في جريمة مروعة هزت الضمير الوطني، شهدت سوريا اليوم حادثاً إرهابياً أليماً تمثل في تفجير إجرامي استهدف كنيسة مار إلياس، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين الأبرياء. وقد سارعت القبة الوطنية السورية إلى إصدار بيان إدانة شديد اللهجة، مؤكدة أن هذا الاعتداء يُعدّ محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار، وضرب السلم الأهلي، وعرقلة مشروع الدولة السورية المدنية الديمقراطية التعددية.

هجوم على دور العبادة واستهداف لوحدة المجتمع
بحسب البيان، فإن استهداف دور العبادة لا يُعتبر فقط اعتداءً على أرواحٍ بريئة، بل يُشكل هجوماً مباشراً على النسيج الوطني السوري المتماسك، وعلى قيم التعايش التي لطالما كانت علامةً فارقة في التاريخ السوري. واعتبرت القبة أن هذا التفجير يحمل بصمات أجندات خبيثة تسعى لزرع الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، عبر استهداف مكوّن أساسي وأصيل من مكونات الشعب السوري.
شدد البيان على أن المكوّن المسيحي في سوريا ليس مجرد طرف في معادلة التنوع، بل هو شريك تاريخي في بناء الدولة والمجتمع، وله دور فاعل في الحاضر، وسيبقى ركيزة أساسية في مستقبل سوريا. وأكدت القبة الوطنية أن أي استهداف لهذا الوجود هو عمل جبان، لا يصدر إلا عن جهاتٍ معادية للوطن أو جهلة لا يدركون عراقة سوريا وتاريخها المشترك بين أبنائها بمختلف طوائفهم.
طالبت القبة الوطنية السورية الحكومة والأجهزة الأمنية بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الحادثة، والعمل على ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة. كما دعت الشعب السوري إلى التكاتف والتحلي بالوعي، ورفض كل أشكال التحريض الطائفي أو التفرقة، معتبرةً أن وحدة الصف الوطني هي السد الأول في وجه الإرهاب والفوضى.
ذكّر البيان بأن الإرهاب لا دين له، وأن دوافعه هي الحقد والإجرام، وهو أداة رخيصة في يد مشاريع مشبوهة تستهدف الوطن وتريد تدميره من الداخل. وأكدت القبة أن من يقف خلف هذه الجرائم لا ينتمي لقيم الدين ولا يعرف للوطنية سبيلاً.
كلمة أخيرة: وفاء للشهداء وثبات على طريق الدولة
تختم القبة بيانها بتوجيه الرحمة لأرواح الشهداء والدعاء بالشفاء للجرحى، مع التأكيد على أن مثل هذه الجرائم لن تثني السوريين عن المضي في مشروع بناء سوريا الجديدة، دولة القانون والعدالة، والتعددية، والكرامة.