تم تداول فيديو عن السيدة غادة الشعراني وهي تصرخ على محافظ السويداء السيد مصطفى البكور وقد خرجت عن كل حدود الادب واللباقة دفاعاً عن اصدقاءها من حزب الانتماء السوري الديمقراطي والذين تعرضوا للاعتقال أثناء رحلتهم للرقة ولمناطق سيطرة قسد التي يتهيب أهلها العرب من العودة اليها. تحدثت رغم أنها لم تكن مع الوفد ولم يتحدث أحد ممن تم توقيفهم فلماذا؟ وبدلاً من أن تخوض حواراً متمدناً حضارياً، كانت تصرخ وكأنها في حلبة صراع دون أن تركز على الحدث الذي جاءت من أجله.
وإذ أننا نرفض الاعتقال التعسفي والضرب بحق أي فرد من أي طائفة أو عرق أو دين من غير وجه حق ولكن المتاجرة باسم الأقليات ومتلازمة الاختلاف أصبح شيئاً مرفوضاً وممجوجاً. كانت تُبهِّر وتُلَفِق معلومات عمن كان موقوفاً بسجن حارم رغم أن من تم توقيفهم بقوا لسويعات قليلة غير عابئةٍ بتبعات هذا الكلام على سوريا سيما في حديثها عن الإسرائيليات!!
كانت تتهم الحكومة بالإرهاب وهي تقف أمام ممثل الرئيس فهل الديمقراطية تقتضي التعدي والإهانة لتسطير بطولات وهمية محلية طائفية؟
يحق لنا أن نسأل أين كان صوتها حين كان العديد من أفراد عائلتها ضباطاً يقاتلون في جيش النظام وينتهكون كل المحرمات وانضم عدد كبيرٌ منهم الى ميليشيا الدفاع المدني وبعضهم لقى حتفه في دير الزور وآخرون مازالوا فارين من وجه العدالة؟ أين كان صوتها حين كان أخوها الضابط سامر الشعراني يقطع رؤوس الثوار؟ وأين كان صوتها تجاه الهجري ورفعه لعلم إسرائيل وخروجه عن منطق الدولة وحين تم قتل الشاب أبو سلام في جرمانا وتم تخبئة القتلة في السويداء أم أن الخصوصية التي تنادي بها السيدة الشعراني وأمثالها تبيح لهم فعل ما هو محرمٌ على الآخرين؟ كان يجب يا سيدة أن تتحدثي في لقاءك مع الرئيس الشرع ومع المحافظ عن طريقة تسليم المجرمين من عائلتك والضباط المختبئين في السويداء قبل الصراخ واتهام الجميع بالإرهاب. كان عليك أن تبرري موقف الهجري المعادي للحكومة ولوحدة وسلام سوريا والداعي لدخول إسرائيل لاحتلال أراضينا!
وللمرة الألف نؤكد أننا ضد الاعتقال التعسفي وضد التعدي على المواطنين ولكن ما هكذا تورد الابل!
ألا يستوجب تهجمها هذا المقاضاة سيما وأن الأرضية القانونية تتوفر لمحاكمتها وعلينا ألا ننسى أن لفيفاً من المحامين قد طالبوا بهذا؟
وفي النهاية سؤال بريء الى اين كان الوفد متجه؟ وهل ذهبوا مثلاً لتناول المرطبات على ضفة الفرات؟