بعد تراجع التأثير العسكري للمعارضة السورية والذي تجسد بخسارة مساحات واسعة من مناطق سيطرة المعارضة نتيجة التدخل الروسي والتوازنات الدولية التي فرضت مساراً جديداً للأعمال العسكرية لصالح السلطة المجرمة في سوريا.
وتكبيل المعارضة بتفاهمات واتفاقات دولية كسوتشي وأسيتانا ومخرجاتهما.
ومع التحولات الإقليمية الأخيرة في صراع الإيدلوجيات والذي يتجلى بتحجيم دور إيران إقليمياً واجتثاث أذرعها العسكرية بالمنطقة.
قد يلجأ النظام المجرم ومن خلفه إيران لخلط الأوراق ونقل المعركة للشمال السوري لتظهير المعارضة السورية بأنها تشارك العدو (الصهيوني) في حربه ضد إيران وأذرعها.
فقد بات من الضرورة بمكان أن تستثمر المعارضة السورية هذه التحولات لصالحها عسكرياً وسياسياً وتستعد لأي تحولات واكتساب أوراق ضغط جديدة تمكنها من تسريع عملية الانتقال السياسي وصولاً للتغيير الجذري المنشود في سوريا
فما هو المطلوب من الثوار بشكل أساسي والمعارضة السياسية بشكل عام
أولاً: تحرك سياسي فعال للمعارضة السورية لكسب تأييد دولي لعمل عسكري مفتوح ومحاولة تأمين غطاء جوي لهذا التحرك بفرض حظر جوي فوق الشمال السوري لحماية المدنيين عند نشوب أي عمل عسكري ومحاولة الحصول على دعم عسكري إن أمكن.
ثانياً: توحد الفصائل العسكرية كافة في غرفة عمليات موحدة تغطي محاور القتال كافة وتضع الخطط العسكرية بتنوعها الهجومي والدفاعي وإعلان النفير العام
ثالثاً: تنظيم وتأطير المجتمع المدني ليقوم بدوره الفاعل بدعم أي عمل عسكري واستثمار كل الطاقات المتوفرة وبالمجالات كافة خدمية وصحية وإعلامية. ومنع تجار الأزمات من استغلال المتغيرات لمصالحهم الضيقة كاحتكار المواد ورفع الأسعار.
رابعاً: تنظيم وتأطير الإعلام الثوري وتوجيهه الوجهة الصحيحة لمنع العدو من استغلال ما ينشر بصفحاتنا من معلومات وتحليلات لصالحه.
خامساً: الاستثمار السياسي الممتاز لأي مكاسب عسكرية قد تتحقق باعتبار المكاسب السياسية هي بمثابة قطف ثمار تلك التضحيات فمهما عظمت التضحيات وازدادت المكاسب العسكرية وبدون تحقيق مكاسب سياسية فهذا يعطي نتيجة صفرية سياسياً.
ختاماً
إن الثورة السورية المباركة والمعارضة السورية أمام امتحان كبير.
فإما أن تحسن استثمار تلك المتغيرات وتقترب من تحقيق أهدافها.
وإما سنمنح النظام المجرم وأعوانه فرصة جديدة للملمة أوراقهم وتنظيم صفوفهم والانقضاض علينا من جديد ليطيلوا أمد بقائهم ويزيدوا معانات السوريين أعواماً أخرى.