مقدمة:
في خطوة تعكس النهج القمعي المتصاعد لـ “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، تم فرض قانون التجنيد الإجباري المعروف بـ “واجب الدفاع الذاتي” على الشباب ذكوراً وإناثاً في مناطق سيطرتها منذ تشرين الثاني 2017. هذا القانون يجبر الأفراد على الانضمام إلى صفوف قواتها العسكرية والأمنية، مما يعزز من قبضة “قسد” على المنطقة ويدفع بالعديد من الشباب إلى الهروب من هذا الواقع القسري. القرار من المتوقع أن يؤدي إلى موجة نزوح جديدة، حيث يسعى الشباب إلى الفرار نحو تركيا ومناطق المعارضة هرباً من هذا التجنيد الإجباري الذي يزيد من معاناتهم ويقوض من استقرار المنطقة.
المواليد المطلوبة للالتحاق بالتجنيد الاجباري
أعلنت “الإدارة الذاتية” اليوم، السبت 22 من حزيران، عن الفئات العمرية التي يتوجب عليها الالتحاق بالصفوف العسكرية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بموجب تعميم جديد.
وفقاً لهذا التعميم، فإن المواليد المطلوبة للخدمة هي من 1998 وحتى 30 من حزيران 2006، حيث يتوجب على هذه الفئات العمرية أداء ما يسمى بـ “واجب الدفاع الذاتي” في إقليم شمال وشرق سوريا. وأضافت “الإدارة” أن جميع المكلفين الذين بلغوا سن 18 يجب عليهم مراجعة مراكز واجب الدفاع الذاتي لقطع الدفتر.
تُصدر “الإدارة الذاتية” بانتظام تعميمات لتحديد الفئات العمرية المشمولة بالتجنيد الإجباري في صفوفها العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية. ففي كانون الثاني 2024، حدد “مكتب الدفاع” التابع لـ “المجلس التنفيذي” لدى “الإدارة الذاتية” المواليد المطلوبة للتجنيد الإجباري من 1 كانون الأول 1998 وحتى 31 كانون الأول 2005.
تسعى “قسد” لتجنيد الشبان بشكل إجباري لزجهم على الجبهات وخطوط التماس، أو لإشراكهم في ضبط الأمن داخل المناطق التي تسيطر عليها، أو لتسخيرهم في أعمال حفر الأنفاق، مستغلة بذلك فقرهم وحاجتهم. وفي سياق تعزيز قواتها، نشر موقع “أثر برس” المحلي أن “قوات سوريا الديمقراطية” أرسلت يوم الجمعة 21 من حزيران تعزيزات عسكرية على خطوط التماس غرب قريتي الحسينية والجنينة، الخاضعتين لسيطرة قوات النظام شرقي نهر الفرات. كما تم إرسال تعزيزات إضافية إلى المناطق المقابلة لمدينة الميادين والقرى التابعة لها، ونشرت “قسد” عدداً كبيراً من القناصين ومدافع الهاون والمدفعية الثقيلة في تلك المناطق.
تأتي هذه التحركات بعد اشتباكات بالنيران الرشاشة بين قوات النظام و”قسد” في بلدة “محيميدة” بريف دير الزور الغربي، والتي بدأت في ساعة متأخرة من ليل الخميس 20 من حزيران واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة.
تنتهج “الإدارة الذاتية” سياسة التجنيد الإجباري عبر شن حملات اعتقال متكررة تطال الشبان وحتى الأطفال لتجنيدهم لمدة تصل إلى سنة تقريباً، يتلقون فيها التدريبات ودروساً عقائدية من “فكر أوجلان” وعلى يد ضباط من “جبال قنديل”، ومن ثم زجهم في الجبهات العسكرية. وقد وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الصادر في أيار الماضي ما لا يقل عن 49 حالة اعتقال تعسفي على يد قوات سوريا الديمقراطية، بينهم 49 طفلًا.
فرضت “الإدارة الذاتية” قانون التجنيد الإجباري، المعروف بـ “واجب الدفاع الذاتي“، في تشرين الثاني 2017 على الشباب ذكوراً وإناثاً في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا. ويلزم هذا القانون الأفراد بالالتحاق في صفوف قواتها العسكرية والأمنية للدفاع عن مناطق سيطرتها وحدودها، على غرار الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام. هذا القرار سوف يزيد من موجة نزوح جديدة وخصوصا للشباب الى تركيا ومناطق المعارضة.