الف مبروك لأهلنا الاحرار في السويداء على انجاز خطوة حاسمة في مسيرتهم الثورية وهي انتخاب هيئة سياسية تقود العمل الشعبي والثوري. لقد استفادت السويداء من تجربة الثورة السورية التي اجهضت الى حد كبير بسبب غياب قيادة ثورية وطنية مستقلة. تمنياتنا بالنجاح والثبات على المبدأ والعمل بروح جماعية وشفافة واتباع الأساليب الديمقراطية واحترا م الرأي الاخر. تحية لأحرار الجبل وخاصة العنصر النسائي الحرائر الذين لا يقل دورهم عن دور الرجال في السويداء
التفاصيل..
في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في محافظة السويداء، أعلنت الهيئة العامة الممثلة للحراك الشعبي يوم 25 تموز عن تشكيل لجنة سياسية جديدة. تتألف هذه اللجنة من 11 عضواً، بينهم أربع نساء، جرى انتخابهم بالاقتراع المباشر والعلني أمام كاميرات شبكات الإعلام المحلية، في خطوة تعكس الشفافية والديمقراطية.
شملت الهيئة الانتخابية 47 ممثلاً لنقاط الحراك، بالإضافة إلى 14 منسقاً. وقد أعلنت هذه الهيئة قبل أسبوع عن استقبال طلبات الترشيح لعضوية اللجنة السياسية، مشددة على أهمية تقديم المرشح بصفته الشخصية بعيداً عن أي اعتبارات تتعلق بالمكونات أو التيارات السياسية.
ولاقت هذه العملية الانتخابية إقبالاً واسعاً من متصدري المشهد السياسي في الحراك الشعبي، كما حظيت برضى عام من المواطنين الذين اعتبروها خطوة متقدمة في الحراك الذي يستمر منذ قرابة العام، ويُعتبر هذا التصويت أول عملية انتخابية ديمقراطية في تاريخ السويداء الحديث.
حتى الآن، لم تحدد المهام الموكلة للجنة السياسية بشكل نهائي. وأفاد أحد الأعضاء المنتخبين بأنهم بصدد تشكيل لجان قانونية وإعلامية وتنظيمية، لوضع برنامج عمل يسير ضمن المبادئ والأهداف الأساسية التي رسمها الحراك الشعبي. ويشمل ذلك الحفاظ على سلمية الحراك وتطويره ليشمل فئات أوسع من الشعب.
كما يتوقع أن تتضمن المهام المستقبلية التنسيق مع جميع القوى الوطنية داخل سوريا وخارجها، بهدف توحيد الجهود لتحقيق الانتقال السياسي المنصوص عليه في القرار الدولي 2254. وأكد غالبية الأعضاء المنتخبين أن المهام كبيرة وواسعة، وهم يعملون على وضع الخطط والمسارات المناسبة، في انتظار التشكيلات الأخرى لتكامل الجهود.
عبر احرار ساحة الكرامة عن تفاؤلهم بهذه الخطوة، معتبرين أن الانتخابات التي جرت هي الخطوة الأولى الصحيحة نحو تثبيت الحراك السلمي وتنظيمه وترتيب الصفوف لمواجهة التحديات المقبلة. هذه الخطوة تُعزز من صمود الحراك في وجه محاولات السلطة الأمنية لإجهاض الانتفاضة.
الخاتمة:
تعد انتخابات اللجنة السياسية في السويداء خطوة مهمة نحو تنظيم وتعزيز المسار الديمقراطي والسلمي للحراك الشعبي في المحافظة. تعكس هذه الخطوة نضج الحراك وقدرته على تنظيم صفوفه وتوحيد أهدافه في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مع استمرار الجهود لتطوير الهيكل التنظيمي ووضع خطط عمل فعالة، يأمل المواطنون أن تثمر هذه الجهود في تحقيق تغيير حقيقي ومستدام يسهم في مستقبل أفضل للسويداء وسوريا بشكل عام.
