مقدمة:
في البداية إذا جئنا إلى تعريف الحرب الأهلية نجد بأنها : خلاف مسلح بين مجموعات متنازعة ضمن بلد واحد، والثورة السورية لم تبدأ بصراع مسلح وإنما بمظاهرات سلمية لمطالب شرعية من الحكومة، وبقيت حوالي العام تنادي بالسلمية وهتافات ( واحد واحد الشعب السوري واحد) ولكن التوغل الأمني هو من فرض على السوريين حماية منازلهم بحيازة السلاح.
- من الأسباب التي كثيراً ما تكررت في نشوب حرباً أهلية هي تغيير نظام الحكم بالعنف، مثل في حال إسقاط الديكتاتور الحاكم، أو المحاولات الانقلابية، أو الثورات، والشعب السوري لم يكن يحوز على مسدس في بيته، وكان سقف مطالبه هوتغيير رئيس فرع الأمن السياسي والمحافظ في البداية.
- لقد كثرت المغالطات في كل الوثائق الصادرة عن مراكز الدراسات، والمنظمات ومؤسسات المجتمع الدولي، التي تصف الحرب السورية بأنها (حرب أهلية )، ضاربة عرض الحائط كل القوانين والتصنيفات الرسمية لمعنى الحرب الأهلية.
- لاشك بأن هذه التعابير غير متطابقة مع القانون الدولي وإتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الإضافية، وماهي إلا نوع من أنواع التعابير غير الدقيقة والظالمة للشعب السوري الذي خرج من أجل الحرية والتعبير عن الرأي والتخلص من قبضة الدولة المخابراتية، والحصول على تكافؤ الفرص في الحصول على الوظائف والمنح وبعثات التاهيل للكوادر العلمية والتقدم للجامعات والوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث أصبح معظم شباب سوريا أصحاب الأدمغة مغتربين خارج بلدهم ، واخذ مكانهم أشخاص، لا يستحقونها.
ماهي الحرب الأهلية:
في الواقع بالتعريف هي نزاع عنيف بين مجموعات منظمة داخل بلد ما تقاتل للسيطرة على الحكومة أو لتحقيق أهداف انفصالية أو رفضاً لبعض سياسات الحكومة المثيرة للانقسام، وأحيانا دون تدخل الحكومة ، والحرب الأهلية تجري بين مذاهب وطوائف من ديانات مختلفة تفضي الى العنف بين طوائف دينية مدفوعة بالانتقام والكراهية.
أما إتفاق جنيف :لا يستخدم مصطلح الحرب الأهلية فهو يحدد قواعد الحرب للنزاعات غير الدولية. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر صنفت هذه القواعد وطبقت مصطلح الحرب الأهلية في قواعد الحرب بهدف منع إلحاق الأذى بالمدنيين غير المشاركين في الحرب الأهلية.
أن ما حدث في سوريا ومنذ اليوم الأول الذي إنتفض فيه السوريون ضد تصرفات مؤسسات الأمن ، وليست ضد أي طائفة من الطوائف من مكونات الشعب السوري ، ومنذ قيام الثورة بحراكها السلمي، كان الطرف الأخر الذي قمعهم هم عناصر من ميلشيات حزب الله اللبناني التابع لإيران (هم ليسوا من نسيج الشعب السوري ) من خارج الدولة السورية الذي نصب نفسه عدو للشعب السوري.
لقد دخلت هذه الميلشيات (ميلشيا حزب الله) دخلت قبل شهر من بدء الثورة السورية ، كانت بقوام ( 3000) عنصر عبروا الحدود اللبنانية إلى سوريا من معبر وادي القرن عن طريق منطقة خارج المعبر الحدودي بالمصنع و تسمى وادي الأسود، وهذا ما ينفي الحروب الأهلية الداخلية في أي بلد من بلدان العالم و التي يكون أطرافها جماعات مختلفة من السكان. وبأنها صراع مسلح يقع بين أبناء الوطن الواحد. أما إذ ما جئنا إلى التعريف السياسي نجد بأن:
مفهوم الحرب الأهلية في القاموس السياسي:
هي صراع مسلح ينشب داخل إقليم الدولة يتميز بأن كلا الطرفين المتنازعين يفرض سلطاته على جزء معين من إقليم الدولة ويمارس فيه السلطات التي تمارسها الحكومات الشرعية.
إذا نظرنا نظرة سريعة الى محافظات السورية هل حصلت أي مواجهات بين مختلف الطوائف وعلى سبيل المثال :هل تقسمت دمشق الى احياء سنية وعلوية ودروز ومسيحية واسماعيلية وأرمن وكرد وغيرهم، أو أصبحت أحياء مغلقة بوجه أبناء أخرى .!كل هذا لم يحدث، وبالتحديد المساكن العسكرية ذات الغالبية النصيرية من حاضنة بشار الأسد والأحياء النصيرية ذات البناء العشوائي من المزة جبل 86 وصولا إلى عش الوروار، لم يتم إطلاق طلقة مسدس عليها، وقس على ذلك كل المحافظات السورية، ولكن كل من كان يقود المعارك هي غرفة عمليات كان يقودها قاسم سليماني بشار الأسد ماهر الأسد أكرم الكعبي، بقوام مرتزقتهم العابرة للحدود.
