من تاريخ الوطن”.
وفق الرواية الرسمية، لم تكن عمليات “ردع العدوان” مجرد مواجهة مسلحة ضد قوات النظام السابق وحلفائه، بل كانت عملية سياسية–ميدانية واسعة هدفها استعادة السيطرة على العاصمة دمشق وبقية المدن، وتثبيت معادلة جديدة قائمة على وحدة القرار الشعبي والعسكري.
وأكد الوزير أن “المعركة كشفت إرادة السوريين في التحرر من الاستبداد، وأثبتت أن الجيش المنحاز للشعب قادر على الحسم حين تتوفر الإرادة الوطنية الجامعة”.
أرقام الشهداء… شهادة على حجم المعركة
يرى مراقبون أن الإعلان عن عدد الشهداء بعد مرور عام على المعركة يحمل رسائل متعددة، أبرزها:
تكريم التضحيات التي ساهمت في إنهاء أكثر حقب سوريا ظلاماً.
تعزيز الوعي الوطني لدى الأجيال الجديدة حول ثمن الحرية.
تثبيت رواية معركة الردع كحدث تأسيسي للمرحلة السياسية الحالية.
وتشير مصادر عسكرية إلى أن العدد يشمل مقاتلين استشهدوا في عمليات اقتحام العاصمة وفي جبهات الريف، إضافة إلى وحدات تخصصية شاركت في عمليات دقيقة داخل مراكز نفوذ النظام السابق.
يأتي إعلان وزير الدفاع بالتزامن مع إحياء السوريين الذكرى السنوية الأولى لـ”ردع العدوان”، حيث خرجت حشود حاشدة في مختلف المحافظات للتأكيد على وحدة البلاد ورفض مشاريع التقسيم، وكذلك لإعادة التذكير بالدور المحوري الذي لعبته تلك المعركة في تغيير الواقع السياسي.
وطن بُني على تضحيات
وختم الوزير تصريحه بالقول:
“أرواح 434 شهيداً ستبقى نبراساً يضيء طريق سوريا الجديدة. هم من أسّسوا بدمائهم دولة الحرية والمواطنة، وهم ضمانة استمرار وحدة الوطن وقوته”.











