غزة..حكاية نصر من رحم الألم
غزة…….. تلك البقعة الصغيرة على خارطة العالم، تقف الحكايات شاهدة على صمود شعب يواجه المستحيل. هنا، حيث يعانق البحر السماء، وحيث يمتزج صوت الأذان بأصوات القصف، وُلدت ملحمة خالدة. لم تكن هذه الحكاية مجرد فصول من الألم والمعاناة، بل كانت رواية ممهورة بالصبر والإيمان. في كل زاوية من شوارع غزة، تجد قصةً تُروى بلغة الدموع والابتسامات المكابرة، كل جدار مهدّم يحمل بصمات شعب قرر أن يبقى رغم كل شيء.
كانت الحياة في غزة خلال تلك الأشهر الخمسة عشر أشبه بمسرحية مأساوية، بطلها شعب اختار البطولة في وجه القهر. في النهار، تجد الأطفال يلعبون وسط الأنقاض، وفي الليل، تسمع أصوات الأمهات يُصلّين بصوت مرتجف أن يحمي الله أبناءهن. وبين هذا وذاك، ظل النبض الفلسطيني حياً، يتحدى من أرادوا أن يطفئوا نوره. هذه ليست مجرد مدينة، بل هي رمز للمقاومة، وصورة عن الإنسانية حين تصارع لأجل كرامتها.
لم تكن معاناة أهل غزة مجرد أرقام وإحصاءات عن شهداء وجرحى ومهجرين. كانت قصة إنسانية ملهمة تعبر عن قدرة الإنسان على الصمود أمام الظروف المستحيلة. الحصار الخانق ونقص الغذاء والماء والدواء، إلى جانب دمار البنية التحتية، لم يكسر إرادة الغزيين. بل جعلهم أكثر إصراراً على الحياة.
رغم كل ذلك، أظهر أهل غزة أن الصبر ليس ضعفاً، بل هو أحد أعظم أشكال المقاومة. وقفوا شامخين، متحدين كل الصعوبات، حاملين رسائل الأمل والإيمان بأن النصر قريب.
على مدار 15 شهراً، تجلت شجاعة فصائل المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم. لم تكن المقاومة مجرد أداة للرد على العدوان، بل كانت رمزًا للوحدة والتخطيط والإبداع.
عملياتها النوعية، ورسائلها الصاروخية التي وصلت إلى عمق الكيان الإسرائيلي، أثبتت أن الاحتلال، مهما بلغ جبروته، لا يستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطيني. كانت المقاومة صوت المظلومين وسلاح الضعفاء الذين واجهوا أقوى جيوش العالم بإيمانهم وعدالة قضيتهم.
هدنة.. ولكن بحذر
جاءت الهدنة بعد 15 شهراً من الصراع، لتكون بمثابة استراحة محارب وفرصة لترتيب الأوراق. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار كان إنجازاً كبيراً، إلا أنه يحمل في طياته تحديات كثيرة.
فالعدو الإسرائيلي معروف بنقض العهود، واستغلال الهدن لترتيب صفوفه. لذلك، فإن يقظة المقاومة واستعدادها الدائم يبقيان الضامن الحقيقي لاستمرار تحقيق المكاسب.

رسائل من القلب
- إلى أهل غزة: أنتم أيقونة الصمود في وجه الظلم. صبركم وثباتكم هما مصدر إلهام لكل أحرار العالم.
- إلى المقاومة الفلسطينية: استمروا في تطوير قدراتكم وتعزيز وحدتكم. فالمعركة لم تنتهِ، والعدو يتربص بكم.
- إلى الأمة الإسلامية: دوركم أكبر من مجرد التعاطف. عليكم تقديم الدعم بكل أشكاله للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني.
دروس للمستقبل
- تعزيز الحاضنة الشعبية: دعم الشعب هو أساس قوة المقاومة. لا بد من العمل على توفير احتياجات المواطنين.
- الاستعداد لما بعد الهدنة: كونوا على أهبة الاستعداد دائماً، فالعدو قد يحاول الغدر في أي لحظة.
- بناء تحالفات حقيقية: استثمروا الانتصارات في كسب التأييد الدولي لقضية فلسطين، وكشف جرائم الاحتلال أمام العالم.
غزة اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل رمز للصمود والإرادة في زمن الانكسار. انتصارها هو درس لكل من يناضل من أجل الحرية والكرامة. ورغم الألم والمعاناة، يبقى الأمل مشعًا في قلوب الفلسطينيين بأن المستقبل يحمل لهم فجراً جديداً.
سلام على غزة وأهلها ومقاومتها. سلام على كل من يحمل شعلة الحرية في زمن الظلم. وما النصر إلا صبر ساعة، وغزة أثبتت أن الصبر طريق المجد.
احسنت ، بارك الله فيك، ستبقى غزة بصمودها ومقاومتها ايقونة لكل الشعوب المظلومة في العالم والتي تتوق للحرية وطرد المحتلين مهما كانت التضحيات.
يسلم لسانك وقلمك عميد عبدالله الاسعد وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
عزة العزة صمدت ..نتمى الامان والسلامة للشعب الفلسطيني