لونا الشبل مجرد بيدق سقط بلا أسف
لم يكن ينقص لونا الشبل شيئاً لتتقدم في مهنتها كمذيعة تلفزيونية في مجال الاعلام. كان بإمكانها اختيار محطات أقرب لما تؤمن به سياسياً أو مهنياً، لكنها اختارت طريقًا مختلفًا تماماً، واتجهت نحو أن تكون جزءاً من آلة الموت، بدلاً من مجرد شاهد عليها.
في لحظات التحولات الكبيرة، قد تكون الخيارات مجرد تقدير خاطئ أو قفزة في المجهول. ولكن مع مرور الوقت والانغماس في جماعة تستحل الدم وتستبيح الأعراض وتمارس كل الرذائل، يتحول هذا الاختيار إلى فضيحة شخصية. هنا، لا يصبح الفرد مجرد مغامر أو طامع بفرصة، بل يتحول إلى شرير آخر يجد مكانه الطبيعي ضمن دائرة الاستبداد والفساد.
لونا الشبل وجدت ملاذها الشخصي والنفسي وسط هذا العفن. ليست وحدها في ذلك، فكثيرون غيرها في سوريا وفي أماكن أخرى، تاقت أنفسهم ليكونوا جزءاً من ميليشيا أو مافيا أو عصابة شوارع، أو سلطة مستبدة، أو شبكة فساد. هذا كان دائماً أمراً متوقعاً، فالشر دائماً يجد جنوده المخلصين الذين يخلصون له طالما هناك بؤس وظلم في العالم.
لكن، هل كانت لونا تصلح للدور الذي قامت به في نظام دمشق؟ نتحدث هنا عن سيدة متعلمة، لم تفتها الشهرة، نشأت في عائلة متوسطة، ومظهرها الناعم وأسلوبها الإعلامي في الدفاع عن قضايا الشعوب المقهورة أيام عملها في “الجزيرة” لا يوحي بأنها يمكن أن تتحول إلى ترس في آلة قتل ضخمة. ومع ذلك، قامت لونا بهذا الدور على أكمل وجه، بل أنها كانت المسؤولة الأولى في النظام عن تجميل القبح وتبرير الجريمة وبناء جدار الأكاذيب وتشويه صورة الشعب السوري العظيم.
لونا الشبل لم تكن مخدوعة بشعارات النظام، بل كانت هي من صنعت الخديعة أو شاركت فيها على الأقل. لا يشترط أن تكون النساء ضحايا للعنف أو ذوات عواطف جياشة تمنعهن من المشاركة في جرائم القتل الجماعي أو تعذيب الناس في السجون المظلمة. هناك نساء يقمن بأدوار مدمرة وشيطانية كحال الرجال من هذا الصنف، لكنهن على الأغلب لا يقمن بالأدوار التنفيذية للقتل والاغتصاب.
هذا الدور كان خياراً، وكانت لونا الشبل قادرة على الهرب منه لو كانت تمتلك بصيرة حق أو شعوراً بالتعاطف مع مئات الآلاف من الضحايا. كانت ترى آلة الموت تطحن الناس، وإيران وروسيا والميليشيات تستبيح سوريا، والنظام يخوض صراعاته الداخلية على المكاسب والمناصب. لونا قررت أن تكون جزءًا من كل ذلك، ويبدو أنها اختارت أيضاً الطرف الأجنبي الذي تواليه، وكان ذلك سبب هلاكها.
موت لونا الشبل أو مقتلها كان حدثًا طبيعياً ومتوقعاً في الصراع داخل المافيات وتصفية الخلافات بين الأجنحة. في سوريا، تجاوز الأمر صراعات السلطة والتصفيات الداخلية إلى صراع نفوذ وسيطرة إقليمي. لونا كانت على علاقة خاصة بروسيا ولها مصالح تجارية في سوتشي وفروعاً في دمشق.
لونا الشبل كانت مجرد بيدق سقط، ورحلت دون أن يتأسف عليها أحد، حتى النظام الذي خدمته. أسرتها في السويداء رفضت دفنها في مقابر العائلة بعدما تبرأت منها بسبب علاقتها بالنظام، ووجدوا لجثتها قبراً في دمشق.
