في بادرة إيجابية تعبّر عن توجّه جديد يضع مصلحة المواطن في مقدمة الأولويات، أصدر وزير الداخلية السوري، اللواء محمد أنس خطاب، قراراً يقضي بتخفيض رسوم منح وتجديد جوازات السفر داخل سوريا وخارجها، وهو ما اعتُبر خطوة عملية نحو تخفيف الأعباء عن السوريين، وتعزيز الثقة بالإدارة الجديدة للدولة.
تسهيلات ملحوظة للمواطنين في الخارج
بالنسبة للمقيمين في الخارج، جاء القرار بتخفيضات ملحوظة، حيث تم تحديد رسم الجواز الفوري بـ400 دولار أميركي فقط، بعد أن كان 800 دولار، بينما أصبح رسم الجواز وفق نظام الدور 200 دولار بدلاً من 300 دولار. وتمثل هذه الخطوة انفراجاً حقيقياً لعشرات الآلاف من السوريين في دول المهجر، خصوصاً أولئك الذين يعانون من ظروف صعبة ويتطلعون لتجديد أوراقهم الرسمية بسلاسة وكلفة مقبولة.

تخفيض ملموس في الداخل السوري
أما في الداخل السوري، فقد تم تحديد كلفة إصدار جواز السفر الفوري بمبلغ مليون و600 ألف ليرة سورية، بعدما كانت مليوني ليرة، مما يعكس رغبة الحكومة في ملامسة هموم المواطن السوري اليومية، وتقدير الظروف الاقتصادية الراهنة.
يأتي هذا القرار ضمن سلسلة خطوات إصلاحية تعهدت بها الحكومة السورية الجديدة، والتي تهدف إلى تحديث الأداء الحكومي وتخفيف المعاناة عن المواطنين. وقد جاء القرار بناءً على اجتماع تنسيقي بين وزارات الداخلية والخارجية والمالية، ما يؤكد وجود تكامل في الرؤية الحكومية وسعياً جاداً لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
واحد من أبرز جوانب القرار الجديد هو إعفاء المواطنين من أي رسوم إضافية، سواء كانت تتعلق بالإدارة المحلية أو التسجيل القنصلي، وهو ما يعزز الثقة بأن الدولة تسير نحو سياسة أكثر شفافية وعدالة في تقديم خدماتها للمواطنين داخل البلاد وخارجها.
يرى مراقبون أن تخفيض رسوم جوازات السفر لا يمثل فقط خطوة مالية، بل هو مؤشر على نية الدولة الدخول في مرحلة أكثر مرونة وانفتاحاً تجاه قضايا المواطنين، لا سيما في ما يتعلق بالخدمات الحيوية التي تمس حياة ملايين السوريين في الداخل والمهجر.
خاتمة:
تمثل هذه المبادرة دليلاً على أن الحكومة السورية الجديدة تمضي بخطى واثقة نحو الإصلاح والتحديث، مدفوعة برغبة حقيقية في تخفيف الأعباء اليومية على كاهل المواطن، وتحقيق توازن بين متطلبات المرحلة والظروف الاقتصادية التي يمر بها السوريون.
فإذا ما استمرت هذه السياسات البناءة، فإن القادم قد يحمل الكثير من الانفراجات، ليس فقط في قطاع الخدمات، بل في كل مفاصل الحياة التي ينتظر السوريون أن تتحسن تدريجياً، بإرادة وطنية صادقة واستجابة حقيقية لتطلعات الناس.