أكد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم العلبي، أن شمال شرقي سوريا والمجتمع الكردي جزء لا يتجزأ من البلاد، مشدداً على ضرورة تسريع خطوات دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الدولة السورية.
وفي مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار العلبي إلى أهمية اللقاء الذي جمع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وزعيم قوات “قسد” مظلوم عبدي، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل تحولاً لافتاً في العلاقة بين دمشق و”قسد”. وأضاف: “للمرة الأولى تأتي شخصية كردية بارزة وقائد عسكري إلى دمشق ليُلتقط معه صورة ويتم توقيع اتفاقية بهذا المستوى”.
أعرب السفير عن خيبة أمله من البطء في تنفيذ الاتفاق الموقع مع “قسد”، واصفاً هذا التأخير بأنه “محبط”. وأوضح أن بعض التنظيمات غير قادرة على ضبط جميع أعضائها، في ظل وجود توجهات داخلية نحو اللامركزية، الأمر الذي يعكس – بحسب تعبيره – بوادر انقسام محتمل إذا لم يتم التوصل إلى صيغة عملية للاندماج الكامل.
وفي سياق آخر، شدد العلبي على أن وفد سوريا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كان متنوعاً في تركيبة أعضائه، نافياً أن يكون الاختيار قد تم على أساس الانتماء الطائفي أو الديني، وإنما على أساس الالتزام بفكرة “سوريا الشاملة والمتنوعة”.
من جهة أخرى، شهدت العاصمة الأميركية واشنطن لقاءً بين وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني ونائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندوا في 19 أيلول الجاري. وتناول الاجتماع مستقبل العلاقات السورية – الأميركية، إضافة إلى مناقشة آفاق الاتفاق المبرم في 10 آذار والمتعلق بقوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن الحوار تطرق أيضاً إلى مستقبل سوريا والعلاقات السورية – الإسرائيلية، فضلاً عن سبل المضي قدماً في تنفيذ الاتفاق مع “قسد”، وهو ما يشير إلى أن الملف الكردي لا يزال محورياً في أي مقاربة إقليمية أو دولية للحل السوري.
خلاصة
تؤكد تصريحات السفير العلبي واللقاءات السياسية الأخيرة أن قضية شمال شرقي سوريا تبقى إحدى أعقد الملفات في المشهد السوري. فبين ضغوط دولية، وطموحات محلية نحو اللامركزية، ومساعٍ رسمية لإعادة دمج “قسد” ضمن مؤسسات الدولة، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الخطوات ستقود إلى وحدة وطنية متماسكة أم إلى مزيد من الانقسامات.