انتهت حياة لونا الشبل بشكل يناسب خياراتها، لتكون نسياً منسياً. من المؤكد أن أمثالها لن يتعظوا مما حصل لها، كما لم تتعظ هي من قبل، فهو خيار أعمى بالنسبة لهم كما كان بالنسبة لها.
جنازة لونا الشبل: جنازة هزيلة والميت “مستشارة”!
غياب الجهات الرسمية
في خطوة غريبة وغير متوقعة، لم تحضر أي جهة رسمية أو ممثل رسمي عن الرئاسة أو أي مؤسسة أخرى جنازة لونا الشبل. هذا التصرف يعتبر مفاجئاً، خاصة أن النظام كان قد حرص على تكريم شخصيات أخرى قضت عمرها في خدمة النظام والدفاع عن رواياته الكاذبة إزاء الثورة السورية. هذا الغياب دفع بعض الإعلاميين والناشطين السوريين للسخرية بالقول أن نظام الأسد هذه المرة “قتل القتيل ولم يمشِ في جنازته”.
المخابرات تفرض حصاراً على الجنازة
أحاطت عناصر المخابرات بالجنازة ومنعت تصويرها من قبل من حضروا، وفقاً لشهود عيان. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اعتقلت بعض الأشخاص الذين حاولوا تصوير التشييع. هذا التصرف يعكس التوتر والحرص الشديد من قبل النظام على إبقاء الأمور تحت السيطرة ومنع أي تسريب قد يثير الشكوك أو التساؤلات.
التعتيم الإعلامي الكامل
امتنعت جميع وسائل الإعلام الرسمية، وكذلك الصفحات المؤيدة على وسائل التواصل الاجتماعي، عن نقل أي بث مباشر للجنازة. هذه المقاطعة الإعلامية تعتبر مفاجأة كبيرة، خاصةً أنه في جنازات فنانين أو إعلاميين سابقين كان يتم التغطية بشكل واسع. اكتفت هذه الوسائل بنشر صور خاطفة لرفع العتب، مما زاد من الغموض حول هذه الجنازة.
التفاصيل
إذن خاص لزوجها
علم أن المخابرات أعطت زوج لونا الشبل، محمد عمار الساعاتي، إذناً للخروج من بيته حيث يخضع للإقامة الجبرية، للمشاركة في الجنازة. هذا الوضع يظهر مدى تعقيد الأمور وتداخل العلاقات داخل النظام السوري.
غياب الإعلاميين
غاب كافة الإعلاميين عن الجنازة، بما في ذلك المذيعة نهلة السوسو، التي كانت قد كتبت سابقاً عن ذكاء وجمال لونا الشبل عندما كانت ترقد في مشفى الشامي، واصفة إياها بـ”معلمتي”.
رفض العائلة لاستلام الجثة
النظام نشر نعوة لونا الشبل حاملة نعي ما يسمى “رئاسة الجمهورية العربية السورية” محددة مدة عزاء لونا الشبل بساعتين فقط في صالة دار السعادة للعجزة في منطقة المزة. بينما تحدثت أنباء عن رفض عائلة الشبل في السويداء استلام جثتها بسبب خلافات عائلية متجذرة، دفع والدها العميد المتقاعد عادل الشبل للتبرؤ منها قبل وفاته.
الزواج من خارج الطائفة
زواج لونا الشبل من خارج الطائفة الدرزية يعني خروجها عن الملة وفق أحكام المذهب، مما أضاف بعداً آخر للأسباب التي دفعت عائلتها لرفض استلام جثتها.
خاتمة
جنازة لونا الشبل كشفت عن العديد من التوترات والخلافات التي تعصف بالنظام السوري من الداخل. غياب الجهات الرسمية، الحصار الأمني، والتعتيم الإعلامي، كلها مؤشرات على التعقيدات والصراعات التي تشهدها الساحة السورية حتى في أبسط الأمور مثل جنازة شخصية كانت تعد جزءاً من النظام.
دخلات للمملكه الموت بدون إذن من أحد فقط طموح شخصي لم تقرأ الامور بشكل جيد علما ان زوجها يعلم طبيعة هذا النظام المجرم لم يتعلم أحد من المقرببن للمملكه الموت كل من يتعامل مع النظام نهايته حتما القتل من قبل النظام