رئيس حزب الشعب الجمهوري يقدم رؤية غير مسبوقة لمستقبل وجود السوريين في تركيا
في مقابلته مع قناة “HaberTürk” التركية، أوضح زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال موقفه تجاه تصريحات بعض رؤساء البلديات التابعة لحزبه، التي استهدفت السوريين وفرضت رسوماً عالية عليهم. يشير أوزال إلى أن هذه الإجراءات لا تنعكس على السياسات العامة لحزبه، مؤكداً على أهمية التوازن والتعاطف مع قضايا اللاجئين.
تعكس تصريحات أوزال تحفظاً وانتقاداً للقرار الذي اتخذته رئيسة بلدية أفيون قره حصار، بورجو كوكسال، برفع رسوم معاملات الزواج على السوريين بنسبة تصل إلى 25 ضعفاً. يعتبر أوزال أن هذا الإجراء يخالف السياسات العامة للحزب ويظهر نوعاً من التمييز والتحيز ضد السوريين.
من خلال تصريحاته، يؤكد أوزال على ضرورة أن يتماشى المسؤولون المحليون مع السياسات العامة للحزب وأن يتناولوا قضية السوريين بشكل متوازن ومنصف. يشدد على أن تركيز السلطات المحلية على حل مشاكل المياه للمواطنين بدلاً من تعقيد وضع السوريين يمكن أن يؤدي إلى تحسين القبول العام وتجنب التوترات الاجتماعية.
أكد أوزال إلى احترام التنوع اللغوي والثقافي في المجتمع التركي، وتجنب التمييز بناءً على اللغة. يشدد أوزال على أهمية اللغة العربية كلغة ذات قيمة دينية وثقافية عالية للعديد من الأشخاص، ويؤكد على أن استهداف اللافتات المكتوبة باللغة العربية يمكن أن يؤثر سلباً على الأفراد ويترك جرحاً في العديد من النفوس.
بالإضافة إلى ذلك، يشير أوزال إلى أن القانون ينص على ضرورة عدم تجاوز نسبة معينة من اللافتات المكتوبة بلغات أجنبية، مما يظهر الالتزام بتعزيز التواصل بين مختلف الثقافات وتقديم الخدمات بطريقة متساوية وعادلة للجميع.
بالإضافة إلى ذلك، يدعو أوزال إلى التعامل بحس سليم وتجنب الاستخدام الانتقائي للكلمات والتصرفات التي قد تسبب الانقسامات أو التوترات في المجتمع. يشدد على أن القوانين الصارمة والتصرفات المدروسة هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع قضايا اللغة والتنوع الثقافي في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر أن التصريحات التي تميل إلى الشعبوية لا تخدم المصلحة العامة وقد تزيد من التوترات والانقسامات في المجتمع. ومن هنا، يرفض أوزال بشدة تلك التصريحات التي لا تتوافق مع الخط العام لحزبه وتشكل خطراً على التضامن والتعايش السلمي بين السكان المحليين والسوريين في تركيا.
من خلال تحليل رؤية أوزال، نجد أنها تتمحور حول الحوار والتعاون الدولي، وتوفير الفرص للسوريين للعودة إلى بلادهم بأمان وكرامة. وبما أن تركيا تستضيف ملايين اللاجئين السوريين، يعد تبني رؤية مستقبلية للتعامل مع هذه القضية تحدياً هاماً يتطلب تضافر الجهود السياسية والإنسانية.
الحاجة لإيجاد حلول مستدامة وشاملة للسوريين
تؤكد تصريحات أوزغور أوزال، زعيم حزب الشعب الجمهوري، على الحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة وشاملة للسوريين العائدين إلى بلادهم ولأطفالهم الذين ولدوا في تركيا. يركز أوزال على عدة ميزات تهدف إلى تسهيل عملية عودة السوريين إلى سوريا وتحسين ظروفهم هناك، بالإضافة إلى دعم وتسهيل اندماج الأطفال السوريين الذين نشأوا في تركيا.
- أولاً، يشدد أوزغور أوزال على ضرورة التوصل إلى اتفاقات تسهم في توفير سكن مناسب للسوريين، بحيث يكون مستقراً وجذاباً لهم للعودة وبناء حياة جديدة. يعتبر ذلك خطوة هامة نحو تهيئة الظروف الملائمة لعودة السوريين إلى سوريا.
- ثانياً، يقترح أوزال بعض الإيماءات الإيجابية للأطفال السوريين الذين ولدوا في تركيا، من خلال منحهم جوازات سفر بدون تأشيرة ومنحهم الأولوية في الحصول على التعليم والدعم السكني عند الحاجة. هذه الإجراءات تهدف إلى تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال ليكونوا مواطنين فاعلين ومندمجين في مجتمعهم.
- ثالثاً، يعد توفير بيئة مواتية للسوريين الذين يأتون إلى تركيا للعطلة أو للدراسة بخفض الضرائب السياحية وتقديم دعم لسكنهم خطوة إيجابية لتشجيع التواصل والتفاعل الإيجابي بين السوريين والمجتمع التركي، وهو ما يعزز التضامن والتعايش السلمي.
تعبر تصريحات أوزغور أوزال عن رؤية واضحة تجاه الصراع في سوريا وتأثيره على الجوانب الإنسانية والسياسية. يؤكد على أهمية تحقيق السلام في سوريا كحلا لأزمة اللاجئين والحد من التداعيات الإنسانية والاقتصادية للصراع.
من خلال استشهاده بمقولة مصطفى كمال أتاتورك “سلام في الوطن، سلام في العالم“، يبرز أوزال الأهمية الكبيرة لتحقيق الاستقرار السياسي في سوريا وتأثير ذلك على السلم الدولي والإقليمي. يرى أوزال أن استمرار الصراع في سوريا له تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.