ما وراء تزايد الهجمات على النظام في درعا
في إطار الصراع المستمر في سوريا، تشهد محافظة درعا جنوب البلاد تصاعداً ملحوظاً في العنف خلال الأيام الأخيرة، حيث تعرضت عدة حواجز لقوات النظام السوري لهجمات متزامنة من قبل مجهولين، مما أدى إلى استنفار أمني وتأجيج التوتر في المنطقة.
في الليلة الماضية، وقعت هجمات متزامنة على عدة حواجز لقوات النظام السوري في ريف درعا الغربي، حيث اشتبك المهاجمون مع القوات النظامية باستخدام الأسلحة الخفيفة وقذائف “آر بي جي”، مما تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة.
بعد الهجمات، قامت قوات النظام بقصف محيط بلدتي البكار والسكرية بالمضادات الأرضية، وسط توتر شديد وقلق بين المدنيين في المنطقة، حيث خلّفت الهجمات حالة من الرعب في قلوب المدنيين.
رداً على الهجمات، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية من تل الجانبية نحو مواقع الاشتباكات، مما يعكس حجم التهديد الذي تشكله هذه الهجمات على النظام.
تأتي هذه الهجمات ضمن سياق تصاعد التوتر في درعا وجنوب سوريا بشكل عام، حيث يعيش المدنيون في المنطقة تحت ظلام الخوف والتوتر، مع تصاعد عمليات الاغتيالات والهجمات المتفرقة وعمليات تهريب المخدرات.
الفوضى في درعا: تحليل لتصاعد الهجمات والتورط الإيراني ومسؤولية النظام
صرَّح الأستاذ يسار عوير، رئيس المكتب السياسي في مجلس دمشق الوطني و القبة الوطنية السورية، خلال مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون سوريا، إن ما تشهده درعا الآن من تصاعد الهجمات على حواجز النظام هي مابين الافتعال ومابين الضغط والمستفيد الأكبر هو النظام والمليشيا الايرانية..
أوضح يسار الى ان الهجمات، في بعض الاحيان، هي نوع من أنواع الضغط على النظام حيث لا يخلو بيت من بيوت درعا من شهيد أو معتقل وعندما يقوم النظام باعتقال أحد الشبان، تحدث هذه الهجمات كوسيلة للضغط وإطلاق سراح المعتقلين. وغالباً ما تتجلى في نتائج إيجابية.
وأضاف “الأستاذ يسار عوير” أن المستفيد الأساسي من هذه الفوضى هو النظام السوري والمليشيات الطائفية الإيرانية المتواجدة في درعا. وأشار إلى أن النظام غالباً ما يُفتعل من أجل خلق مشاكل تهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لتجارة المخدرات وترويجها. وأكد أن الأردن يقود حرباً حقيقية ضد تجار المخدرات المدعومين من النظام وإيران.
أكمل الأستاذ يسار بالقول إن درعا لن تهدأ على الأقل حتى رحيل المليشيات الإيرانية التي تفسد في المحافظة.
هل النظام هو المتسبب في هذه الفوضى ام انه فاقد السيطرة
اجاب الأستاذ يسار: ان النظام فاقد للسيطرة منذ التسوية في عام 2028 ومن جهة اخرى ان النظام مستفيد من الفوضى في درعا لتبرير وجود المليشيات الايرانية وتبقى ساحة بيع وتهريب المخدرات الى الاردن مفتوحة أمامه والضغط على أبناء المحافظة لاجبارهم على الرحيل من مناطقهم من خلال اعطاء أبناء المنطقة مهلة 6 اشهر لتسوية أوضاعهم وتسهيل استخراج جوازات سفر لهم لإفراغ المنطقة أمام المليشيات التي تستخدم درعا كمركز لإنتاج وتهريب المخدرات.
ختاماً:
تستدعي الأوضاع الراهنة في درعا وجنوب سوريا تدخلاً عاجلاً وفعّالاً لوقف دائرة العنف والتوتر، وايقاف تهريب المخدرات وتحقيق الاستقرار والأمن للمدنيين الأبرياء الذين يعانون من تداعيات هذا الصراع المدمر.