في زمن يحاول فيه البعض طمس الحقيقة، وإغلاق ملفات الألم الإنساني العظيم الذي يعيشه السوريون، تؤكد القبة الوطنية السورية، وهي تعبر عن إرادة أحرار سورية، وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب مطالب أهالي المعتقلين والمغيّبين قسراً، والتزامها الثابت بتحقيق العدالة وكشف الحقيقة حتى النهاية.
إنّ الوقفة الصامتة التي نظمتها عائلات المعتقلين عند مدخل مخيم اليرموك يوم الجمعة 25 نيسان 2025، تحت عنوان “خيمة الحقيقة”، لم تكن مجرد فعالية رمزية، بل كانت نداءً وطنياً أخلاقياً عميقاً في وجه الظلم، وصوتًا حيًّا يطالب بكشف مصير آلاف الأرواح المغيّبة خلف الجدران والسجون السرية.
تعتبر القبة الوطنية السورية أن هذه الوقفة تمثل نقطة ارتكاز جديدة في مسار النضال السلمي، وتؤكد أن قضية المعتقلين والمغيّبين قسراً ليست قضية فئوية أو مناسبة موسمية، بل هي أساس أي مشروع وطني حقيقي لبناء سورية المستقبل. فلا كرامة لشعب يُنسى أسره، ولا حرية لوطن تُطوى جراحه بصمت.
وتؤكد القبة الوطنية السورية أن رفع صور المعتقلين ورسائلهم في “خيمة الحقيقة” هو شهادة دامغة أمام الإنسانية، ورسالة موجهة لكل من يحاول التستر على جرائم الإخفاء القسري، بأن الحقيقة ستبقى حاضرة رغم محاولات الطمس، وأن الألم السوري سيظل شاهدًا حتى تتحقق العدالة.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية، تدعو القبة الوطنية السورية إلى:
إبقاء ملف المعتقلين والمغيّبين القسريين مفتوحاً على الدوام، مهما حاولت قوى الأمر الواقع طيّه أو المساومة عليه.
توحيد جهود القوى الوطنية والمدنية والحقوقية السورية حول هذا الملف، باعتباره جسراً أخلاقياً لا غنى عنه نحو تحقيق المصالحة الحقيقية.
تحريك جميع الساحات الدولية والإقليمية للضغط من أجل كشف مصير المغيّبين قسراً، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، دون انتقائية أو تمييز.
رفض أي تسوية سياسية أو تفاوضية لا تضع العدالة للضحايا ومحاسبة الجلادين كشرط أساسي لا مساومة عليه.
إنّ القبة الوطنية السورية ترى أن بناء دولة الحرية والكرامة يبدأ من إنصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين، وإنّ أي مشروع وطني يتجاهل هذه الحقيقة هو مشروع ناقص، لا يعبر عن تطلعات الشعب السوري ولا عن معاناته العميقة.
وفي هذا السياق، تعلن القبة الوطنية السورية:
دعمها الكامل لأي تحرك سلمي قادم يهدف إلى إبقاء هذه القضية حيّة ومتصاعدة.
استعدادها لتبني مبادرات وطنية ودولية تهدف لكشف مصير المغيّبين ودعم أسر الضحايا قانونياً وإعلامياً.
سعيها الدؤوب لبناء جبهة حقوقية دولية واسعة، تضع قضية المعتقلين في قلب أي حديث عن مستقبل سورية.
أيها السوريون الأحرار،
إنّ صراعنا ليس فقط مع سجّان، بل مع منظومة تحاول طمس العدالة وتمييع الحق.
معركتنا معركة ذاكرة حية لا تموت، ولن يسقط شهداؤنا ومعتقلونا في غياهب النسيان.
لن نساوم على دموع الأمهات.
لن نغلق ملف الأحبة المغيّبين.
ولن تكون هناك حرية في سورية دون كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
صادر عن:
القبة الوطنية السورية
دمشق الحرة — 27 نيسان 2025
