لا تزال الأوضاع الإنسانية في شمال غرب سوريا تتدهور، مع استمرار القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام السوري وحلفاؤه الروس. وفي أحدث حلقات هذا التصعيد، قُتلت طفلة اليوم الأربعاء، وأصيب عدد من الطلاب والمعلمين، في هجمات استهدفت قرى ومدناً في ريف إدلب وحلب.
أفاد مراسلون ميدانيون بأن قصفاً صاروخياً ومدفعياً مكثفاً استهدف قرية معربليت في جبل الأربعين جنوب إدلب، ما أسفر عن مقتل طفلة بريئة في الهجوم. وفي ريف جرابلس شمال شرق حلب، سقطت صواريخ مصدرها مناطق سيطرة مشتركة بين قوات النظام و”قوات سوريا الديمقراطية قسد” على مدرسة ومستوصف في قرية المحسنلي، مما أدى إلى إصابة 6 مدنيين، بينهم 4 طلاب ومعلمهم وامرأة.
بالتزامن مع القصف الأرضي، شنّت الطائرات الحربية الروسية خمس غارات جوية استهدفت محور الكبينة في ريف اللاذقية، وغارات أخرى طالت مناطق غرب إدلب، مثل حرش بسنقول وحرش جوزف، بالإضافة إلى محيط بلدة البارة في جبل الزاوية. ويأتي هذا التصعيد في إطار هجمات مستمرة على مناطق شمال غرب سوريا.
نزوح جماعي جديد
لا يقتصر القصف على الخسائر البشرية فقط، إذ تسببت الهجمات في تدمير الممتلكات والبنية التحتية، واستهدف القصف الروسي في وقت سابق محطة كهرباء الكيلاني بريف دركوش غربي إدلب، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه عن عشرات القرى والبلدات في المنطقة. كما تم تسجيل نزوح جماعي لسكان المناطق الحدودية مع سيطرة النظام السوري.
أعرب مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، عن قلقه البالغ من تأثير هذا التصعيد المستمر على حياة ما يقارب 5 ملايين مدني في المنطقة، محذراً من أزمة إنسانية قد تتفاقم إذا استمرت الهجمات دون تدخل دولي. وأشار إلى أن عمليات القصف التي تنفذها قوات النظام وروسيا تُعد “ممنهجة” وتستهدف مناطق سكنية ومدارس، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، خاصة الأطفال.
إحصائيات القصف منذ بداية العام
وفقاً لتقارير الدفاع المدني، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 698 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر الماضي. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 66 مدنياً، بينهم 18 طفلاً و8 نساء، إضافة إلى إصابة 272 مدنياً آخرين، بينهم 110 أطفال و34 امرأة. وتظهر هذه الإحصائيات حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في شمال غرب سوريا.
خاتمة
يواصل القصف العشوائي على شمال سوريا إثارة الرعب في صفوف المدنيين، خاصة مع استمرار استهداف المدارس والمستشفيات، في مشهد يختصر حجم المأساة التي تعيشها هذه المنطقة منذ أكثر من 13 عاماً على اندلاع الحرب. وعلى الرغم من المناشدات المتكررة للمجتمع الدولي، لا يزال الوضع الإنساني في تفاقم مستمر، وسط غياب حلول سياسية قريبة تنهي معاناة ملايين السوريين.