سئم الشعب السوري من رواية نظام الاسد وفريقه ومؤيديه على مدى خمسة عقود من الشعارات الرنانة والخطابات والهتافات المسطرة حروفها في أقببية المخابرات، وأكتشف نظامه الطائفي الثيوقراطي من خلال وقوفه الى جانب إيران في حربه ضد العراق ، وأستنجاده بإيران وميلشياتها الطائفية لقتل ال السورييين، لمجرد مناداتهم بالحرية والديمقراطية والتعديلات دستورية.
في الواقع أجنحة الإرهاب جميعها قيادتها في طهران وبالتحديد بيد قاسم سليماني من حزب الله، وفاطميون وزينبيون ونجبا وفيلق القدس وكتائب الرضوان ولواء القدس ،وصولاً إلى جبهة النصرة وداعش التي كانت تعمل بأمرة سليماني، والتي أدخلت بأوامر طهران بالإتفاق مع المالكي وبشار الأسد، إلى سوريا وتسليمها فرقة دبابات كاملة في دير الزور على طبق من ذهب من أجل تشكيل دولة خلافة تضر بسمعة الثورة السورية وصبغ الثورة السورية بصبغة السواد المتشدد.وكانت هتافات الشعب السوري ( لا سلفية و لا إخوان شبابك سوريا بالميدان)
مخابرات نظام الأسد طوعت الكثير من العملاء من أجل تشويه صورة الثوار من خلال الهتافات الطائفية الديماغوجية في كل المحافل لخلق شرخ بين طوائف المجتمع السوري ومعظم الطوائف في المحافظات رفضت ان تضع نفسها في صف معادي للشعب السوري، وأكبر دليل حركة رجال الكرامة بزعامة الراحل وحيد البلعوس رفضت ارسال شبان الطائفة الدرزية لقتل السوريين، ومعظم مسيحي حوران رفضوا مطلب جهاز الأمن بالمنطقة الجنوبية للتسلح ومناصبه العداء لأخواهم من الشعب السوري.
هل حزب الله من مكونات المجتمع السوري؟
منذ بداية الحراك السلمي تغلغل عناصر حزب الله اللبناني الحزب الإرهابي العابر للحدود و التابع إيديولوجيا لإيران ،القادم من وراء الحدود بين المتظاهرين وأصبح يروج للطائفية من خلال الهتاف باسم المتظاهرين وهذا ماحصل في ساحة الساعة الجديدة في مدينة حمص من خلال إطلاق هتاف طائفي خدم نظام اسد عندما قام أربعة عناصر من حزب الله بلباس مدني بتكليف من المخابرات الجوية باطلاق هتاف (المسيحي ع بيروت والعلوي ع التابوت )
وبعد أن أذاق حزب الله وعناصر الأمن التابعة لنظام أسد السوريين الويل من خلال اطلاق النار على المتظاهرين ، وقتل أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء، وتحولت الثورة الى مسلحة، إنخرط إلى جانب نظام أسد الفاطميون والزينبيون وحركة النجبا وكتائب الرضوان وفيلق القدس والحشد الشيعي الشعبي ولواء القدس الفلسطيني في القتال ضد الشعب السوري، الذي استعان واستقوى بشار الاسد بهم لقتل الشعب السوري لتدمير بيوتهم وإغتصاب نسائهم، وسرقة ممتلكاتهم وتهديم بيوتهم فهل هذه الفصائل من مكونات الشعب السوري؟
هل أركان الحرب الأهلية في سوريا مكتملة الأركان، بالتأكيد لا، لآن الميلشيات الايرانية ليست لا من درعا والغوطة والقلمون وحمص وحلب وإدلب وحماه وبانياس و اللاذقية والرقة ودير الزور، بل من خارج الحدود.
على مدى أربعين عاما قام حافظ الأسد بتكوين مجتمع عسكرة في القرى الحاضنة له، وطمس على أي مقومات للمجتمع المدني، حيث نشر في كل المحافظات الحاضنة له فقط مراكز تطويع للإنتساب لسرايا الدفاع وسرايا الصراع والقوات الخاصة والفرق العسكرية الأخرى، بالإضافة الى تكوين مجتمع عسكري في قرى ومدن الساحل مدججة بالسلاح المخفي، حيث لم يبقى في القرى والضيع سوى أعداد ضئيلة حيث لاتجد في القرية أحيانا تلميذ واحد في الشعبة الدراسية، لأن كل السكان أصبح منخرطين في الفرق والألوية والكتائب والسرايا، وعائلاتهم في مناطق المساكن العسكرية المنتشرة في دمشق، ومناطق المخالفات العشوائية بدمشق المترامية في دمشق وريفها، وبقية المحافظات السورية.
لابد من الوقوف على حقيقة نظام الأسد التي ارهقت الشعب السوري وجاءت بشذاذ الأفاق من أجل قتله