أكد موقع المونيتور الأميركي أن حالة من الإحباط تسود أوساط “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” عقب الإعلان عن استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنظيره السوري الرئيس أحمد الشرع في البيت الأبيض، في خطوة اعتبرتها “قسد” مؤشراً على احتمال تعرضها لما وصفته بـ”خيانة جديدة” من حليفها السابق في الحرب على تنظيم “داعش”.
ونقل الموقع عن مصدر كردي مطّلع وصفه بأنه “وثيق الصلة” بـ”قسد”، أن قيادات الأخيرة كانت تأمل في أن تكون جزءاً من الوفد الرسمي المرافق للرئيس الشرع خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن يوم الإثنين المقبل، غير أن تجاهلها الكامل من الدعوة أثار تساؤلات داخل صفوفها حول مستقبل العلاقة مع واشنطن.
وفي السياق نفسه، وصف ممثل “الإدارة الذاتية” في دمشق، عادل كريم عمر، هذا الاستبعاد بأنه “مؤسف”، مشيراً إلى أن “قسد” كانت تتطلع إلى دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض يوماً ما، تقديراً لدورها في محاربة الإرهاب وجهودها المشتركة مع التحالف الدولي خلال السنوات العشر الماضية.
وكشف المونيتور أن واشنطن رفضت بشكل غير مباشر طلباً تقدمت به “إلهام أحمد”، الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.
وبحسب المصادر الكردية، فإن الطلب لم يُرفض رسمياً، لكنه أيضاً لم يُعالج، في ما اعتبره مراقبون إشارة إلى رغبة الإدارة الأميركية في تجنّب أي خطوة قد تُفسّر على أنها دعم سياسي مباشر لـ”قسد” في هذه المرحلة الحساسة.
ويرى محللون أن واشنطن تحاول تجنب استفزاز تركيا، التي تعارض بشدة أي دعم أميركي لقوات “قسد”، في وقت تجري فيه محادثات إقليمية ودولية تهدف إلى إيجاد تسوية شاملة للقضية الكردية في شمال سوريا.
مخاوف من تبدّل التحالفات
وقال أحد المصادر الكردية إن إدارة ترمب لا ترغب حالياً في أن تمارس قيادات “قسد” ضغوطاً على الكونغرس، خصوصاً في ظل المساعي الجارية لرفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأضاف: “يبدو أن البيت الأبيض يفضّل الحفاظ على الهدوء السياسي مؤقتاً، بانتظار ما ستسفر عنه زيارة الرئيس الشرع من نتائج ملموسة”.
ورغم ذلك، حاول ممثل “الإدارة الذاتية” عادل كريم عمر التقليل من أهمية الحدث، قائلاً إن زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن “لن تؤثر بشكل مباشر على العلاقة بين قسد والولايات المتحدة”، مؤكداً استمرار قنوات الاتصال العسكرية والسياسية القائمة منذ سنوات.
واشنطن تسعى لدمج “قسد” في الجيش السوري
وفي تطور متصل، أشار المونيتور إلى أن واشنطن تعمل على دفع مفاوضات بين الحكومة السورية و”قسد” من أجل دمج الأخيرة في الجيش السوري ضمن تسوية وطنية شاملة.
وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، قد صرح قبل أيام بأن المفاوضات “تسير بشكل ممتاز”، بينما أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن “الحديث ما يزال نظرياً، ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية بعد”.
ختام
تثير زيارة الرئيس السوري إلى واشنطن – وهي الأولى من نوعها منذ سنوات – جملة من التساؤلات حول ملامح المرحلة المقبلة في العلاقة بين دمشق وواشنطن، كما تعيد إلى الواجهة قلق “قسد” من أن تتحول من شريك ميداني إلى ورقة تفاوضية في لعبة المصالح الإقليمية والدولية.











