غزو أوكرانيا
يدخل اليوم العام الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا ….
تملك روسيا كل مُقوّمات الدولة العظمى فهي تملك ثروات باطن الارض ( الغاز والنفط والمعادن والمياه ) وسطح الارض من ثروات زراعية كالقمح وغيره…وتملك اضخم ترسانة نووية في العالم وتملك صناعات عسكرية وفضائية متطورة.. كما أنها تملك المرجعية الارثذوكسية الشرقية ..إضافة لإمتلاكها حق الفيتو في مجلس الامن كتجسيد سياسي لكل تلك القوى…
قيصر روسيا الجديد
حاول القيصر الجديد بوتين النهوض بالإتحاد الروسي بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي ومرحلة بوريس يلتسين…
وكان له ما أراد فأمّن إستقرار داخلي وقضى على عصابات المافيا واأصبح الحاكم الأوحد وصاحب القرار الأول في الكرملين حيث أنهى تمرد الشيشان على موسكو وفي عام 2008 إقتطع أراضي من جمهورية جورجيا بحجة منع التمدد الأطلسي وغَيّر الحدود الدولية لدولة عضو في الامم المتحدة وفي عام 2014 قام بغزو وضم شبه جزيرة القرم على البحر الأسود وإقليم الدونباس شرق اوكرانيا الغني بالثروات..
ولم يُواجَه القيصر الطامح من الغرب بأيّ إجراءات رادعة صارمة بل عقوبات إقتصادية وإخراجه من مجموعة الثمانية الكبار…ثُمّ كان الغزو الروسي لسوريا في أيلول 2015 وبدأ بإنشاء قواعد عسكرية على الضفة الشرقية للمتوسط وبدأ يلعب دور وسيط القوة في سوريا بحيث بدأت روسيا تلعب دور القوة العظمى في منطقة حيوية من العالم….
إقتنع بوتين بالإدمان الأوربي على الغاز الروسي الرخيص والضروري للقارة العجوز وأثمرت جهوده مع المستشارة السابقة ميركل على إنشاء خط الغاز نوردستربم 2 تحت بحر البلطيق …
قراءة أمريكية
كانت الولايات المتحدة تقرأ حركات القيصر جيداً وكانت مُستعدّة له و تنصب له أفخاخاً مع شركاءها في الناتو وتمكنوا من إمتصاص الفورة أو الإندفاعة الروسية وحطّموا إسطورة جيشه وكشفوا ضعفه وتخلفه قياساً للتكنلوجيات الغربية ..وأدخلوه في مستنقع لن يخرج منه إلا كما خرج أسلافه السوفييت من أفغانستان …
الداخل الروسي
تتفاعل البنى الداخلية المجتمعية الهشة وتتفسخ مع إمتداد سنوات حرب الإستنزاف المفروضة عليه ويُمكن إثارة حركات قومية ودينية انفصالية مقموعة بالقوة الروسية بفعل إتساع مساحة البلاد وضعف سلطة المركز ونضوب الريع المالي الذي يشتري الولاءات…
مآلات الحدث
سينعكس الضعف الروسي بشكل واضح على القضية السورية حيث بدأت ملامحه بالظهور باكراً …ولم يَعُد بوتين الحليف القوي الذي يدعم الأسد وبالتالي سيخسر الاسد حليفه الصلب ويبقى واقفاً على قدم إيرانية واحدة تَهتزّ من خسائر إستراتيجية تنال منها في الإقليم..