تأجيل “قسد” للانتخابات “خداع ولعب بالوقت”
اعتبر المجلس الإسلامي السوري قرار “الإدارة الذاتية” بتأجيل الانتخابات البلدية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” من 11 حزيران إلى 8 آب “خداعاً ولعباً بالوقت”. وقد جاء هذا البيان بعد متابعة المجلس الدقيقة للوضع في تلك المناطق.
أعرب المجلس الإسلامي السوري عن رفضه وإدانته لجميع خطوات “قسد” التي تمهد لتقسيم سوريا، مشيراً إلى أن تأجيل الانتخابات لمدة شهرين لن ينطلي على الشعب السوري سواء داخل مناطق سيطرة “قسد” أو خارجها. واعتبر المجلس أن هذا التأجيل ليس إلا محاولة لامتصاص ردود الفعل الغاضبة من السوريين ومن دول الجوار، التي ترى في مشروع “قسد” تهديداً لأمنها.
البيان كامل…
أكد المجلس أن الشعب السوري أظهر وعيه وتماسكه من خلال رفضه لمشاريع “قسد” ومخططاتها، مشدداً على تمسكه بوحدة سوريا أرضاً وشعباً. وأشار إلى وثيقة المبادئ الخمسة التي رعاها المجلس ووقعتها جهات عديدة، والتي تنص على أهمية وحدة الأراضي السورية.
انتقد المجلس “العقد الاجتماعي” الذي أقرته “الإدارة الذاتية” العام الماضي، واصفاً إياه بأنه “باطل”، حيث فرضت من خلاله الميليشيات الانفصالية وجهة نظرها التي تهدد أمن سوريا والمنطقة بأسرها، ولا تعبر عن آراء أبناء المنطقة من الكرد وغيرهم.
أعلنت “الإدارة الذاتية” تأجيل الانتخابات البلدية بعد تلقي طلبات من أربعة أحزاب وتحالفات سياسية بذلك، بحجة ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية وحاجتهم لتأمين فترة زمنية كافية لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير العملية الانتخابية.
صرح مصدر مسؤول في “الإدارة الذاتية” لموقع تلفزيون سوريا أن التأجيل جاء نتيجة تغير الموقف الأمريكي وضغوط تركية متزايدة. في البداية، دعم المبعوث الأمريكي في شمال شرقي سوريا إجراء الانتخابات، لكن تغير موقف الخارجية الأمريكية لاحقاً، مما دفع “الإدارة الذاتية” لتأجيل الانتخابات.
تشهد “الإدارة الذاتية” حالة انقسام بين مسؤولي “حزب العمال الكردستاني” ومسؤولي الإدارة السوريين وأحزابها بشأن الانتخابات. ويخشى مسؤولو “الإدارة الذاتية” من التهديدات التركية والموقف السلبي من الولايات المتحدة، الذي قد يمنح تركيا الضوء الأخضر للتصعيد العسكري في حال إجراء الانتخابات.
ضغوط حزب العمال الكردستاني
رغم هذه المخاوف، يضغط مسؤولو “حزب العمال الكردستاني” لإجراء الانتخابات. وقال رئيس أحد الأحزاب المتحالفة مع “قسد” إن الموقف الأمريكي منح تركيا الضوء الأخضر للتصعيد، مشيراً إلى تجربة إقليم كردستان العراق في إجراء استفتاء الاستقلال عام 2017 كدليل على استعداد واشنطن للتخلي عن حلفائها إذا لم تُصغى لنصائحها.
#بيان #المجلس_الإسلامي_السوري حول تأجيل قسد لما أسمته انتخابات بلدية
للاطلاع على نص البيان من الموقع الالكتروني للمجلس:https://t.co/dB6UYs6yay pic.twitter.com/C4Y6Tls2yL
— المجلس الإسلامي السوري (@syrian_ic) June 8, 2024
خاتمة:
تؤكد تصريحات المجلس الإسلامي السوري ومواقف “الإدارة الذاتية” و”قسد” على تعقيدات المشهد السياسي في شمال شرقي سوريا. وفي ظل هذه الظروف، يبقى الوضع مرهوناً بالتطورات الدولية والإقليمية والمحلية، مع استمرار الشعب السوري في التمسك بوحدة بلاده ورفض تقسيمها.