فيم العجب لو أُصِبنا مرغمين بشيء من اليأس والملل … إذا ما تيقنا من المصير الضبابي لجملة من القرارات والمبادرات الدولية والأممية الخاصة بسوريا حيث طالتها حمى اختلاف المقاييس والمعايير وامتدت نحوها أذرع تلك الدول المتنازعة على سلخ فراء رؤوسنا، وكأني بها تلقي من جديد بحزمة من مخزون الفساد الاحتياطي لديها فتوقع هذه القرارات بشرك عدوى الخمول و المماطلة والتأجيل والتعديل بغية تحييدها والالتفاف عليها وبعثرة مضامينها . لنعترف بحقيقة ضعف وركاكة توافقاتنا والتي وصفت بالهلامية بمعظم مراحلها و هذا خير فضح قد يأتي بالملامة علينا قبل أن نلوم بالضرورة و تباعا مؤسسات المجتمع الدولي ومن هم بحكمهم وسوف لن نبلغ التغيير ما دمنا لا نتقن لعبة تبادل المصالح مع الدول صاحبة القرار بالرغم من قناعة تلك الأنظمة من عدالة قضيتنا إلا أننا لن نرضى بموقع منح التنازلات مجانا ولن نساوم على حرية و سلامة و مستقبل أبنائنا، لذلك علينا أن نعمل أولا على استبعاد سطوة أنظمة الدول المهيمنة على القرار السوري بدءا من روسيا وايران اللتان تمكنتا من هدم و إفشال أي مشروع دولي للحل.
و لنعد طرق ذاكرة كل مهتم بالشأن السوري ونستعرض سويا تفاصيل أكبر مؤامرة دولية برعاية روسية لنسف القرارات الأممية نهاية بالقرار رقم 2254 بغية اخراجهم مجتمعين عن مساراتهم عبر تعطيل عربة الحل السوري و ما تضمنته من مكتسبات نشيئة و انفراجات تسرع الحل السياسي وتعزز احتمالات حدوث الانفراجات الإنسانية ولكنها بالمقابل وحسب قناعاتها فإنها تحدث خلل بنواة المنظومة العنفية الحاكمة واصبح لزوم الإيقاع بها بمصيدة شديدة التعقيد وضيقة المخارج كمؤتمر سوتشي التي زجت بها لتفقد بوصلتها و تتخبط بتحديد توجهاتها و لتستقر في قيعان سلال أسيتانا وتشعباتها إلى مالا نهاية.
و قد يتسائل البعض عن تغييب الدور و عظم المسؤولية المنوطة بمجلس الأمن والتي تعنى أولا باحترام وحماية قراراته الصادرة عنه بقصد حفظ هيبة ومكانة القانون الدولي وصون السلم والأمن الدوليين وهو من يتحمل و بالدرجة الأولى المسؤولية الرئيسية عن التردد و التأجيل كون لديه من الوسائل والإمكانات القوية و يستند لمرجعية تتمثل بأصوات 15 عضوا، وكل عضو يملك صوت اوحد عملا بنصوص و مواثيق الهيئة العامة للأمم المتحدة حيث تلتزم جميع الدول الأعضاء بالامتثال لكافة تفاصيل قرارات المجلس دون زيادة أو نقصان مم يخوله لأن يصبح من حقه أن يأخذ بزمام المبادرة في إقرار وجود تهديد لسلامة وأمن شعب بل و أمة مهددة بالفناء نتيجة ما يمارس بحقها من قتل وتهجير ونشر للعنف والفقر.
ولعلنا نصيب شيء من التفاؤل إذا ما نظرنا لحجم الثبات و الإصرار لدى الأكثرية من شعبنا السوري، فما من ثورة عظيمة محقة إلا وكان النصر حليفها ولو بعد حين.
شكرا لمنبركم الكريم و تحية للجهود والمساعي المضنية التي تبذلونها لأجل وحدة شرفاء الوطن والنهوض من جديد لتحقيق الحرية و العدالة والحياة الأفضل لشعبنا .