أطلق صحفيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان حملة مناصرة للمعتقلين السوريين في لبنان، لتسليط الضوء على معاناتهم ومنع تسليمهم لنظام الأسد. بدأت الحملة مطلع شهر مايو الجاري تحت اسم “أنقذوا المعتقلين السوريين في لبنان“، وهي مستمرة حتى تحقيق أهدافها.
صرحت الصحفية عائشة صبري، أحد القائمين على الحملة، بأن السبب وراء هذه المبادرة هو الخطر الكبير الذي يهدد حياة المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وخاصة المتهمين بتهم “سياسية وإرهاب وانتماء لعصابات مسلحة”. وأضافت صبري أن الخوف الأكبر يكمن في تسليمهم لنظام الأسد، حيث سبق أن ناقشت الحكومة اللبنانية موضوع تسليم الموقوفين والمحكومين لنظام الأسد، مما زاد من مخاوف السجناء ودفع البعض لمحاولات الانتحار، كان آخرها تسليم معتقل سوري سياسي للنظام بعد محاولة انتحار جماعية في سجن رومية في بيروت.
ازدادت مخاوف ترحيل السجناء إلى سورية بعد اتصال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيس وزراء النظام حسين عرنوس في 23 أبريل الماضي، حيث اتفقا على أن يتولى الأمن العام اللبناني التنسيق مع نظام الأسد بغية بحث مضامين تطورات ملفي اللجوء والمسجونين السوريين. وفي منتصف مايو، أوعز مجلس النواب اللبناني للجهات الرسمية المختصة بتنفيذ “الإجراءات القانونية اللازمة لتسليم السجناء السوريين إلى نظام الأسد، وفق القوانين”، دون توضيح طبيعة الجرائم المتهمين بها والتي تستدعي ترحيلهم.
تهدف الحملة إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وصولاً إلى المنظمات الدولية والدول المعنية بحقوق الإنسان. تتضمن الحملة معلومات وصوراً وتسجيلات مصورة تتحدث عن واقع السجناء السوريين في لبنان، وخاصة في سجن رومية الذي يعاني المعتقلون فيه من ظروف مزرية تتجلى في الازدحام الكبير والنقص في المواد الغذائية.
تشمل الحملة منشورات مرفقة بوسم #BeTheirVoice – #أنقذوا_المعتقلين_السوريين_في_لبنان، وحوارات عبر مساحات منصة “إكس” يتم خلالها استضافة شخصيات معنية بالسجناء السوريين في لبنان. كما أصدر القائمون على الحملة بيان إدانة لتسليم المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي في سجن رومية إلى نظام الأسد، ودعوا للتوقيع على موقع آفاز تحت عنوان “أنقذوا المعتقلين السياسيين السوريين في لبنان”.
وجه المعتقلون السياسيون من السوريين في سجن رومية مناشدة إنسانية، قالوا فيها: “نناشد كل أصحاب الضمائر الحية للعمل على إنهاء محنتنا بكل الطرق الممكنة لرفع الظلم عنا ولإيقاف الابتزاز السياسي اللاأخلاقي القائم على التهديد بتسليمنا لنظام الأسد ما يعني الموت المحتم، ونحن نقول: إن الموت أرحم لنا من أن يتم تسليمنا لنظام الأسد”.
وأضافوا: “كل حملة تنطلق نشم فيها ريحة الحرية.. كل صوت ينادي بمظلوميتنا هذا صوتنا.. محكومياتنا تتراوح ما بين المؤبد والإعدام والسجن من 10 إلى 20 سنة بينما هناك سجناء غير محكومين، حلمنا لقاء أهلنا”.
مطالب المعتقلين
يطالب المعتقلون السوريون في لبنان بعدة مطالب، أبرزها:
- توفير الحماية الدولية من خلال الضغط لتطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لمنع تعريضهم للخطر.
- السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارتهم في السجون اللبنانية التي تعاني من ظروف مأساوية لا تصلح للعيش الإنساني ما أدى لانتشار الكثير من الأمراض بين المعتقلين.
- الوقوف على ملفاتهم القضائية والنظر فيها من قبل المنظمات نظراً للظلم الواقع عليهم، حيث أن الاتهامات الموجهة لهم في مجملها غير صحيحة وأخذت اعترافات منهم تحت الضغط والتعذيب.
- مطالبة الائتلاف الوطني السوري والمنظمات الحقوقية السورية واللبنانية ببذل كل ما بوسعهم للفت الانتباه لقضية المعتقلين السياسيين في السجون اللبنانية.
- نقلهم إلى الشمال السوري أو أي مكان آخر.
يعاني المعتقلون وأسرهم من ظروف إنسانية ومضايقات وضغوط كبيرة، أصعبها التهديد المستمر بتسليمهم للنظام، مما يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليهم. تعد هذه الحملة نداءً إنسانياً عاجلاً لإنقاذ المعتقلين السوريين في لبنان من مصيرهم المحتوم وإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي لإنهاء معاناتهم.