ما من نهاية لهذا الصراع الدامي فوق هذه البقعة الجغرافية الأكثر سخونة على وجه الأرض، وما من حدود تتوقف عندها شراهة قمع الإرادات والإكراه والهيمنة لدى أنظمتها وسلطاتها المجرمة وهم الأكثر مراهنة ومساومة على دماء شعوبها..
إن تعاظم الإبتلاء الذي حل على شعوب المنطقة بأسرها لا يعزى لإختلاف معتقداتهم وثقافاتهم أو حتى تمسكهم بقناعاتهم السياسية البنيوية كما يجزم البعض مخطئ و ليس بمصيب ، بقدر ما تحولت هذه الإيديولوجيات ذات المرتكزات الواقعية و المعيارية لأدوات يسهل اللعب عليها و شيطنتها ومن ثم تأويلها وتحريفها وتوظيفها كوباء مسموم يفتك بنسيج الأمة ويمزقها خدمة لمشاريع تدميرية تمهد لتحقيق مآرب و غايات و أطماع للإمبراطورية الفارسية ضاربة بالقدم و التي تدعي الوصاية المزعومة و حق الرقبة..
كم يلزمنا من تعاقب فصول التجارب الكارثية والمدمرة التي أتت على سلامة تعايشنا وهدمت دعائم و مقومات وجودنا حتى نبصر جيدا في حجم و إتساع الإنقسامات التي أحدثها محترفي ركوب الموج العاتي وعمل عليها مريدي و سدنة الباطل، حيث جعلوا من إسقاط الحلول و المبادرات و المشاريع الوطنية والإساءة للرموز والقادات الوطنية هدفا مشروعا يخدم تثبيت حكم البعث ويعجل بوأد أي إنفراجة تولد حية …… ولكم الحكم
ولابد للقيد ان ينجلي ولابد للصبح ان ينبثق