في تطور نوعي يعكس صمود الثورة السورية وشجاعة مقاتليها، تمكنت فصائل المعارضة، ضمن غرفة عمليات “ردع العدوان“، من تحرير مدينة حماة بالكامل من قبضة النظام السوري. هذا الانتصار التاريخي يعد محطة فارقة في مسيرة الثورة، ويؤكد قدرة الشعب السوري على تحقيق أهدافه في وجه الطغيان.
بعد معارك شرسة استمرت لأسابيع، أعلنت إدارة العمليات العسكرية سيطرتها الكاملة على مدينة حماة. وبدأت الفصائل بترسيخ وجودها في أحياء المدينة الرئيسية، مثل الأربعين والصواعق، مع إحكام قبضتها على مواقع استراتيجية، أبرزها “اللواء 66” شرقي المدينة.
المقدم حسن عبد الغني، القيادي في إدارة العمليات العسكرية، أوضح أن العمليات النوعية التي نفذتها قوات “العصائب الحمراء” شمال حماة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر النظام وتدمير خطوط دفاعه الرئيسية.
لم تقتصر الإنجازات على المدينة فقط، بل امتدت إلى ريف حماة، حيث سيطرت الفصائل على عشرات المواقع والقرى الاستراتيجية، منها جبل كفراع ومستودعات خطاب ومدرسة المجنزرات. كما تمكنت من تحرير بلدات عديدة شرقي وغربي المدينة، مما يعزز موقعها في المشهد العسكري والسياسي.
فصائل المعارضة استخدمت تكتيكات متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة “شاهين”، التي استهدفت مواقع قوات النظام بدقة، وأسفرت عن مقتل عدد من الضباط البارزين.
تحرير المعتقلين في سجن حماة المركزي
في خطوة إنسانية تحمل رمزية كبيرة، أعلنت الفصائل فكّ قيد مئات المعتقلين من داخل سجن حماة المركزي، بينهم مدنيون وناشطون اعتقلهم النظام على مدى سنوات. مشاهد خروج المعتقلين وسط استقبال شعبي واسع تعكس إنسانية الثورة وسعيها لتحقيق العدالة والحرية لجميع السوريين.
في ظل الزخم المتزايد للثورة، تتجه الأنظار نحو مدينة سلمية، ثاني أكبر مدن محافظة حماة. مصادر محلية أكدت أن فصائل المعارضة باتت على مشارف المدينة، وسط استعدادات عسكرية مكثفة لتحقيق انتصار جديد يعزز مسيرة التحرير.
تحرير حماة يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الثورة السورية بإسقاط النظام وبناء دولة مدنية حرة وديمقراطية. هذه الانتصارات المتلاحقة تثبت أن الشعب السوري، رغم كل الصعوبات، لن يتراجع عن حقه في الحرية والكرامة.
الثورة السورية تدخل مرحلة جديدة من التحديات والفرص، حيث يقف الشعب موحداً خلف فصائل المعارضة لاستكمال مسيرة التحرير وإعادة بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه. تحرير حماة ليس نهاية الطريق، بل بداية لمرحلة جديدة من الانتصارات التي ستعيد لسوريا مجدها وحريتها.