مي سكاف، التي رحلت في صيف 2018، تظل واحدة من أبرز الأيقونات الثورية السورية التي لم يهدأ شغفها بالحرية حتى آخر لحظة من حياتها. على الرغم من أن جثمانها لم يرجع إلى سوريا، إلا أن روحها الثورية لا تزال تسكن قلوب الكثيرين ممن ألهمتهم شجاعتها وإصرارها على النضال.
عاشت مي سكاف في المنفى، بعيداً عن الوطن الذي أحبته ودافعت عنه بشراسة. بعد مغادرتها سوريا في عام 2013، استقرت في فرنسا، حيث واجهت الغربة بحلمها الكبير بسوريا حرة. كانت تواصل نشاطها من خلال الفعاليات الثقافية والسياسية التي تعبر عن تطلعات الشعب السوري للحرية والديمقراطية.
بعد وفاتها المفاجئة، وُري جثمانها الثرى في مقبرة فرنسية بمدينة دوردان. لُفّ نعشها بعلم الثورة السورية، في لفتة تؤكد ارتباطها الدائم بالقضية التي ناضلت من أجلها. رغم أن التراب الفرنسي يحتضن رفاة مي سكاف، إلا أن حلمها بسوريا الديمقراطية يظل حياً.
مي سكاف رمزاً للحرية
أصبحت “مي سكاف” رمزاً للحرية لكل من يناضل ضد الظلم والديكتاتورية. لم تكن ممثلة عادية، بل كانت صوتاً جريئاً يطالب بالحق والعدالة. صورتها التي رسمتها لسوريا الحرة بعد إسقاط النظام، تظل حاضرة في مخيلة السوريين، ملهمة للأجيال القادمة.
ترك رحيل مي سكاف فراغاً في الساحة الفنية والنضالية، إلا أن إرثها لا يزال يضيء درب كل من يحلم بسوريا جديدة. دفنت مي سكاف في فرنسا، لكنها ستظل في قلب كل سوري يناضل من أجل الحرية والكرامة. حلمها بسوريا التي لا تحكمها عائلة واحدة وحزب وحيد يظل حافزًا للنضال المستمر.
ذكراها تبقى رمزاً للحرية والإصرار، وتذكيراً بأن النضال من أجل الحق لا يعرف حدوداً جغرافية أو زمنية. مي سكاف، الفنانة الثائرة، تبقى حاضرة في ذاكرة كل من يسعى لتحقيق الحلم السوري بالحرية.