أشعلت حادثة مجدل شمس التوترات في منطقة الشرق الأوسط مجدداً، بعد مقتل 12 شخصاً وإصابة 30 آخرين في سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مجدل شمس في الجولان المحتل. تسببت هذه الحادثة في تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة لتحقيق دولي في الواقعة.
أعلنت إسرائيل أن الصاروخ الذي سقط على مجدل شمس أطلق من الأراضي اللبنانية، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح 30 آخرين، من بينهم 7 في حالة حرجة. وتعتبر هذه الحادثة الأحدث في سلسلة هجمات استهدفت الجولان المحتل، حيث تعرضت المنطقة لصواريخ وطائرات مسيرة عدة مرات في السابق.
اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن الهجوم، مشيرة إلى أن الصاروخ كان من صنع إيراني، وأن علي محمد يحيى، القائد الميداني في حزب الله، أشرف على إطلاقه. في المقابل، نقلت تقارير عن مسؤول أميركي تأكيد حزب الله للأمم المتحدة بأن الحادثة كانت نتيجة سقوط صاروخ اعتراضي إسرائيلي.
وسط تضارب الروايات، دعا جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيق دولي لتحديد المسؤولين عن الحادث. وأكد على أهمية ضبط النفس من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على تهدئة الأوضاع.
أعربت إدارة الرئيس جو بايدن عن قلقها من أن تتسبب هذه الحادثة في إشعال حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. ونددت واشنطن بالهجوم الصاروخي، معتبرةً أنه يشكل تهديداً للاستقرار في المنطقة. وصرح المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي بأن الولايات المتحدة تتابع التطورات عن كثب وتعمل مع حلفائها للحد من التصعيد.
التصريحات بعد قصف مجدل شمس
شهدت حادثة قصف مجدل شمس سلسلة من التصريحات التي تعكس تعقيد الوضع والتوتر المتزايد في المنطقة. فيما يلي أبرز التصريحات التي صدرت عقب الهجوم:
- إيهود باراك، عبر هيئة البث الإسرائيلية: دعا إلى رد إسرائيلي موجع على حزب الله، دون الانجرار إلى حرب شاملة.
- الخارجية الإيرانية: طالبت واشنطن بمنع “الكيان الصهيوني” من إشعال أزمات جديدة، وحذرت من أي مغامرات تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس.
- إذاعة الجيش الإسرائيلي: كشفت أن تحقيقاً أولياً أظهر عدم إطلاق صواريخ اعتراضية تجاه الصاروخ الذي سقط في مجدل شمس.
- الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب: صرّح بأن حزب الله لم يكن ليهاجم إسرائيل لو كان رئيساً لأميركا.
- البيت الأبيض: أكد مجدداً دعمه الحازم لإسرائيل بعد القصف الصاروخي على الجولان.
- رئيس مجلس النواب الأميركي: شدد على وقوف الكونغرس إلى جانب إسرائيل في دفاعها عن أراضيها وشعبها.
- الجيش الإسرائيلي: أكد أن المسؤول عن إطلاق الصاروخ هو القائد الميداني في حزب الله، علي محمد يحيى، وأن الصاروخ إيراني الصنع.
- مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: دعا إلى تحقيق دولي في الحادث، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
- وليد جنبلاط: حذر من محاولات “العدو الإسرائيلي” إشعال الفتن وتفتيت المنطقة، مؤكداً رفضه لاستهداف المدنيين.
- الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف: عبر عن الحزن والغضب من المجزرة بحق أطفال مجدل شمس، ودعا إلى تحكيم العقل وتجنب الانجرار وراء الإشاعات.
- موفق طريف: أكد على أهمية القانون والسيادة في إسرائيل، محملاً الدولة مسؤولية الحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين.
ماهي مجدل شمس
- الهوية السورية: يحتفظ 85% من سكان مجدل شمس بهويتهم السورية، رغم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967.
- التركيبة السكانية: تعتبر مجدل شمس أكبر قرية درزية في الجولان، ويبلغ عدد سكانها حوالي 11,458 نسمة، معظمهم من الطائفة الدرزية.
- القرى الأخرى: إلى جانب مجدل شمس، هناك ثلاث قرى درزية أخرى في الجولان المحتل، هي: عين قينيا، ومسعدة، وبقعاثا.
الموقف من الثورة السورية: تعقيدات الهوية والانقسام في الجولان المحتل
يعكس الموقف المتباين لسكان الجولان المحتل من الثورة السورية تعقيدات الهوية والانتماء والتحديات السياسية والاجتماعية التي يعيشونها تحت الاحتلال الإسرائيلي. في حين أبدى بعض السكان تأييدهم الكامل للنظام السوري، شهدت قرى مثل مجدل شمس مظاهرات تضامنية مع الثورة السورية.
تأييد النظام السوري
يؤيد بعض سكان الجولان النظام السوري، معتبرين أنه الضامن للاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا في مواجهة التدخلات الخارجية. بالنسبة لهؤلاء، يمثل النظام حصنًا ضد التفكك والفوضى التي قد تنجم عن الصراعات الداخلية.
دعم الثورة السورية
على النقيض، يرى مناصرو الثورة السورية أن الثورة كشفت موقف النظام المتخاذل تجاه الجولان وإسرائيل. يعتبرون أن نضال السوريين مشابه لموقف سكان الجولان المحتل في رفض سياسات طمس الهوية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.
التغيرات بعد انتفاضة السويداء
أن نسبة المؤيدين للنظام السوري تراجعت عقب اندلاع انتفاضة السويداء. يعكس هذا التحول تزايد السخط الشعبي إزاء سياسات النظام وتعامله مع الأوضاع الداخلية في سوريا.