أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين عن إطلاق برنامج دعم خاص لسوريا ضمن إطار اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي “كومسيك”، في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية في سوريا.
وجاء هذا الإعلان خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أردوغان في الاجتماع الـ41 للجنة “كومسيك”، الذي عُقد في مركز إسطنبول للمؤتمرات، حيث أشار إلى أن جهود تركيا ومساهماتها المستمرة أسهمت في رفع جزء من العقوبات التي كانت تعيق النمو الاقتصادي في سوريا منذ سنوات.
وقال أردوغان، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول”، إن بلاده تواصل العمل من أجل دعم الدول الإسلامية التي تمر بأزمات إنسانية واقتصادية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد مبادرات تركية فاعلة لإعادة تأهيل البنية الاقتصادية السورية، وتحفيز الاستثمارات في القطاعات الحيوية.
أولوية تركية لوحدة الأراضي السورية
وفي سياق متصل، شدّد الرئيس التركي على أن الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ورفاهية الشعب السوري، يشكلان أولوية قصوى بالنسبة لتركيا. وأوضح أن تحقيق الاستقرار في سوريا ليس مسؤولية السوريين وحدهم، بل يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً متكاملاً، لافتاً إلى أن التحرك ضمن مظلة التعاون الإسلامي يعزز فرص تحقيق هذا الهدف.
كما ذكّر أردوغان بالتصريحات التي أدلى بها قبل أيام خلال مؤتمر صحفي جمعه بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس في أنقرة، حيث أكد حينها أن سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع حققت تقدماً ملموساً نحو السلام الدائم والتنمية الاقتصادية، معرباً عن ثقته في أن هذه العملية ستتسارع مع رفع مزيد من العقوبات المفروضة عليها.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده تولي أهمية كبيرة للتنسيق مع ألمانيا في ما يتعلق بالملف السوري، مؤكداً أن برلين وأنقرة تتشاركان الرؤية ذاتها حول ضرورة دعم الحلول السياسية السلمية التي تضمن عودة الاستقرار إلى سوريا وتحافظ على وحدة أراضيها.
وفي ختام كلمته، دعا أردوغان الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى توحيد الجهود لمساعدة سوريا على النهوض من أزمتها الاقتصادية والإنسانية، مشدداً على أن نجاح هذا البرنامج سيكون نموذجاً للتعاون الفعّال بين الدول الإسلامية في مواجهة التحديات المشتركة.












