مطالبة ملحة لألمانيا بوقف تمويل النظام السوري عبر جواز السفر
في ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، والتي تتضمن قمعاً واعتقالات وتعذيباً وقتلًا للمدنيين على يد نظام الأسد وآلته العسكرية، يتم الطلب إلى المجتمع الدولي المساند للثورة السوية لمزيدٍ من المساهمة في وقف هذه الفظائع. وفي هذا السياق، دعت منظمة حقوقية “برو آزول” السلطات الألمانية إلى التدخل الفوري لوقف تمويل النظام السوري عبر جوازات السفر، وذلك لإنقاذ اللاجئين السوريين من الاضطهاد والتمييز.
نبذة عن منظمة “برو آزول (Brot für die Welt): هي منظمة ألمانية تدافع عن حقوق اللاجئين، تأسست عام 1959 في ألمانيا. (برو آزول) تعني “معاً من أجل اللجوء”. وتُعدّ من أهم المنظمات المدافعة عن حقوق اللاجئين في ألمانيا وأوروبا.
أهدافها:
- تُعنى بحماية حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء في ألمانيا وأوروبا.
- تدافع عن حقوقهم الإنسانية والقانونية وتسعى لدمجهم في المجتمع.
- تقدم الاستشارات القانونية والدعم النفسي والاجتماعي للاجئين.
- تشارك في حملات التوعية حول قضايا اللاجئين.
أبرز إنجازات المنظمة:
- ساهمت في إصدار قوانين وتشريعات لحماية حقوق اللاجئين في ألمانيا.
- قدمت المساعدة القانونية لآلاف اللاجئين في قضايا اللجوء والاندماج.
- نظمت العديد من الفعاليات والندوات لنشر الوعي حول قضايا اللاجئين.
- ضغطت على الحكومة الألمانية لتحسين أوضاع اللاجئين في ألمانيا.
أهم التحديات التي تواجهها المنظمة:
- ازدياد أعداد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا وأوروبا.
- صعوبة دمج اللاجئين في المجتمع بسبب اللغة والثقافة.انتشار العنصرية وكراهية الأجانب.
- نقص التمويل اللازم لدعم أنشطة المنظمة.
كيفية التواصل مع برو آزول: الموقع الإلكتروني: https://www.proasyl.de/ – صفحة فيسبوك: [Facebook Pro Asyl] – حساب تويتر: [Twitter Pro Asyl].
تتجلى حجم المأساة في أن الآلاف من السوريين لا يزالون يعانون من بطش النظام، ويزداد احتجاجهم على الانتهاكات الوحشية التي يتعرضون لها، وفي الوقت ذاته، تقوم ألمانيا بدور مشارك في تمويل هذا النظام القمعي من خلال فرض مطالبة على اللاجئين السوريين بالحصول على جواز سفر سوري سارٍ المفعول من سفارات النظام. وهذا التمويل الغير مباشر يسهم في استمرار القمع والفظائع التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه.
من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات واسعة النطاق على النظام السوري بهدف زيادة صعوبة تمويله لآلته الحربية. ومع ذلك، فإن التقرير الصادر عن منظمة برو آزول يكشف عن ممارسات غير مقبولة من قبل السلطات الألمانية، حيث يتم إجبار السوريين على دعم النظام المضطهد لهم من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة للحصول على جوازات سفر.
تظهر الأرقام المذكورة في التقرير حجم الاستثمارات التي يحصل عليها النظام السوري من خلال هذه الجوازات، حيث جمع أكثر من 200 مليون يورو منذ عام 2022 وحده. هذه الأموال تستخدم في تمويل الفظائع والانتهاكات ضد الإنسانية التي يقوم بها النظام.
تطالب منظمة برو آزول حكومة بلادها بإعفاء اللاجئين السوريين فوراً من الالتزام بالحصول على جواز سفر، وهذا يأتي في إطار مساعي لوقف دعم النظام السوري ومنع تمويله. فالمشاركة في تمويل أنظمة قمعية تعتبر مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي، ويجب على الدول أن تتخذ إجراءات فعالة لمنع استغلال الأموال في انتهاكات حقوق الإنسان.
تشير المنظمة إلى أن السياسات الحالية للسلطات الألمانية غير معقولة، حيث يتم إلزام السوريين بدعم النظام الذي فروا منه، وهو الأمر الذي يجب وقفه فوراً. يجب أن تكون السياسات الهجرية تحمي الضحايا وتوفر لهم الدعم والحماية دون تعريضهم للتمييز أو الاستغلال.
بالتالي، يتعين على السلطات الألمانية اتخاذ إجراءات فورية لوقف تمويل النظام السوري عبر جوازات السفر، وتحرير اللاجئين السوريين من هذا الاضطهاد المالي، والعمل على توفير الحماية والدعم لهم بدلاً من إجبارهم على دعم أنظمة قمعية قد انتهكت حقوقهم وكرامتهم.
تحايل النظام على العدالة الدولية
كيف يتلاعب النظام السوري بالعقوبات عبر جوازات السفر؟
في ظل العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي على النظام السوري، يبدي النظام السوري مرونة ومهارة في تلاعبه بهذه العقوبات، وذلك من خلال استخدام جوازات السفر كأداة للتحايل على هذه الإجراءات الدولية. يتمثل التلاعب هنا في إلزام اللاجئين السوريين خارج البلاد بدعم النظام المضطهد لهم عن طريق دفع مبالغ مالية هائلة من أجل استخراج جوازات سفر سورية سارية المفعول من سفارات النظام.
تتيح هذه الجوازات للنظام السوري الحصول على إيرادات مالية يستخدمها في تمويل جرائمه وانتهاكاته ضد الإنسانية، مما يسهم في استمرار الأزمة الإنسانية في سوريا ويعمق معاناة الشعب السوري. وتبرز هذه الاستراتيجية اللامشروعة تحت وطأة الضغوط الدولية والعقوبات، مما يؤكد على تصميم النظام السوري على استمرار سياسته القمعية والاستبدادية.
خاتمة
إنَّ تجديد جوازات السفر، يكشف مدى استهتار النظام السوري بالقوانين الدولية وتجاهله للعقوبات التي تفرض عليه بسبب انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. وتعكس هذه الإجراءات حجم الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها النظام بحق شعبه، وتبرز حاجة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لوقف هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة الدولية.