يعيش جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة ارتباك غير مسبوقة بعد تعرض فرقة (210) لكمين محكم في بلدة بيت جن بريف دمشق، ما دفعه لفتح تحقيقات موسعة حول احتمال حدوث تسريب معلومات حساسة سبقت العملية وأدت إلى فشلها وسقوط عدد من الجرحى في صفوفه.
بحسب موقع والا الإسرائيلي، كانت العملية مقررة الأسبوع الماضي، لكنّها أُرجئت في اللحظة الأخيرة بسبب زيارة كبار المسؤولين للقطاع الشمالي. غير أن هذا التأجيل، الذي يفترض أنه يضمن سرية أكبر، أصبح أحد النقاط المركزية في التحقيق، إذ يرجح ضباط في القيادة الشمالية أن المعلومات المتعلقة بموعد التنفيذ وموقع القوة ربما وصلت إلى مجموعات داخل البلدة.
وتشير المصادر إلى أن القوة الإسرائيلية تمكنت بالفعل من اعتقال المشتبه به الرئيسي وشقيقه، لكن وقبل دقائق من مغادرة البلدة، تعرّضت لإطلاق نار كثيف في كمين بدا معدّاً بعناية. هذا المشهد عزز فرضية أن منفذي الكمين كانوا على علم مسبق بتحركات القوة وخط سيرها.
الهجوم المباغت أدى إلى إصابة ضابطين وجندي احتياط بجروح خطيرة، إضافة إلى إصابة جندي احتياط بجروح متوسطة، وضابط وجندي آخر بجروح طفيفة.
المسؤولون العسكريون في القيادة الشمالية لم يخفوا غضبهم، ووجهوا انتقادات حادة إلى وحدة الفرقة (210)، معتبرين أن انتشارها كان مكشوفاً وغير منسّق بما يكفي، ما جعلها هدفاً سهلاً للكمين.
وفي خضم الفوضى، اضطرت القوة إلى ترك مركبة هامر عسكرية داخل البلدة، قبل أن يحدد سلاح الجو الإسرائيلي موقعها ويقصفها لاحقاً، في محاولة لمنع الاستفادة منها.
تصعيد دموي.. 13 شهيداً في بيت جن
تبع الكمين هجوم جوي عنيف نفذته مروحيات الاحتلال، أسفر عن استشهاد 13 شخصاً وإصابة ما يقارب 25 آخرين، وفق ما أفاد به مراسل تلفزيون سوريا.
القصف استهدف مناطق داخل البلدة عقب اشتباكات مباشرة بين الأهالي ودورية إسرائيلية توغلت في بيت جن، واعتقلت ثلاثة شبان قبل الانسحاب إلى تلة باط الوردة على أطراف البلدة.
ما بين الكمين المحكم، وإصابات الجنود، وقصف الهامر التي تُركت في قلب البلدة، يبدو المشهد أقرب إلى انهيار تكتيكي في عملية عسكرية كان يفترض أن تكون سريعة وسرية.
وعلى الرغم من أن الاحتلال يحاول حصر المشكلة في “تسريب معلومات”، إلا أن الأحداث تشير إلى خلل أعمق في تقدير قدرات سكان المنطقة واستجابتهم، إضافة إلى فجوات واضحة في جمع المعلومات وتحليلها.
بيت جن… بلدة تأبى الانكسار
لطالما كانت بيت جن رمزاً للصمود على أطراف دمشق، وما حدث اليوم يعيد تأكيد أن البلدة ليست مجرد نقطة جغرافية، بل خط دفاع اجتماعي وشعبي يرفض الخضوع ويحسن تنظيم ردوده رغم شراسة العدوان.











