إن الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة، يشكل “نقطة تحول في ديناميكيات الصراع الحالي في سوريا، نتيجة التفاهمات المشتركة بين الإيرانيين والروس من تدريبات وتبادل الخبرات وقيام مستشارين من قوات الاحتلال الايراني بتدريب قوات المحتل الروسي على استخدام الطائرات المسيرة خلال حرب أوكرانيا، كونه أن روسيا وإيران تدعمان ميلشيا اسد في سوريا، وهذا يبشر بمرحلة وحشية جديدة” في البلاد.
بعد الحديث الواسع عن المسيرات الإيرانية التي يتم تخزينها في سوريا وفتح المطارات السورية (مطار السين ومطار تدمر العسكري، ومطار دير الزور- مطار المزة العسكري) كــــ معسكرات تدريب للقوات الروسية على أيدي الخبراء والمستشارين الإيرانيين، بالفعل كانت بداية العام 2024 خطة تنفيذ كبرى ومحط أنظار الطرفين الروسي والإيرانيين واشراك بعض من فصائل ميلشيا قوات سهيل حسن، من أجل زيادة التعاون والزج بالطيران الإيراني المسير بشكل واسع في الحرب الأوكرانية.
لقد كثفت ميلشيا اسد منذ بداية شباط 2024 حتى منتصف آذار/ مارس الجاري، 55 هجوماً عبر طائرات مسيّرة أطلقتها القوات الحكومية بإشراف القوات الروسية على المدارس والأراضي الزراعية وفي محافظات إدلب، وحلب، وحماة، واللاذقية. مما يهدد شريان حياة المدنيين الزراعية.
يشير الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة الانتحارية من قبل ميلشيا أسد، من أجل “تعويض خسارة القوة الجوية الروسية”، فضلاً عن هدفها في تحقيق إنتصارات وتفوق عسكري على ارض الميدان، بعد الانخفاض الملحوظ في الضربات الجوية الروسية منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.
لقد سجلت الكثير من الحوادث في الراضي الزراعية والمدارس باستهداف المزارعين والطلاب عند خروجهم من المدارس ومقتل أكثر من خمسين ضحية نتيجة الاستهداف الجديد من هذا النوع، في حين أنها صغيرة مقارنة بالطائرات بدون طيار الأكثر تقدماً مثل ذخيرة التسكع شاهد 136 الإيرانية الصنع والتي استخدمتها روسيا ضد أوكرانيا، إلا أن هذه الطائرات غير المكلفة والمزودة بالمتفجرات لا تزال قاتلة. في حين لا تزال خطيرة، خاصة في سورية، حيث الدفاعات الجوية للنظام والمعارضة ضدها نادرة أو غير فعالة في الغالب.
لقد تحولت المطارات السورية الى ملعب كبير للروسي والإيراني، وما فضيحة ضربة الكلية الحربية الا هي نوع من أنواع الدفع الإيراني لتغيير قواعد الاشتباك في نوعية الصراع.
أما الأنواع التي تستخدمها ميلشيا نظام بشار الأسد من الطيران المسير هي ليست إيرانية، بل هي روسية من طراز “غاستيلو” لها ست مراوح موزعة بشكل دائري وتعمل بمحركين أساسيين مثبتين على جسمها ومثبت عليها كاميرات ذات دقة عالية ومحدثة بنظام الواقع الافتراضي الذي يسمح لها بالطيران ليلاً، حيث يسمح هذا النظام للمتحكم بها برؤية الصورة بوضوح بالإضافة لحساسات حرارية تعطي إمكانية رصد ومسح دائري للمنطقة المرصودة أي أنها تحدد نوعية الهدف سواء كان ثابت أو متحرك بسهولة.
تتموضع هذه الطائرات المسيّرة في “الفوج 46” بريف حلب الغربي، مطار أبو الظهور العسكري بإدلب، ونقاط عسكرية في معسكر معصران، الدوير وتل مرديخ في سراقب وكفرنبل في معرة النعمان بريف إدلب، ومعسكر جورين بريف حماة.
وتشرف القوات الروسية برفقة “الفرقة ٢٥” الحكومية على إطلاق هذه المسيرات وتتواجد القوتان بشكل خاص في كل من سراقب وكفرنبل ومطار أبو الظهور.
أما النوع الثاني فهي من “FPV” وتتألف من أربع مراوح مزودة بكاميرا وحيدة وتتميز بسرعة ملاحقة هدفها ونسبة الخطأ في تعقب واصابة الهدف ضئيلة، بسبب احتوائها على ست محركات مثبتة على جسمها معززة بنظام واقع افتراضي حديث ومتطور بالإضافة لجهاز GPS.
ويحتوي هذا النوع على نظام التحكم الإلكتروني الذي أثبت فعاليته بعكس (غاستيلو) حيث يتناسب هذا النظام مع سرعة الهدف تلقائياً بينما النوع الأول زيادة السرعة حصراً بشكل يدوي.
في الختام:
إنَّ القادم أسوء بكثير مما كان عليه الوضع في السابق بسبب التوحش الروسي والإيراني والحقد الدفين الذي يضمره الروس والإيرانيين على الشمال السوري المحرر، من أجل ملاحقتهم في لقمة عيشهم وتدمير محاصيلهم الزراعية. وهذا بدا واضحاً عندما تمَّ استهداف عمال قطف الزيتون والجرار الزراعي الذين يفلحون الأراضي، إلى جانب استهداف النازحين في الخيام، والأطفال في المدارس، والمدنيين في الأسواق الشعبية.
لذا لا بدَّ من اصدار قرار دولي -فوري- يسمح بمنطقة حظر جوي من أجل خلق منطقة أمنة يعيش فيها المدنيون السوريون النازحون، إذا أراد العالم أن ينصف الشعب السوري من بطش حكومة بشار الأسد وتغَوّل شبيحته.
يا سلام يا دكتور هذا تقرير رائع يظهر خبرة وعلم من كتب المقال الذي يشتمل على معلومات فنية و استخباراتية دقيقة يظهر بشاعة استعمال هذه المسيرات في ضرب المواطنون العزل. يصلح التقرير أن يكون مرجعا فنيا وقانونية في حالة شكوى ضد السلطة الطاغية في سوريا.
وفق الله كاتبه ومن أعانه.